العراقُ بين ٢٠٠٣ ومظاهراتِ تشرين ٢٠١٩
د . علي عبدالفتاح الحاج فرهود
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . علي عبدالفتاح الحاج فرهود

عراقي وإن ضاق يومًا فضاكْ
فلا ريبَ في أَنَّ ربِّي يراكْ
جَرْسُ التدارُكِ يجبُ أَن يُقرَعَ على آذانِنا ؛ فهل من منتبِهٍ ؟!
١- كان الخطأُ الأولُ الذي جرَّ على العراقِ الويلاتِ تترا أَنه احتُلَّ ؛ فصار المحتلُّ صانعً للقرارِ الذي به (حلَّ الجيشَ) ، و(أَلغى وزارةَ الإعلامِ) ، و(أَلغى وزارةَ الأَوقافِ ، فابتدع ديوان الوقفِ الشيعي ، والسني). وبذلك أَضعفَ البلادَ ، ومزَّق العِبادَ. وبذلك شتَّت الرأيَ بدلًا من التمسُّكِ بقولِه تعالى: ((واعتصِموا بحبلِ اللـهِ جميعًا ولا تفرَّقوا)).
٢- كانت سياسةُ الحُكمِ المركزيِّ والفرعيِّ تقومُ على الانتقامِ ، والإِقصاءِ ، وعزْلِ الأَكْفاءِ ، وتمهيدِ طريقِ النفوذِ والقرارِ للجهلاءِ في الغالبِ ، فلم يُذعِنوا لأَمرِ اللٰـهِ تعالى بالعفوِ ، والتسامحِ ، وتمكينِ الوطنيين الأَكْفاءِ من الأَداء.
٣- الحكومةُ لا تأتي بالحلِّ الأمثلِ المناسبِ لهذه المرحلةِ ؛ فالكلُّ قادةٌ في الخِطابِ ، واللقاءاتِ التلفزيونيةِ. لكنهم لا يمتلكون مَلَكةَ الحلِّ الأَمثلِ ؛ لأَنَّ زِمامَ الأُمورِ ليس بيدِ أَحدٍ منهم. ما أَكثرَ الكلامَ ، وأَقلَّ العملَ !
٤- نريدُ كلَّ تصرُّفٍ نقومُ به أَن يَّكونَ من المرجعيةِ كي نقتُلَ التوجيهَ الإِلهيَّ (وقلِ اعملُوا فسيرى اللٰـهُ عملَكم ورسولُه والمؤمنون) ؛ فالمرجعيةُ توجِّهُ ، وتُحذِّرُ ، وتُرشِدُ ، وتقولُ ، لكننا بقولِها (لا نصولُ ، ولا نجولُ).
٥- الجماهيرُ منقسمةٌ بين وطنيٍّ ثائرٍ للإِصلاحِ ، ومشاركٍ يُقلِّدُ غيرَه بلا نجاح ، ومخرِّبٍ مأجورٍ وسفَّاح ، ومكلَّفٍ كي يقتُلَ بالسلاح.
٦- القواتُ الأمنيةُ بين تعددِ الأَصنافِ والولاءاتِ ، واختلافِ الآمرين والقياداتِ ، وحمايةِ المتظاهرين والمؤسسات.
٧- الإِعلامُ بين منصفٍ أَو مُرجِفٍ مسعور ، وصادقٍ أَو كاذبٍ مأجورٍ.
٨- أميركا وإِيرانُ والدولُ الإِقليميةُ مصلحتُها هي الأُولى ، والأَوْلى.
٩- انتخبناهم أَمسِ ، واليومَ نثورُ عليهم ؛ فليسوا هُمُ السُّرَّاقَ ، بل نحن سرقنا أَنفسَنا وخيراتِنا.
١٠- حكمٌ رئاسيٌّ ، ومؤسساتٌ يتولى قيادتَها المختصُّون الأَكْـفاءُ ، ووطنيةٌ لا سبيلَ للعمالةِ عليها ، والأَقوياءُ المخلِصون الحازمون هُمُ المتنفذون.
١١- الدستورُ ليس وحيًا مقدَّسًا ثابتًا. إِنه تقريرٌ من إِنسانٍ لا يمتلِكُ شِفاءَ نفسِه من مرضٍ يأتيه ، ولا يمنعُ موتًا يأخُذُه ويُبليه. الدستورُ يُغيَّرُ كيلا نُنحَر.
١٢- النجاحُ يتحققُ بتغييرِ نظامِ الحكمِ بدلًا من إِسقاطِ الدولةِ في مهبِّ الفُوضى ، وتولِّي الوطنيين المتمكنين ، وبالنهضةِ الفكريةِ والتربويةِ-التعليميةِ البنَّاءةِ ، والصحيةِ الكريمةِ ، والصناعيةِ الشاملةِ (ولاسيما القطاعِ الخاصِّ) ، والزراعيةِ المانعةِ يدَ المنتفعين من دولِ الجوارِ ، وبمنعِ تدخلِ السفاراتِ الهدَّامةِ في شؤوننا ، وبتسريحِ الفاشلين ، وتعيينِ الكفوئين ، وبجعلِ العراقِ أَولًا نُصْبَ العين.
١٣- عراقُنا هُوِيَّتُنا إن لم نتداركْه ضاع منا ، ولن ينفعَنا الندمُ.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat