حين تُختزل القداسة في صور عابثة
يقين محمد
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يقين محمد

والله لقد صرنا نرى مشهدًا يُدمي القلب ويجرح البصيرة: بعض الفتيات يضعن صورهنّ بجانب صور المعممين وأهل العلم، وكأنّ المقام الشريف صار خلفيةً لعواطف شخصية أو استعراضات سطحية!
أيّ عقول هذه التي ترضى أن يُهان نور العلم وهيبته بهذا الشكل؟
أيّ وعيٍ يقبل أن تُختزل قداسة الدين وسيرة العلماء الأجلاء في تصرّفٍ غير لائق، بل محرّم شرعًا إنْ كان من دون رضاهم؟
وما يزيد الأمر خطورةً اليومَ أن أدوات العصر تُسهِم في تضخيم هذا العبث: خوارزمياتُ منصّات التواصل تُعجّل الوصولَ للـ"ترند"؛ وتطبيقات التعديل والتزييف المدعومة بالذكاء الاصطناعي تُسهِل تركيب الصور والفيديوهات وإخراجها بصورةٍ براقةٍ تخدع العين.
أصبح الفضولُ الرقميّ يختلطُ بتفاهةٍ ثقافية تَجعلُ من المقدّس مادةً للاستهلاك، ومن الترند وسيلةً لتقليص القدر.
حين تتحول القداسة إلى خلفية عاطفة عابرة، فاعلم أنّ الأمر ليس بريئًا: إمّا سذاجة وعيٍ، أو مخطّط رقميّ يسعى إلى تجريد المذهب من روحه وجلاله عبر استثمار عواطف الشباب وخفة التفحّص.
المؤامرة تبدأ من هنا: من جعل العقول تستسيغ العبث بالمقدّس، بينما تقف خوارزميات النشر مكتفّةً، تعزّز ما يثير أكثر، لا ما يقدّم عمقًا ومعرفةً.
فأفيقوا، رعاكم الله.
أعدوا للعقل مكانته، وللحياء منزلته، وللقداسة حرمها.
وكونوا واعينَ لطريقة انتشار المحتوى: لا تأخذوا كلّ ما يرى النور رقميًا كمرجعيةٍ شرعية أو ذوقٍ سليم، وتحقّقوا قبل النشر، واحترموا صورة المعممين ودرجتهم.
واعلموا أنّ طريق محمد وآل محمد لا يُحفظ بالترندات ولا بالصور العابثة، بل بالعلم والوعي والعمل الصالح.
وإذا استخدمتَ أدواتَ الذكاء الاصطناعي لتعديل الصور أو إنتاج المحتوى، فلتكن مسؤوليّتك أخلاقية: لا تستخدمها لتقليل مقام أحدٍ، ولا لتجميل موقفٍ يسيء إلى قداسةٍ أو إحترامٍ.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat