كتابات في الميزان
كتابات في الميزان

الانتخابات وسيلة طرفيّها الناخب والمُرشح

بعد تجارب إنسانية كبيرة وتضحيات هائلة توصل العقل البشري الى أفضل الانظمة لحكم البلاد ألا وهو النظام الديمقراطي ويرتكز هذا النظام على وسيلة (الانتخابات) لاختيار القيادة التي تحكم البلد وتقدم للناس الخدمات والأمن وتوزع الثروات بأفضل الطرق على المشاريع المفيدة للناس وتكون قاعدة متينة لمستقبل الأجيال القادمة ، وهذه الوسيلة يقودها طرفان الأول الناخب والثاني المُرشح من خلال اختيار الافضل فسوف يحصد الناس نتاج اختيارهم ، ولكن في العراق لم يستطع الناخب أن يختار الأفضل والأصلح نتيجة الظروف القاسية التي تحيط به إن كانت خارجية أو داخلية وكليهما طائفي بغيض بالإضافة الى الإرث التاريخي المظلم للحكم الدكتاتوري للأقلية (السنية) الذي تحمله الاغلبية الشيعية في ذاكرتها ، هذه الظروف دفعت الناخب أن يختار من لا يعيد عليه ظلم الأقلية بالدرجة الأولى وقد أستغل هذه الظروف بشكل تعسفي القيادات والتنظيمات السياسية الشيعية من أجل دفع الناخب الى انتخابهم وجعل سرقتهم لثروات البلد ذات غطاء قانوني ، أي تستغل هذه القيادات تخوف الناخب من عودة حكم الأقلية الإرهابي المجرم ، فهي تضخم الصورة الطائفية والإرهابية من خلال ترويج خطابات قيادات الأقلية الطائفية المجرمة التي بها تهديد و وعيد للأغلبية إذا وصلوا للحكم ؟؟؟؟؟ ، على الرغم من إجرام أكثر قيادات الاقلية ولكن هذه القيادات معظمها يلاحقها القانون وبعضها عليها قضايا فساد وإرهاب ولكن قيادات الأغلبية أعادتها للعملية السياسية ورفعت عنها القضايا وبرئتهم منها ووفرت لهم أفضل الطرق للاستحواذ على ثروات البلاد من خلال أخذ الاستثمارات الكبيرة التي تقدر بالمليارات ؟؟؟ ، فإذا كانت قيادات الأقلية تريد السيطرة على الحكم ومن ثم إعادة النظام الدكتاتوري الطائفي المجرم ؟؟؟؟ فلماذا لا تترك قيادات الأغلبية القضاء أن يأخذ مجراه في قضايا الفساد والإرهاب التي تحيط بقيادات الأقلية بل قيادات الأغلبية تفعل العكس فتقوم بالضغط على القضاء من أجل أن يبرئ قيادات ورجال دين الأقلية وتشرع القوانين من أجل أعطاء العفو على المجرمين والإرهابيين الذين تلطخت أيديهم بدماء العراقيين وخصوصاً الاغلبية الشيعية ؟؟؟؟ ، فلماذا تهدد قيادات الأغلبية بعودة الأقلية لحكم العراق وهي التي أعادة قياداتهم المجرمة الى العملية السياسية وقدمت لهم كل الوسائل من مال وتغطية أمنية وسياسية مما جعلهم أقوياء يصولون ويجولون بكل حرية في البلاد ؟؟؟؟؟ أم جعلت قيادات الأغلبية هذه الثلة المجرمة من قيادات الأقلية مصدر لتهديد القواعد الشعبية للأغلبية الشيعية عند وقت الانتخابات لكي يجعلوا نسبة المشاركة كبيرة حتى تحصل على الشرعية الدولية ؟؟؟ لأن القيادات الشيعية وخلال أكثر من عشرين سنة في الحكم لم يقدموا الإنجازات التي توفر للمواطن الخدمات والأمن وتوزيع الثروات بالشكل العادل والصحيح ما بين أبناء الشعب وخصوصاً الأغلبية ، فمثلاً القيادات الكردية تسيطر على جميع ثروات الشمال ولا تعطي شيء منها الى الحكومة المركزية بالإضافة الى أخذ حصتهم كاملة من ميزانية الحكومة المركزية ؟؟؟؟ ، لهذا السبب لم تستقطب الانتخابات أي أهمية لدى المواطن العراقي من ناحية اختيار الأفضل في تقديم الخدمات والمشاريع التي تفيد الشعب ولكن الخوف من عودة نظام الأقلية الدكتاتوري الطائفي هو الدافع الأكبر للمشاركة في الانتخابات وهذا سبب إنساني مهم يدفع له العقل للمحافظة على الأرواح ، ولكن هل من العدالة أن تستغل القيادات الشيعية هذا الدافع العقلي في الاستمرار في الفساد وتوزيع الثروات بصورة غير عادلة ، لهذا السبب ستبقى العملية السياسية عرجاء الى ما شاء الله نتيجة استغلال القيادات الشيعية الحالية الى الظروف التي تحيط بالمواطن العراقي من أجل البقاء في السلطة والحكم ومن ثم الحصول على الثروة والمال ، لأن الانتخابات في العراق وسيلة طرفيّها الناخب وهو المواطن الذي تدفعه الظروف القاهرة المحيط به لانتخاب القيادة التي تستغل الظرف في إتخام نفسها بالمفاسد .

الانتخابات.jpg

التعليقات

لا توجد تعليقات على هذا المقال بعد. كن أول من يعلق!