صفحة الكاتب : محمد عباس الحلي

شاهد السقاية  بين الحسين والعباس ع
محمد عباس الحلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 تكررت سقاية الامام الحسين ع لآهل العراق سقاهم عدة مرات بدعائه وسيفه ووعائه : اما سقايته لهم بدعائه فقد كلفه الامام بالدعاء فدعا فسقوا , واما سقايته لهم بسيفه فقد روى بعض علمائنا ان معاوية لما ملك الشريعة على اهل العراق يوم صفين بعث امير المؤمنين (ع) في الخيل الحسين بن علي ع ومالك بن الحارث الاشتر فأزالا اهل الشام عنها وملكاها فوردها اهل العراق وصارت في ايديهم حتى انفضت الحرب , واما سقايته لهم بإناءه ووعاءه فذاك لما لقيه الحر بن يزيد الرياحي وقد اثر العطش فيه وفي جنده .
      ذكر عبد الخالق اليزدي في مصائب المعصومين ص 234 في حديث عاشوراء مالفظه فلما اشتد بهم العطش اخذ الحسين ع فأسا وجاء الى وراء خيمة النساء فخطى في الارض تسعة عشر خطوة نحو القبلة ثم حفر هناك فنبعت له عين من الماء العذب فشرب الحسين ع وشرب الناس باجمعهم وملاوا اسقيتهم ثم غارت العين فلم ير لها اثر , وبلغ ابن زياد لعنه الله فأرسل الى عمر بن سعد لعن الله : بلغني ان الحسين يحفر الابار ويصيب الماء ويشرب هو واصحابه , فانظروا إذا ورد عليك كتابي فامنعهم من حفر الابار ما استطعت وضيق عليهم ولاتدعهم يذوقوا الماء وافعل بهم كما فعلوا بعثمان فعندها ضيق عمر بن سعد عليهم غاية التضييق الخ .
{سقاية ابي الفضل العباس ع لعطاشى كربلاء}
        قد تكررت منه السقاية وليست سقاية واحدة كما توهمه بعض اهل المقاتل بل هي ثلاث مرات جلب فيها الماء لعطاشى عيال اخيه الحسين ع حسبما استفدنا ذلك من الاخبار الواردة في قصة المقتل الشريف .  
  والمعلومة التي لم يذكرها ارباب المقاتل الا ماندر ان السقاة يوم كربلاء ثلاثة : هم العباس الاكبر وعلي بن الحسين الاكبر وبرير بن خضير الهمداني    وان اغلب سقايته سلام الله عليه كانت ليلا لذلك تمكنوا من قطع شماله ويمينه ففي الرواية دعا العباس بن علي بن ابي طالب اخاه فبعثه في ثلاثين فارسا وعشرين راجلا وبعث معم عشرين قربة فجاؤوا حتى دنو من الماء ليلا والرواية معروفة مشهورة فلا داعي للاطالة .
القربة
       القربة كانت تمثل النجاة والامل بين يدي ابا الفضل العباس ع لولا دنوا الاجل فضاعت امنياتهم بفقد بطل العلقمي وفقد القربة فهناك ارتباط وثيق بين ابا الفضل وقربته المقدسة وخاب امل اكثر من 80 طفل وطفلة فهذه ارادة السماء وقد احسن كثيرا في قصيدته الاديب الحسيني المعروف السيد علاء طاهر الموسوي نزيل مدينة الكوفة , ونظم متاثرا بموقف هذا السيد الهاشمي فنطقت احاسيسه وانتجت (قربة الامنيات) :
أتى واسطخاب المناية معه      ابــــــى المجــد الا بــــأن يتبعه
فأنى لبحر مــــــــن العنفوان      تقــــــاوم طــوفانه مشـــــرعه
دنا فتدلى بعرش الفـــــــرات      وامواجــه اصبحـــــــت اذرعه
بسيف الحقيقـــــة والكبرياء       أمــاط اللثـــام عـــــــن الاقنعه
فأخرس السن كـــل السيوف       بضرب له في الــوغى جعجعه
تطاير وهجا كبرق السمــــاء      رؤوس المنون لــــــه مهطعــه
فـلا ريب ان يمتطي العاديات      فثدي البطولة قــــــــد ارضعــه
وأمسى بدون عهــد الخلود     بنزف الاخـــــــــــوة قــد رصعه
وعيناه سيل من المعصرات     وبيرقــــــــــــه للهـــدى اشرعه
جبين جرى وهو ماء طهور     بأنهـــار غيـــــــــــرته المترعه
تقطع صبرا ولايعتـــــــــريه     ســـوى الــــــــم النبلة الموجعه
بقربة فيض مـــــن الامنيات     أصـــــــــابت بمذبحهـــا اضلعه
فينــــزع منها رؤوس النبال     وبالعين سهـــم ولــــــن ينزعه
تسامى بجرح بجســم الحياة     وزمزم مــــــــــن قبلـــت منبعه
ودستور عشق بأرض الطفــوف    بهمس انـــــــــــــــامله وقعــــه
كبدر تاوى وأبكى النجــــــوم     واحضان شمس غدت مضجعه
رقا الماء حتى دنــــــا شفتيه     وكـــــــــــــــــف مرؤته ارجعه
فصوت العطاشا بــه يستغيث     اســــــــــال كجمر اللظى ادمعه
ووعد الاباء لسبط الـــرسول     بأعماق جــــــــود السقا اودعه
وراح يخاطـــــــــب ام البنين     آيا أمنــــــــــــــا الكعبة المبدعه
طوافك نحــــن أحطنا الوجود     فصــــــــــــــرنا قرابينه الاربعه
كباقة ورد رمـــــــــى باليدين     لبنت علي مضت مسرعـــــــــه
على راحتيها يلــــوح اعتذار      يعانق فــــــوق الثرى مصرعه


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد عباس الحلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/05/26



كتابة تعليق لموضوع : شاهد السقاية  بين الحسين والعباس ع
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net