يا فرعونُ هل يخافُ الإِلٰهُ ويَغرَقُ وهو القادرُ الأَسبقُ ؟
د . علي عبدالفتاح الحاج فرهود
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . علي عبدالفتاح الحاج فرهود

من مُضحِكاتِ الحقائقِ أَنَّ فرعونَ الذي ادَّعى الربوبيةَ بما حكاهُ عنهُ القرآنُ بقولِه تعالى: ﴿... أَنا ربُّكُمُ الأَعلَى﴾ [النازعات: ٢٤] عاش مرعوبًا من مُّوسى (عليهِ السلامُ) ، خائفًا على مُلكِه وسُلطتِه واستِخفافِه قومَه ؛ فصار يدعُو إِلى قتلِه بمصداقِ قولِه تعالى: ﴿وقالَ فِرعَونُ ذَرُوني أَقتُلْ موسى ولْيَدعُ ربَّهُ إِنِّي أَخافُ أَن يُّبَدِّلَ دِينَكُم أَو أَن يُّظهِرَ في الأَرضِ الفَسادَ﴾ [غافر/٢٦].
والسؤالُ الساخرُ المُعجِّبُ هنا:
إِذا كُنتَ يا فرعونُ واثقًا من إِلُوهِيَّتِكَ وربوبيَّتِكَ ؛ فلماذا تخافُ ؟ وهل يَخافُ الخالقُ من بشَرٍ ربَّاهُ في بيتِه ؟
إِنَّ ربَّنا اللٰهُ تعالى الذي يقولُ للشيءِ كُنْ فيكونُ ، وهو الواحدُ القهَّار ؛ فهل لَّكَ يا فرعونُ من هذا أَمرٌ تستطيعُ إِظهارَه للعالَمينَ لتكونَ فعَّالًا لمَا تقولُ ؟!
وإِن كنتَ قويًّا ؛ فلماذا كسر اللٰهُ أَنفَكَ بالموتِ إِرغامًا ، وأَغرقَكَ في البحرِ انتِقامًا بمصداقِ قولِه تعالى: ﴿فأَرادَ أَن يَّستَفِزَّهُم مِنَ الأَرضِ فأَغرَقناهُ ومَن مَّعَهُ جَميعًا﴾ [الإسراء/١٠٣] ؟
وأَخيرًا ؛ كيف تَصِفُ نفسَك بالإِلٰهِ القادرِ على كلِّ شيءٍ وأَنتَ لا تعرِفُ السباحةَ ؛ فأَدَّى عجزُكَ إِلى ما أَدَّى من غرَقِكَ قهرًا وإِذلالًا ؟!
العجَبُ ليس من الدجَّالِ الكاذِبِ العاجزِ بل مِن العقولِ السفيهةِ ، والقلوبِ المريضةِ التي تُصدِّقُ وتؤيدُ !!!!
أ.د. علي عبدالفتاح الحاج فرهود
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat