صفحة الكاتب : د . علي عبدالفتاح الحاج فرهود

من قِيَمِ سورةِ الكهفِ: أَحسَنُ الصفاتِ الإِنسانيةِ ، وأَقبحُها:
د . علي عبدالفتاح الحاج فرهود

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.



في مطلَعِ سورةِ الكهفِ الكريمةِ ونحن نقرأُ قولَه تعالى:﴿الحَمدُ لِلَّهِ الَّذي أَنزَلَ على عَبدِهِ الكِتابَ ولَم يَجعَلْ لَّهُ عِوَجًا﴾ [الكهف/١] يتحصَّلُ لنا أَنَّ أَفضلَ الصفاتِ التي تحَلَّى بها الرسولُ الأَحمدُ (صلَّى اللٰـهُ عليه وآلِه) وهو يتسنَّمُ التكليفَ الإِلٰهيَّ الأَسمى رسالةً وتبليغًا وهِدايةً هي العبوديةُ للهِ تعالى طاعةً وصِدقًا وخضُوعًا ، وأَمانةً وأَداءً وخشُوعًا بمصداقِ عبارةِ (عَبدِهِ) وهو سيدُ العالَمينَ التي تفيضُ بالقِيَمِ الإِنسانيةِ السامِيَةِ العُلَى التي لنا الفوزُ إِن تحلَّينا بها.
وهذا يردَعُ مَن تقبَّحَ بأَسوَأِ الصفاتِ البشَريةِ التي حذَّر منها القرآنُ الكريمُ بقولِه تعالى: ﴿تِلكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجعَلُها لِلَّذينَ لا يُريدُونَ عُلُوًّا في الأَرضِ ولا فَسادًا والعاقِبةُ للمُتَّقينَ﴾ [القصص/٨٣] ؛ فمَن خرَجَ مِن عبوديةِ اللٰهِ تعالى بسُلطةِ (نفوذِه ، ولَهْوِه ، وفِسْقِهِ ، وكذِبِهِ ، واحتيالِهِ ، ومُراوغتِهِ ، وتصنُّعِهِ ، وتلوُّنِه ، ولَعِبِهِ) فقد دَّخلَ بإِرادتِه مُتعاليًا كِبْرًا في عالَمِ الدُّنيا بفسادِه.
وفي مَختَمِ سورةِ الكهفِ يُطالعُنا قولُه تعالى: ﴿... فمَن كانَ يَرجُو لِقاءَ رَبِّهِ فلْيَعمَلْ عَمَلًا صالِحًا ولا يُشرِكْ بعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾ [الكهف/١١٠] دعوةً إِلٰهيةً تجتذِبُ الإِنسانَ إِلى ربِّه بـ(عبوديتِهِ) للهِ تعالى وحدَهُ مكلَّلةً بالعملِ الصالحِ الذي تأتي العبوديةُ قِوامًا ومِصداقًا له.
إِنَّها العبوديةُ للهِ تعالى مَنقَذُ الإِنسانِ ، ومَرْقَاهُ إِلى اللٰهِ تعالى قدِ افتُتِحَت بها سورةُ الكهفِ ، وبها اختُتِمَت.
فهلَّا أَخذنا درسًا أَخلاقيًّا من هذه الصفةِ الخُلُقيةِ العُليا ، والمنحةِ الإِلٰهيةِ الفُضلَى ، والاستجابةِ النبويةِ المُثلَى تأسِّيًا للتحلِّي بها ، وتركنا صِفةَ الأَناْ الأَعلى ، والكِبْرَ الأَنكَى ، والتعاليَ نحوَ السُّوآى تحَذُّرًا من التقبُّحِ بها.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . علي عبدالفتاح الحاج فرهود
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/05/30



كتابة تعليق لموضوع : من قِيَمِ سورةِ الكهفِ: أَحسَنُ الصفاتِ الإِنسانيةِ ، وأَقبحُها:
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net