في مواسم الانتخابات، يعلو الضجيج حتى يخال للمرء أن الوطن صار ساحة صدى، تتردد فيها الوعود والشعارات أكثر مما تُزرع فيها النوايا. تُفتح المنابر على اتساعها، وتُساق الخطب كما تُساق القوافل القديمة: كثير...
آيةٌ لم تُكتَب بالحبر وحده، بل خُطّتْ على جبين التاريخ بماء الوفاء ودم الشهادة... وما انطبقت على أحد كما انطبقت على العباس، حين صار "عضدًا" لا يلين، و"سيفًا" لا ينكسر، و"أخًا" لا يتأخر.
الأمم لا تُصنع من الكلام؛ بل من المواقف التي تعبر النهر بين الخوف والكرامة؛ من قصة الراعي الذي باع ثائراً لأن معاركه كانت تُرعب أغنامه، إلى التجار الذين تركوا قائدهم يواجه حبل المشنقة وحيداً، يتجلى
لا يختلف اثنان على أن العملية السياسية في العراق شابها الكثير من التشوهات، وأن نموذج "الخدمات الخاصة والولاءات الضيقة" أضعف صورة الدولة، وجعل المواطن يعيش بين الألم والخذلان. لكن السؤال
في كل موسم انتخابي، تطفو على السطح عبارات من قبيل: «قبل الانتخابات الدين في خطر، وبعد الانتخابات الدين بخير». كلمات تتكرر حتى صارت أشبه بأيقونة ساخرة، لكنها في حقيقتها تكشف خللاً عميقاً في طريقة التع...
لم تكد الكاميرات تُطفأ في قاعات الدوحة، حتى سُمع ضحك مكتوم في تل أبيب. قمة عربية إسلامية حُشدت لها البيانات وأوراق العمل، لكنها لم تترك في وجدان إسرائيل سوى
أن تكتب «أنا في قبضة الصدمة: دائرة لا تُكسر» ليس مجرّد تصريحٍ بالوجع، بل هو اعترافٌ يعرّي الذات من كل أقنعتها، ويضعها وجهًا لوجه أمام ارتطامها العاري بالفقد. الصدمة هنا ليست حدثا عابرا يُستوعب بمرور ...
كربلاء – بدا المشهد أقرب إلى مفارقة حين طُرح اسم اللواء أنور، آمر فوج الحرمين في كربلاء المقدسة، في كتابٍ برلماني يطالب بالتحقيق في "تهم" منسوبة إليه، فبدلا من أن يفتح ذلك الباب للتشكيك، فتحه على مصرا...
منذ أن خطّ الإمام الحسين عليه السلام بدمه الطاهر رسالة الخلود على أرض كربلاء، صارت هذه المدينة أكثر من جغرافيا؛ صارت رمزاً للكرامة والعدل والإيمان، وصارت عنواناً إنسانياً يتجاوز حدود المكان والزمان.
من يفتح باب العقل ليتأمل في البدايات، يجد أن القصة الموروثة عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله حين عاد من غار حراء مضطربًا، باحثًا عن ورقة بن نوفل ليسمع منه كلمة تؤكد له نبوته، تبدو كأنها شَذرة غير م...
مع انطفاء آخر شمعة في درب الأربعين، تلوح على كربلاء ملامح صمت غريب. ليست هي المدينة التي كانت قبل أيام تغصّ بالخطى والرايات والأصوات والدموع. لقد غادرت الملايين، وبقي الأثر أثقل من أن
بهذه النبرة التي تصبغ الشعر باليقين، تتجسد زيارة الأربعين المباركة كأكبر ملحمة إنسانية وروحية يشهدها العالم، حيث يتحول الطريق إلى كربلاء إلى مسرح عظيم لقصص تتجاوز حدود الطبيعة، وتحاكي الأساطير في صدقه...
يبدو أنّ هناك فكرة تسري في أروقة الحديث الشعبي كما تسري الإشاعة في مجلس قروي: "يا أخي، الشيعة ما ينفعون للحكم!"، وكأنّ هذه الجملة دستورٌ نزل من السماء مع ختم ملكي، أو أنّها حكمة أبدية تُحفر على شواهد ...
كيف يمكن لقوة عسكرية صمدت تحت لهيب الحرب، ووقفت في وجه أعتى آلة دموية عرفها العراق في العصر الحديث، أن تهزم في ميدان المشاعر؟ كيف يمكن لكتائب قاتلت دفاعًا عن شرف العراقيات —
في الثالث من آب 2025، غابت عن جدول أعمال البرلمان العراقي فقرةٌ كان ينبغي أن تتصدره: قانون الحشد الشعبي. غابت، لا عجزًا عن إدراجه، بل بفعل ممانعات داخلية وضغوط خارجية، في مقدمتها تحذيرات أميركية معلنة...
أنا الكاتب.. أستجدي القلمَ أن يكون لسانَ قلب أرملة الشهيد المُنهار، وأستعيرُ حروفَ التاريخِ لتُعبرَ عن لوعةٍ لا تُحتمل.. أتوسلُ إلى الذاكرةِ الجمعيةِ لأمتي أن تمنحني شرعيةَ البكاءِ تحتَ سقفِ الخيمةِ ...
في تحليل بنيوي ونقد سياسي لخطاب الرفض العراقي وترهّل الشرعية الدولية، لمنشور للإعلامي الحربي والكاتب العراقي: حازم فاضل، قال فيه:
لم يكن الحشد الشعبي مؤسسة طارئة على الجغرافيا ولا على التاريخ العراقي. لقد جاء كصدى لألم جماعي، وكفعل مقاومة ووجود، لا كقرار إداري أو تنظيمي، حين تمددت خرافة سوداء من رحم الإرهاب لتدّعي دولتها على أرض...