الدين… ليس موسماً انتخابياً
حسين النعمة
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
حسين النعمة

في كل موسم انتخابي، تطفو على السطح عبارات من قبيل: «قبل الانتخابات الدين في خطر، وبعد الانتخابات الدين بخير». كلمات تتكرر حتى صارت أشبه بأيقونة ساخرة، لكنها في حقيقتها تكشف خللاً عميقاً في طريقة التعاطي مع الدين في المجال السياسي.
الدين، أيها السادة، ليس موسماً يُستحضر عند الحاجة ويُطوى بعد انتهاء الحملات. الدين عقيدة ثابتة، ومبادئ راسخة، لا تهتزّ ولا تستقرّ على وقع صناديق الاقتراع. فإذا كان وجوده متوقفاً على عدد المقاعد أو نتائج الانتخابات، فهذا يعني أنّ المشكلة ليست في الدين، بل فيمن يتخذونه شماعة لتعليق مصالحهم ومكاسبهم.
المفارقة أن من يرفع شعار «الدين بخطر» قبل الانتخابات، هو نفسه من يعلن أن «الدين بخير» بعدها. فهل الدين سلعة موسمية تتبدّل حالتها وفق تقويم السياسة؟ وهل عقيدة استمرت قروناً يمكن أن تنهار أو تنتعش في يوم تصويت واحد؟
إن الخطر الحقيقي ليس على الدين ذاته، بل على صورته حين يُختزل في الخطابات السياسية ويُستخدم وقوداً في معارك انتخابية. الدين أكبر من أن يُحشر في صندوق، وأسمى من أن يُعلَّق على لافتة، وأعمق من أن يكون ورقة ضغط انتخابي.
وعليه، فإن من يظن أن الدين مرهون ببرلمان أو نائب، إنما يُفرغ الدين من جوهره الروحي والأخلاقي، ويحوّله إلى شعار استهلاكي لا أكثر. والحقيقة التي يجب أن يفهمها الجميع: الدين بخير ما دام في القلوب والعقول، لا في الحملات والشعارات.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat