صفحة الكاتب : الشيخ عبد الحافظ البغدادي

مجلس حسيني ـــ خديجة الكبرى{ع} جهادها وتضحيتها
الشيخ عبد الحافظ البغدادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

علوت فلم تُدرك مقاماتك الكبرى/////فغيرك لا تدعى وإن عظمت كبرى

وكم في نساء العالمين عظيمة/////// //ولكنها ان قورنت بك صغـــرى

تفرست في وجه النبي فراسة//////// عرفت بها ما كان من امره سرا

رأيت به نور النبوة ساطعـــاً ///////فأسرعت نحو النور فزت به مهرا

ربحت رسول الله حين خطبته////////// //فكنت له مأوى شددت له أزرا

كتبت حروفاً من حياة محمد/////////فأصبحت في أعلا صحائفها سطرا

ترعرع هذا الدين في بيتك كانه//////// التوام الروحي لفاطمة الزهراء

وكم لقي المختار بعدك من عنا //////هموم بعام الحزن قد اقبلت تترى

فحبك في قلب النبي مستمكن ////////هنيئا فقد حزت السعادة والفخرا

يوافق اليوم العاشر من شهر رمضان ذكرى وفاة أم المؤمنين، خديجة الكبرى بنت خويلد (ع)، المراة المؤمنة برسالة محمد بكل كيانها .كانت أول امرأة أعلنت إسلامها، وترجمت ايمانها من خلال مواقفها الجهادية من اجل دينها ونبيها محمد{ص} وقدمت ما عجز عن تقديمه غيرها من النساء والرجال.. وبهذه المناسبة الأليمة نسلط الضوء على حياتها الشريفة ودورها في تثبيت الاسلام يوم كان عدد المسلمين لا يتجاوزون اصابع اليدين والقدمين , فكانت خديجة الكبرى ام الزهراء تقف كالجبل الاشم امام الحرب التي شنها المجتمع المكي ضد الرسول{ص}.

لقطات من حياتها الكريمة المباركة: يوافق العاشر من شهر رمضان في كل عام ذكرى وفاة أم المؤمنين، خديجة الكبرى بنت خويلد (ع)، زوجة النبي الاولى , من ابرز مواقفها انها سبقت الدنيا برمتها في الايمان برسالة زوجها النبي محمد{ص} فكانت أول امرأة أعلنت إسلامها، وسارت حياتها الشريفة في خط بياني ثابت لا يتبدل, ووقفت بما تملك من مال وموقف صلب ودافعت عن الاسلام ورسالة السماء حتى لفظت انفاسها الكريمة , وهي اول امرأة مسلمة اعلنت إيمانها وتصديقها للنبوة والإمامة لأمير المؤمنين{ع}.هذا الموقف يستوجب منا دراسته,

كيف تحقق في خديجة هذا الصمود والجهاد والبذل بشكل لم يسبق لاحد الاتيان مثله,هل كان بذلها وجهادها من اجل محمد{ص} لانه زوجها او كانت على يقين انه خاتم الانبياء وسيدهم وحبيب الله .

لذلك كانت محسودة وهي في قبرها من قبل بعض زوجات النبي {ص} . ومولاتنا أم المؤمنين خديجة الكبرى هي أميرة عشيرتها وسيدة قومها ووزيرة لرسول الله (ص} توفيت في يوم العاشر من شهررمضان سنة العاشرة بعد وفاة أبي طالب بثلاثة أيام. ولما ماتت بقي دورها الى اليوم من جملة خدماتها اضافة الى انها أول امرأة آمنت برسول الله{ص} فقامت معه جنبا الى جنب في دعم وتشييد الدين بمالها فقال (ص): ما قام ولا استقام ديني إلا بشيئين: مال خديجة وسيف علي بن أبي طالب.

اما القران الكريم له موقف من ذلك العطاء .روي ابن عباس في تفسير الآية (فوجدك عائلا فأغنى) يعني وجدك فقيرا فأغناك الله بمال خديجة. اذا كان مال خديجة من مال الله وهيئه الله لنصرة دين الخاتم محمد{ص} فقال تعالى{ فوجدك عائلا فأغنى} لنحاول ان نتعرف على مقدار مالها الذي بذلته في سبيل الاسلام .

من جملة مالها أواني ذهب مئة طشت، ومن الفضة مثلها واباريق ذهب، وعبيد وجواري مئة وستون، ومن البقر والغنم والإبل والحلي والحلل وغيرها ما شاء الله قيل: كان لها ثمانون الف من الإبل بل كانت تؤجر وتكري ابلها من بلد إلى بلد فبذلت تلك الأموال والجواري والعبيد لرسول الله{ص} حتى بقيت تنام مع رسول الله (ص) في كساء واحد لم يكن لها غيرها. بماذا شرفها الله والملائكة لهذا العطاء..؟

من جملة ما شرفها الله نزل جبرئيل على رسول الله{ص} فساله النبي يا جبرئيل هل لك حاجة؟ قال حاجتي أن تقرأ من الله ومني على خديجة السلام وبلغ رسول الله (ص) فقالت: إن الله هو السلام ومنه السلام واليه يعود السلام وعلى جبرئيل السلام،!!!عن أبي هريرة قال:( أتى جبريل النبي{ص}فقال يا رسول الله: هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام وطعام ، فإذا أتتك فاقرأ عليها السلام من ربِّها ومنِّي، وبشرها ببيت في الجنة من قصب (لؤلؤ مجوف واسع)، لا صخب (علو صوت) فيه ولا نصب (تعب) رواه البخاري .٢٦‏/٠٤‏/٢٠١٥ ...

ومن اعظم العطاء الالهي الذي تشرفت به خديجة بنت خويلد دون نساء الدنيا إن الله جعل بطنها وعاء للإمامة وابنتها صاحبة السر الالهي. الهي بفاطمة وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها ,

وقصدت قبر خديجة ومزارها ///// بجوار بيت الله خير جوار

ومن الوصول لقبرها أهل الجفا//منعوا الحجيج وسائر الزوار

لخديجة أم البتول تحية ///////////مقرونة بالمدح في أشعاري

وهي التي عرفت بأول امرأة //////// قد آمنت برسالة المختار

الاسم والنسب: خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي، فهي قرشيةٌ حسبًا ونسبًا من جهة الأب والأم؛ فهي(قرشية أسدية)، تلتقي مع الرسول (ص) في الجد الأعلى لهما وهو قصي؛ فهي من أصولٍ كريمةٍ في قمة الشرف، فهي من ذرية إبراهيم{ع}أبوها: خويلد من أشراف قريش، وشيخ بني أسد ، وهو الذي واجه آخر ملوك اليمن، لما اراد حمل الحجر الاسود لليمن فحال بينه وبين أخذه للحجر الأسود ، وهو من أقران عبد المطلب جد الرسول (ص). كما كان ضمن الوفد القرشي الذي ذهب بقيادة عبد المطلب إلى اليمن لتهنئة سيف بن ذي يزن لانتصاره على الحبشة وطردهم من بلاده بعد عام الفيل بسنتين. مات في حرب الفجار [حرب الفِجار معارك وقعت في الجاهلية بين قبيلتي كنانة (منها قريش) وقيس عيلان (ومنها هوازن) بسبب اعتداءات على المحرمات في الأشهر الحرام، مما سبب انتهاكاً لحرمتها. سُميت "بالفجار" لِما فُجِرَ فيه من المحارم شهدها الرسول{ص}وهو في مقتبل عمره، وانتهت بصلح على يد عتبة بن ربيعة وتقديم رهائن من قريش إلى هوازن].أمها: فاطمة بنت زائدة ، يجمعها النسب مع رسول الله (ص) في لؤي بن غالب بن فهر. كانت مولاتنا خديجة الكبرى منفتحة ذهنيًا على القضايا العقائدية والفكرية لعصرها، عاشت في بيت اغلب اسرتها علماء. فكان محيطها العائلي المقرّب منها (ابن عمها ورقة ابن نوفل، وأخته قتيلة بنت نوفل) والاهتمامات العقائدية والدينية لم تكن غريبةً على الوسط الذي عاشت فيه، فكانت شخصيتها مؤهّلة للدور الذي وضعه الله فيه . وهذا أتاح لها أنْ تكون أكثر متميزة على نساء جيلها اللاتي لهن مشاركات مع الرجال في نواديهم , فهي عاشت اجواء الاسلام اخلاقيا وتربويا مع نفسها فترسخ في قناعاتها حب الدين . وهو ما جعلها حنيفيةً لم تعبد الأوثان قط.

فكانت كاملة الوصف حتى في أيّام صباها، فلم تكن فتاةً مغرورةً، ولا متكبرةً ولا مدللةً ولا حسودة بالرغم من المال والجمال والحسب والنسب، بل كانت تتمتع بأخلاقٍ عاليةٍ وعقلٍ راجح ٍوطباعٍ هادئةٍ وقلبٍ طيب، كانت كريمة اليد شديدة العطف على الفقراء، ولا ترد من يأتيها لصدقة أبدًا، وهو ما جعلها من خير نساء العالمين.. وجعلها من سيدات نساء أهل الجنة. وكانت تكنى في الجاهلية بـــ (الطاهرة) لشدّة عفافها وشرفها. فكانت مؤهلة بكل الامتيازات التي يريدها الله في زوجة الخاتم محمد{ص}لذلك كانت أول ما طلبتها من النبي(ص) حينما التقت به الكشف عن خاتم النبوة. روي أنها آمنت بالنبي(ص) في عصر اليوم الذي بعث فيه وصلت معه، وروى الشيعة أن النبي بعث يوم الاثنين فآمن به علي(ع) نفس ذلك اليوم، وأظهرت خديجة الإيمان يوم الثلاثاء. في خبر: إنها أول من آمن بالله ورسوله وصدقت بما جاء به. قال أبو عمرو والحاكم بن عتبة: هي أول من آمن بالرسول{ص}وعلي أول من صلى إلى القبلة.

في النهج: قال علي(ع): "ولم يجمع بيت واحد يومئذ في الإسلام غير رسول الله وخديجة وأنا ثالثهما، أرى نور الوحي والرسالة، وأشم ريح النبوة، ولقد سمعت رنة الشيطان حين نزل الوحي عليه فقلت: يا رسول الله! ما هذه الرنة؟ فقال: هذا الشيطان قد آيس من عبادتك; إنك تسمع ما أسمع وترى ما أرى إلا أنك لست بنبي، ولكنك وزيري، وإنك لعلى خير" .لذلك من مفاخر خديجة الكبرى(ع) ومناقبها المخفية على أغلب الخواص والعوام قبولها ولاية أمير المۆمنين{ع} وإمامة أولاده الأمجاد المعصومين (ع) ، مع أنها لم تكن يومها مكلفة بقبول الولاية، بمعنى أن هذا التكليف لم يكن فرضا واجبا إلا بعد وفاة الرسول(ص)وذلك إنها سمعت -بأذنها- بإمامة الأئمة الطاهرين من أبناءها المعصومين يوم ولادة فاطمة حينما ذكرتهم واحدا بعد واحد ، فعرفت بذلك مقام أمير المؤمنين (ع) ومنزلته، وكانت تسعى جاهدة من أجل تنفيذ ما سمعت وإنجازه وإنجاحه، والأفضل أن نروي هنا حديثا سارا ورد عن طرق الشيعة الإمامية; لتتضح -لبعض الغافلين- كمال الكمالات التي تمتعت بها خديجة سلام الله عليها.روي أن رسول الله(ص) دعى خديجة(ع) وقال لها: "إن جبرئيل عندي يقول لك إن للإسلام شروطا وعهودا ومواثيق: الشرط الأول: الإقرار بوحدانية الله جل وعلا...الثاني: الإقرار برسالة الرسول{ص}.الثالث: الإقرار بالمعاد والعمل بأحكام هذه الشريعة.الرابع: إطاعة أولي الأمر والأئمة الطاهرين واحدا بعد واحد، والبراءة من أعدائهم.فصدقت خديجة بهم واحد بعد واحد وآمنت بالرسول(ص) فأشار إلى علي ثم قال: "يا خديجة! هذا علي مولاك ومولى المۆمنين وإمامهم بعدي"( المجلد السادس من بحار الأنوار).

ثم أخذ العهد منهما بالنبوة ، ثم وضع علي يده فوق يد رسول الله، ووضعت خديجة يدها فوق يد علي فبايع لعلي. وكذا روي عن الصادقين الباقرين(ع) في حمزة سيد الشهداء: أن النبي(ص) دعاه عشية شهادته في أحد إلى بيعة أمير المؤمنين وأبناءه الميامين من أولهم إلى قائمهم (عج) أرواحنا له الفداء، فقال حمزة: آمنت وصدقت ورضيت بذلك كله، وكان الرسول(ص) قد دعا عليا وحمزة وفاطمة في حديث طويل. البحار 22/ 278 ح 32 باب أحوال عشائره وأقربائه..

وبهذا يتضح معنى قوله(ص): "ما كمل من النساء إلا أربعة أولهن خديجة" لأن تلك المخدرة آمنت بأصول الدين وفروعه وأحكامه واحدة واحدة، وآمنت بالأصول والفروع كلها، وآمنت بالميزان الذي به تقبل وترد الأعمال والعقائد، وآمنت بإمامة الأئمة(ع)في وقت لم تك خديجة بعد مكلفة بها، نظير إيمان فاطمة بنت أسد حينما جلس الرسول(ص) على شفير قبرها وقال لها: "ابنك ابنك علي، لا جعفر ولا عقيل" مع أنها لم تكن مكلفة بعد بقبول الإمامة.نظيره ما روي في البحار أن رسول الله(ص) قال: إذا سأل نكير ومنكر في القبر من فاطمة الزهراء(ع) عن إمامها فإنها تقول: "هذا الجالس على شفير قبري بعلي إمامي: علي بن أبي طالب(ع) " وهذه المقامات خاصة بالأولياء الكاملين من أهل هذا البيت{ع}، حيث تكون الولاية فرض وحتم على فواصلهم، وإن كانت متأخرة عنهم; لأنها شرط كمال الإيمان، وبدونها تكون الشريعة قالبا خاويا لا روح فيه وكلاما فارغا لا معنى له. ولهذا نزل يوم الغدير -عند تنصيب أمير المؤمنين(ع) للخلافة- قوله تعالى: «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ» وقوله تعالى: «وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ»(المائدة:67) والآيتان تشهدان لنا نحن الشيعة الإمامية. ــــ الحاصل: لقد أودع الله في تلك الذات المقدسة ذات خديجة (ع)- ودائع نفيسة شريفة لم يودعها -في ذلك الزمان- في أي بيت من سكان السماوات والأرض;وأعظم تلك الودائع الجوهر الثمين ولاية أمير المۆمنين (ع) حيث أنها آمنت وصدقت بها قبل الإعلان عنها وقبل خروجها من القوة إلى الفعل،وبذلك سبقت خديجة إلى الإيمان بجميع مراتبه ومقاماته وتفصيلاته، وهذا المستوى من الإيمان الكامل لم يتيسر لعموم الناس، لأن أمر الإمامة كان مخفيا على أهل ذاك الزمان إلى يوم غدير خم، حيث رفع عنها الستار بعد نزول قوله تعالى: «وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ»( المائدة: 67.) فبشرت النبي(ص) برفع الخوف ودفع أذية القوم، وعندها صار قوله تعالى: «فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ» عليه حكما منجزا.

يكفي خديجة شرفا أنها عاشت مع النبي(ص) أربعا وعشرين سنة، فلم يختر عليها امرأة حتى ماتت، فلما هاجر(ص) تزوج في فترة وجيزة عدة زوجات ولكنه ظل يلهج باسم "خديجة" ويترحم عليها ويستغفر لها ويحترم أرحامها ويقربهم ولم يغفل عن ذكرها أبدا، وكان يرى في فاطمة حنان أمها وحبها وودها وإحسانها فيلزمها ويحبها ويقبلها ويتذكر فيها أمها. وفي الخبر أن فاطمة امتنعت يوما عن الطعام وقالت لا آكل حتى اعلم أين أمي خديجة، فنزل جبرئيل الأمين وقال: إن خديجة في الجنة بين آسية وسارة. وهي المراة الوحيدة التي كانت النتها تسليها وتكلمها وهي جنين في بطنها ..تؤكد الروايات الشريفة الواردة عن أهل البيت {ع} أن "فاطمة الزهراء" {ع}كانت تحدث أمها خديجة وهي في بطنها.حدث ذلك، عندما حملت خديجة رضوان الله عليها بفاطمة الزهراء، إذ هجرتها نسوة مكة فلا يدخلن عليها ويتركن أي امرأة أخرى تدخل عليها.

حسب الروايات، بعد أن استوحشت خديجة لما يحدث معها من قبل نسوة مكة، حملت بفاطمة الزهراء{ع} وكانت تحدثها وتصبرها وهي في بطنها. عن المفضل بن عمر قال: قلت للصادق(ع): كيف كان ولادة فاطمة (ع) فقال: نعم إن خديجة(ع) لما تزوج بها رسول الله (ص) هجرتها نسوة مكة فكن لا يدخلن عليها ولا يسلمن عليها ولا يتركن امرأة تدخل عليها فاستوحشت خديجة لذلك وكان جزعه فلما حملت بفاطمة كانت فاطمة تحدثها من بطنها وتصبرها وكانت تكتم ذلك من رسول الله (ص) فدخل رسول الله يوما فسمع خديجة تحدث فاطمة(ع) فقال لها: يا خديجة لمن تحدثين ؟ قالت: الجنين الذي في بطني يحدثني ويؤنسني، قال: يا خديجة هذا جبرئيل [يبشرني] أنها أنثى وأنها النسلة الطاهرة وأن الله تبارك وتعالى سيجعل نسلي منها وسيجعل من نسلها أئمة ويجعلهم خلفاءه في أرضه بعد انقضاء وحيه.

كانت تحدث أمها وأمها *** تكتمه إذ النبي دخلا /// فقال يا بنت خويلد لمن تحدثين والبيت خلا///فقالت : الجنين في بطني غدا *** يؤنسني حديثه قال : بلى//هي إبنتي وإنها الأنثى التي *** قد فقدت بفضلها المماثلا// والله قد ان اليها وضعها *** أربع نسوة إليها أُرسلا // حتى يلين من خديجة كما *** تلي النساء لئلا تذهلا.. ان من طبيعة مجريات حوادث الدنيا و أحوالها ، ان كل موهوب محسود ، و لكل عظيم حاسد ! ، و لم تكن السيدة خديجه (ع) بدعاً من الموهوبين اصحاب الامتياز و التفوق ! ، و قد طالتها انياب الحساد كثيراً و تكاثرت عليها افترائات الخصوم و الصقت بها امور هي محض فريه ..

- حسّاد خديجه (ع) كثيرون و على رأسهم من تعترف انها لم تحسد امرأة كما حسدت خديجه (ع) ، هي عائشه ، و بما ان حساد خديجة (ع) يعلمون استحالة نسبة الانتقاص اليها في دينها ، اذ هي من قد نشرت الدين بجهادها و بذلها و صبرها (ع) ، فقد نسبوا اليها النقصان و الحط في امور الدنيا ككونها عجوز كبيره و انها ارملة عن عدة ازواج قبل رسول الله (ص) و غيرها من الاكاذيب التي ما انزل الله بها من سلطان ..!

لمّا حضرتها الوفاة قالت لرسول الله{ص}: «يا رسول الله إعف عنّي إن قصّرت في حقك». فقال: «حاشا، ما رأيت منكِ إلا خيراً، وقد سعيت كلّ سعيك، وتحملتِ الأذى، وبذلت مالك في سبيل الله».فقالت: «يا رسول الله أوصيك بهذه ـ وأشارت إلى سيدتنا الزهراء{ع} ـ ستكون هذه البنت غريبة ويتيمة بعدي لا تؤذها إمرأة من قريش ولا يضربها أحد على وجهها، ولا يرفعنَّ أحد صوته في وجهها ولا ترى مكروهاً».

وماتت خديجة بنت خويلد{ع} بعد وفاة عم النبي أبو طالب بن عبد المطلب بثلاثة أيام وقيل بأكثر من ذلك، في شهر رمضان قبل الهجرة بثلاث سنين ولها من العمر خمس وستون سنة، وكان مقامها مع رسول الله{ص} بعدما تزوجها أربعًا وعشرين سنة وستة أشهر، ودفنها رسول الله في مقبرة الحجون بمكة ..وحزن عليها كثيرا ونزل في حفرتها ،وتمدد فيها .

روى البخاري عن أم المؤمنين قالت: «ما غرت على أحد من نساء النبي ما غرت على خديجة وما رأيتها، ولكن كان النبي ﷺ يُكثر ذكرها، وحين يذبح شاة يُقطّعها ثم يبعثها في صديقات خديجة فقلت له: كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة فيقول: إنها كانت وكانت وكان لي منها ولد». في رواية لأحمد عن عائشة قالت: «كان النبي{ض}اذا ذكر خديجة أثنى عليها بأحسن الثناء فغارت منها واستعرت . فقالت له يوما: ما أكثر ما تذكرها، حمراء الشدق قد أبدلك الله بها خيراً منها،فرد عليها قائلآ ما أبدلني خيراً منها، آمنت بي إذ كفر بي الناس، وصدقتني يوم كذبني الناس، وواستني بمالها يوم حرمني الناس، ورزقني الله تعالى منها الولد وحرمني أولاد النساء»، الحديث دلالة لحسن العهد وحفظ الود ورعاية حرمة الصاحب، حيًا أو ميتًا، وإكرام معارف ذلك الصاحب». وتتابعت على رسول الله {ص}بموت أبي طالب وخديجة المصائب لأنهما كانا من أشد المعضدين له المدافعين عنه، فاشتد أذى قريش عليه حتى نثر بعضهم التراب على رأسه وطرح بعضهم عليه سلى الشاة وهو يصلي، وسُمي العام الذي مات فيه أبو طالب وخديجة بعام الحزن،

دخل رسول الله (ص) على خديجة يوم مات ابنها القاسم وهي تبكي، فقال لها: ما يبكيك؟ فقالت: درت ثداياي فبكيت، فقال: يا خديجة أما ترضين إذا كان يوم القيامة أن تجيئي إلى باب الجنة وهو قائم فيأخذ بيدك ويدخلك الجنة وينزلك أفضلها؟ .. وعندنا امراة اخرى درت ثداياها على ولدها في كربلاء . لما شربت الماء بعد فترة من قتل الحسين{ع} درت ثداياها.

أيا أمَّ الرضيعِ خذي ذبيحاً ////// لعلّ الدمعَ بعضٌ من هيامِ

فيعلو الصوتُ نحوَ العرشِ قولاً/// إلهي خصمُهم يومَ الزّحامِ

هو الجبّارُ في يومٍ عصيبٍ /////// هو الميزانُ عدلاً ذو انتقامِ

 

 

انة ام الولد فركاه تاذيني **** حطني باللحد بترابة غطيني

ما اكدر اشوفة ميت بعيني**** عبدالله عزيزي افـراكة يعميني

جنت اسهر ليالي وانـت بحظيني*** انة الوالدة يايـمه دحاجيني

زغيرون وترف بعدك يظي عيني ** سهم الصوبك بحشاي راميني

ردتك يالولد انتـة التباريني ****** وبيدك للكبر يمــــــة توديني

ابوذية :

يخلق الله الدهر هالكثر شربه...جتل طفلي العطش ما ضاق شربه

ظامي ودم وريده صار شربه...عقب ذبحه الورد يحرم عليه

ـــــــــــــــــــــــــ

طفلها امعفر او تنتحب یمه...ابحزن طوفان فيض الدمع يمه

سهم نحرك الهرش القلب يمه...بریت ابمهجتي سهم المنيه

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ عبد الحافظ البغدادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/09/16



كتابة تعليق لموضوع : مجلس حسيني ـــ خديجة الكبرى{ع} جهادها وتضحيتها
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net