صفحة الكاتب : زيد الحسن

أمة نامت على تاريخها وصحَت على نعل سيدها !!
زيد الحسن

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ذات نكسة... عفواً، ذات نهار عربي "جديد"، أفقتُ على خبرٍ عاجل:
"اجتماع طارئ للقادة العرب لمناقشة الوضع في فلسطين."
كدت أختنق من الضحك… أو من الغصة، لا فرق.

عن أي فلسطين تتحدثون؟ فلسطين المعلقة في قصائد محمود درويش؟ أم فلسطين الممنوعة من السفر إلا بإذن العدو؟ فلسطين التي تُعرض كل مساء في نشرات الأخبار كوجبة دموية دسمة؟ تلك التي صارت سلعةً تُباع في خطب الجمعة، ويُزايد بها على المنابر وفي مواسم الانتخابات؟

أين القضية؟
لقد طُمِرَت تحت ركام الصمت، بين بيانات التنديد، وتغريدات الغضب المؤقت، وشاشات الـ"Full HD" التي تنقل المجازر بجودة 4K... ليبكي المواطن من على أريكته الجلدية، ثم يمسح دموعه ويقلب القناة نحو مسلسل تركي.

وسوريا؟ آه يا شام...
كم مرة حرّروك على الورق؟ كم مرة باعوك في مؤتمرات "الضمانات الدولية"؟ أصبحتِ دولة بلا دولة، وطنًا مشاعًا للمليشيات والمرتزقة والمفاوضات العقيمة، كلما اقتربت الحرب من نهايتها… وُلدت حرب أخرى من رحم الخذلان.

والعراق؟
بلاد الرافدين؟ أم بلاد الصفّارين؟
من نينوى إلى كربلاء، من تكريت إلى البصرة، أصبح اسمك مرتبطًا بكل شيء عدا السيادة. قسّموك طائفياً، وجغرافيًا، وثقافيًا، ثم منحوك دستورًا مطاطًا ككلمة "المصلحة الوطنية".
وفي البرلمان؟ تقام صلاة الغائب على "العقل العراقي".

أما بلاد الحرمين؟
أصبحت ترفع الأذان في الداخل، وتُبرم الصفقات بالخارج، صارت مكة لا تعرف من الحجيج سوى أرقامهم وأوزانهم وجنسياتهم. يُمنع الفلسطيني من الدعاء، ويُسمح للإعلامي من "تل أبيب" أن يدخل الحرم لتغطية المناسك... على الهواء مباشرة، وبشهادة تطبيع.

هل نحدثكم عن الفتح؟ عن المجد؟ عن الحضارة؟
أي فتح تتحدثون عنه؟ فتح البوّابات للمستعمر؟ فتح السفارات مع الأعداء؟
نحن أمةٌ تتفاخر بأنها أنجبت فلان و فلان و فلان ، بينما تركت أحفادههم يعانون الغربة في بلادهم.
أمةٌ علّمت العالم الأبجدية، ثم أصبحت أمّية حتى في قراءة بيانات العار.

كفى، يا سادة.
كفانا أوهامًا وبطولات من ورق.
فالعربي اليوم لا يثور، بل يثور عليه الجوع. لا يطالب بالحرية، بل يطلب زيادة في "راتب الذل".
إنه زمن الانبطاح، بامتياز رئاسي، وختم ملكي، وفتوى شرعية.

لن أختم هذا المقال...
لأن القصة لم تنتهِ.
لكن إن أردتم نهاية، فهاكم:
تُوفي الضمير العربي بعد صراعٍ طويل مع الخوف، ودفن في مقبرة الإعلام الرسمي.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


زيد الحسن
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/06/05



كتابة تعليق لموضوع : أمة نامت على تاريخها وصحَت على نعل سيدها !!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net