وزارة التجارة: بين سُكر مزمن أو شيطنة محترفة!!
زيد الحسن
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
زيد الحسن

يُقال إن الشاي يرفع الضغط، لكن وزارة التجارة قررت تخليصنا من الضغط نهائيًا ، بإرسالنا مباشرة إلى العناية الإلهية!
فإليكم هذه المقطوعة الساخرة عن شاي لا يُشرب، ووزارة لا اعرف لها وصف وتوصيف .
في بلاد الرافدين، حيث الشمس تحترق خجلًا من حرارة الأسعار، و"الرعاية الاجتماعية" تعني أنك ترعى نفسك بنفسك حتى من الموت، فاجأتنا وزارة التجارة بعطائها الجديد: شاي مستورد من الهند، في أكياس ضخمة زنة 25 كيلو، مكتوب عليها "بالهيل" ومختوم عليها بختم "ليس للبيع" وكأنها تحفة فنية لا تُقدّر بثمن ، لكن المفاجأة أن ثمنها لا يُقدّر أصلًا، لأنها تُباع بألف دينار فقط، أي أقل من سعر " لفة فلافل " .
في البدء قلنا: جميل، الشاي لله يا وزارة التجارة! ثم شربناه، أو حاولنا، فاكتشفنا أن الكيس لا يحتوي على شاي، بل على مادة مجهولة الماهية، لا تنتمي لا للهند ولا للهيل، بل أقرب إلى رماد حرب أهلية نُخل وسُحِن وُعُبِّئَ في كيس عليه كتابات بلغة الكابوس.
المواطن البسيط، الذي لا يطلب من الدنيا سوى شاي يدفئ ألمه، وجد نفسه أمام خيارين: إما أن يشرب هذا "الشاي"، ويغامر بما تبقى من كبده، أو يتخلص منه كما يتخلص من أي جريمة أخلاقية مغلّفة ، وفي كلتا الحالتين، المافيا التي استوردت هذه الخلطة السحرية تعيد تدويرها كأنها مشروب فرعوني يُبعث من الرماد كل موسم توزيع.
والمثير أن الكيس مكتوب عليه "ليس للبيع"! ما هذه الفلسفة؟ هل المقصود أن هذا السم يُمنح فقط كـ"هبة ملوكية" للمواطنين البؤساء؟ أم هي حيلة قانونية حتى لا يسأل أحد عن ضريبة القيمة المعدومة؟ أم أنها شيفرة سرية بين المستورد والموزّع تقول: "هذا الكيس خرج ولم يعد"؟
إن وزارة التجارة، في هذا المشهد العبثي، لا يمكن وصف حالها إلا بأحد احتمالين لا ثالث لهما:
إما أنها مخمورة حتى النخاع بشاي الهيل نفسه، وتشاهد الشعب عبر زجاجة وهمية من الواقع،
أو أنها في حالة "شيطنة إدارية" بلغت من الحيلة والدهاء درجة تجعل إبليس نفسه يدوّن ملاحظاته في دفتر أحمر: "فكرة ممتازة، أستخدمها لاحقًا!"
وختامًا، يا وزارة التجارة، إذا أردتم تسميم الرعاية الاجتماعية، فكونوا صريحين، واطلبوا من المواطن أن يوقع على ورقة "التنازل عن الحياة طوعًا". أما أن توزعوا عليه زكاة إبليس مكتوبًا عليها "بالهيل"، فذلك قمة الوقاحة المعلبة.
ارفعوا أكواب الشاي، لا للشرب، بل لتوديع ما تبقى من العقل!
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat