صفحة الكاتب : زيد الحسن

لا بطاقة؟ روح ادرس بالبيت
زيد الحسن

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في العراق فقط، تصبح بطاقة الناخب أهم من بطاقة الأحوال، وأقدس من الشهادة الدراسية، وأكثر حسماً من القبول المركزي .

وزارة التربية ، التي بالكاد تفرّق بين "الفيزياء" و"الفساد" ، قررت أن الطالب لا يحق له دخول الامتحان الوزاري إلا إذا كان يحمل بطاقة ناخب! بمعنى آخر: يا تشارك بالعرس الديمقراطي، يا تبقى أميّاً مع وقف التنفيذ!

هل تعلم يا عزيزي الطالب أن مستقبلك الدراسي مرهون بصندوق لا يُشبهك؟ صندوق مكسور المقابض، معاد تدويره منذ ٢٠٠٥، لا يخرج منه غير نفس الوجوه، بأسماء جديدة، ولكن بنفس الكاريزما الباهتة؟ نعم، عليك أن تصوّت لتنجح، أن تبصم لتتخرج، أن تُمثل دور المواطن المطيع حتى في عتبة البكالوريا.

المشكلة ليست في القرار وحده ، فالقوانين في بلادنا تأتي عادة من حيث لا ندري ، بل في المنطق الذي يحكم هؤلاء. هؤلاء الذين لم يدخلوا مدرسة حقيقية إلا عندما صاروا وزراء، ولم يحملوا شهادة إلا عندما أصبحوا مرشحين. كثير منهم يملكون مناصب وهم لا يملكون حتى القدرة على إكمال جملة مفيدة، لكنّهم اليوم يشترطون على أولادنا أن يكونوا "ناخبين واعين" كي يصبحوا طلاباً مجتهدين!

كيف نفسّر هذا الربط العجيب بين وزارة التربية والمفوضية العليا للانتخابات؟ هل دخلنا عصر "التربية السياسية"؟ هل تحوّلت المدارس إلى مراكز اقتراع؟ هل سيُمنح الطالب "درجة النجاح" حسب ولائه الانتخابي؟

يا سادة يا كرام، لا تضحكوا علينا كثيراً. الشعب قد لا يصرخ، لكنه يرى. وقد لا يثور، لكنه يسجل. والتاريخ ، مهما حاولتم تزييفه ،لا ينتخب أحداً.

دعوا أبناءنا يدرسون، فالعلم لا يُقايض بالصوت، والمستقبل لا يُشترى بالوعود، والكرامة لا تُوزَّع في صناديق الانتخابات.

أما أنتم، فصوّتوا لأنفسكم كما تشاؤون... لكن لا تجعلوا من أولادنا أوراق اقتراع بشرية.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


زيد الحسن
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/05/19



كتابة تعليق لموضوع : لا بطاقة؟ روح ادرس بالبيت
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net