ببلسم التربية الدينية يتمثل في الهدوء، حيث تتكامل عناصر الحياة لتمنح الروح القدرة على التغلب على الكآبة والحاجة إلى العلاجات النفسية. اليوم، جاءت هذه الممثلة لتسلط الضوء على حقيقة هذه الرسالة، التي يشعر بها كل إنسان تنبعث منه الإنسانية. إن غادة عبد الرازق، الممثلة الشهيرة والغنية، عاشت حلم المرأة العصرية التي تمتلك حرية العمل وحرية التنقل وحرية الاختيار في ملابسها. ولكنها، في عامها الرابع والخمسين، كسرَت صمتها لتعلن أن كل تلك الحريات لم تكن سوى ضارة. فعلى الرغم من أنها تزوجت اثني عشر مرة، إلا أنها لم تستقر مع أي من أزواجها لأكثر من سبع سنوات، حيث أسفرت جميع تلك الزيجات عن إنجاب ابنة واحدة فقط.
إن سنة الحياة التي أرادها الله تعالى تهدف إلى إقامة علاقة عميقة مع الله سبحانه وتعالى ومع الرسول وآله. قد يكون التعبير الأبسط عن هذا الأمر هو أن تقليل الهموم يمكن أن يساعد الإنسان في الوصول إلى مرحلة من الاستقرار النفسي. مع مرور الزمن، يبدأ الإنسان في إدراك أهمية هذه العلاقة، ويشعر بأن احتياجاته ليست سوى القرب من الله، ورغبة في الراحة، بعيدًا عن التعب والإرهاق. على الرغم من أن الحياة مليئة بالمغريات، إلا أن الشخص الذي يعيشها حقًا هو من يعرف معنى الهدوء والطمأنينة. في سياق الحياة اليومية، نلاحظ أن الأمهات والجدات الكبار يسعين للسؤال عن الأبناء والأطفال، حيث يُعتبر أكبر حلم لهن هو أداء فريضة الحج إلى بيت الله الحرام، وهو حلم يعكس تطلعاتهن للآخرة.
تتسم طبيعة الإنسان، في خضم حياة مزدحمة ومتنوعة، بوجود العديد من العناصر مثل الضغوط الاجتماعية والشهرة والاهتمام الزائد، مما يؤثر سلباً على الهدوء النفسي، والراحة الفكرية، والتناغم في الحياة. فبدلاً من تحقيق الانسجام، يحدث اضطراب وفوضى وقلق وتعب وإرهاق، مما يؤدي إلى لوم الذات والإجهاد.
أما التربية التي يقدمها الإسلام والإيمان، من خلال تعاليم محمد وآل محمد، فهي عالية القيمة، مريحة، ومتوافقة مع فطرتنا وروحنا، بل ومع جوهر الحياة وكل ما يتعلق بها. في المقابل، يمكنني القول إن مشاهدات الحياة تفصح عن حجم الصخب والاضطراب الذي يعاني منه الكثيرون في ظل غياب هذه القيم السامية.
كم هي رائعة أمهاتنا، ففرحتهن تتجلى في بساطة وهدوء، بعيدًا عن التعقيد والصخب. كما أن أكثر ما يراود أحلامهن هو زيارة كربلاء، وغالبًا ما نجد أن الكثير منهن في الأربعينات أو الخمسينات من أعمارهن يمتلكن أحفادًا.
هناك إشارة ذات تأثير عميق: الممثل والمطرب الشهير تامر حسني يحيى حياة مليئة بالترف، بما في ذلك المال والقصور والنساء، إذ إن حياته مفتوحة على هذه المغريات. عندما سألت المذيعة: ما الذي يشغل تفكيرك على مدار أربع وعشرين ساعة؟ ساد الصمت لبرهة، ثم حاولت المذيعة توضيح السؤال، فقالت: ما الذي يؤرق ذهنك طوال اليوم؟ فأجاب بصراحة: سأكون صريحًا. فأكدت له المذيعة أنها لا تبحث عن دبلوماسية بل عن الوضوح. عندها قال: سأجيب ولكن لا أريد أي تعليق على إجابتي، فوافقت. فأجاب: لا أريد أن أموت وأنا مطرب!


التعليقات
لا توجد تعليقات على هذا المقال بعد. كن أول من يعلق!