فأر التجربة الذي أراد أن يصبح أسدًا !!
زيد الحسن
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
زيد الحسن

إدلب ، وموعد انتهاء الصلاحية ، في مختبر السياسة ، لا يُصنع الأبطال بل يُختبر الصبر والوظيفة ، الجولاني كان فأر تجربة في قفص إدلب ، حتى قرر أن يتمدد كملك .
في مختبر السياسة الدولية، حيث تُخلط الجغرافيا بالدم، وتُختبر الفصائل بدلًا من اللقاحات، كان لا بد من فأرٍ للتجربة ، لا يهم شكله ولا رايته، طالما يؤدي الغرض: يركض في الاتجاه المرسوم، ولا يكسر القفص ، خرج الجولاني من أنقاض القاعدة، لا كما دخلها محاربًا أمميًا، بل كما أراده الوقت: زعيم تنظيمٍ ( مؤقت )، يجيد ضبط الإيقاع، ويحسن استخدام الكاميرا أكثر من البندقية.
أعلن الطلاق من الظواهري، وتجمّل بربطة عنق سياسية، لا يخوض حربًا على إسرائيل، ولا يدعم مقاومة، بل يعيد تدوير فكرة ( الإمارة ) بلون إداري جديد.
كان ذلك مريحًا لكثيرين:
تركيا وجدت فيه عامل استقرار نسبي،
وأمريكا آثرت مراقبته بصمت،
وإسرائيل لم تعتبره تهديدًا... بل جدارًا يعزل إدلب عن الفوضى الكبرى.
سنوات وهو يُدرَّب على البقاء، على الظهور المتوازن، على انتزاع الشرعية من ألسنة الصحفيين الغربيين.
ظهر كحاكم لا كقائد، وتصرّف كمُصلح لا كجهادي. لكنه نسي أن للتجارب عمرًا افتراضيًا ، وأن القفص، مهما اتسع، ليس دولة.
ثم تغيّر كل شيء ،،
مع اشتعال الحرب الإقليمية بين إيران وإسرائيل، وبدء ارتجاج الأرض تحت أقدام المحاور، عاد الجولاني إلى الواجهة، لكن هذه المرة كهدف، لا كأداة.
بدأ يتمدد خارج إدلب، يتدخل شمال حلب، يوسّع نفوذه، يفرض وقائع على فصائل أخرى... وكأنه نسي أن مختبر السياسة لا يتسامح مع الطموح غير المرخَّص.
فجاء الرد سريعًا:
غارة مجهولة تقصف القصر الجمهوري في إدلب ،
مقر حكومة الإنقاذ، قلب سلطته، عنوانه الرسمي... ضُرب بالصوت والنار، لا كتهديد بل كصفعة.
رسالة واضحة:
انتهت التجربة ،
إنه ليس أول فأر يعتقد نفسه أسدًا ،
ولن يكون الأخير الذي تذروه الرياح حين يقرر الكبار إغلاق المختبر ،
الجولاني، الذي بنى وهم الدولة في أرض الفوضى، اكتشف متأخرًا أن الممالك لا تُقام برضا الطائرات، ولا يُعترف بها ما لم تمرّ عبر بوابات الفيتو الدولي.
وإسرائيل؟
لا يهمها إن لبس الجولاني بدلة، أو غيّر الاسم، أو نظم السير في إدلب...
طالما بقي احتمالًا ولو ضئيلًا لأن يصبح خطرًا غير قابل للتوجيه .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat