لوحةٌ أنصحُ بها نفسي ، وغيري
د . علي عبدالفتاح الحاج فرهود
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . علي عبدالفتاح الحاج فرهود

إذا كان الإنسانُ يتقي اللهَ ، ويتوكلُ عليه ، وليس له باللهِ إلا الظنُّ الحسَنُ ، ويؤمنُ بأنَّ توفيقَه بيدِ اللهِ تعالى وحدَه ، ويعتقدُ بأنَّه ما يَشَاءُ إلا أن يشاء اللهُ تعالى ، ويعمل عَمَلًا صالحًا وهو مؤمنٌ ، ويجعلُ عملَه خالصًا لوجهِ اللهِ ؛ فليس له بالخلقِ كلِّهم من حاجةٍ إلا أن يراهم في أحسنِ الأحوالِ ، وفي أرفعِ الأعمال ، وفي أفضلِ الواقعِ لا الآمال.
فليس من كرامةِ الإنسان أن يُبغِضَ الآخرين. وليس من سِماتِ الإنسانيةِ أن يسعى الفردُ إلى الإساءةِ إلى غيرِه. وليس من صفاتِ الوَقارِ أن يُفكِّرَ المرءُ في عرقلةِ نجاحِ مَن سواه ، أو السعي لسلبِ نعمةِ شخصٍ كرَّمه اللهُ تعالى بها. وليس من الشجاعةِ والرزانةِ أن يتحدثَ المرءُ بلسانٍ مادحٍ في الحضورِ ، وينقضُه بلسانٍ قادحٍ في الغياب ؛ ليكونَ المنافقَ الشحْشحَ. ومن أشدِّ الأمراضِ النفسيةِ أن يضعَ المرءُ عينَه على نعمةِ الآخرِ يُرِيدُ سلبَها ، ولا ينفكُّ يتصارعُ فكرُه فيها.
أن تدعوَ لأخيكَ بدوامِ نجاحِه خيرٌ لكَ من أن تشتاطَ غضبًا من نجاحِه.
نحن مخلوقون. قد رحل إلى عالَم الحسابِ من سبقنا ؛ فنحن يومًا راحلون.
ماذا نقولُ عندما تُكشَفُ أسرارُنا ، ومكائدُنا ، وتحايلُنا ، وأحقادُنا ، وتزويرُنا ، ونفاقُنا...
قبل أن نخسرَ الدارَين علينا أن ننجحَ في اختبارِ الدارِ الأولى ؛ لنطمئنَّ في الدارِ الآخرة.
لوحةٌ أنصحُ بها نفسي قبل غيري. وقد لا تروقُ لغيري ؛ لأنه لا يُحِّبُ إلا أن يَّكونَ غَيرًا من الأسوياء.
ليلةُ جمعةٍ مباركةٌ عليكم.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat