ظلامة الزهراء (عليها السلام): حقائق من كتب السنة
يقين محمد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 ظلامة الزهراء (عليها السلام) من القضايا الجلية والواضحة كوضوح الشمس. تُظهر هذه القضية تعرُّض السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) لظلم شديد بعد استشهاد النبي محمد (صلى الله عليه وآله)، ويحاول بعض أهل السنة إخفاء هذه الحقائق قدر المستطاع ويقدمون تبريرات واهية لم ينزل الله تعالى بها من سلطان، بل إن العقل السليم يشمئز من هذه التبريرات.

رواية ندم أبي بكر
روي عن أبي بكر أنه قال قبيل وفاته: "إني لا أسى على شيء من الدنيا إلا على ثلاث فعلتهن... وددت أني لم أكشف بيت فاطمة وإن كانوا قد أغلقوه على الحرب". هذا الحديث مهم جدًا، ويظهر ندم أبي بكر على ما فعله تجاه بيت فاطمة (عليها السلام).

تساؤلات حول مصداقية التمني
السؤال يطرح نفسه حول مصداقية تمنيه هذا، خصوصًا وأنه ممن بايع أمير المؤمنين عليًا (عليه السلام) يوم الغدير وفي مناسبات أخرى. أتراه صادقًا في تمنيه هذا؟!

المصادر السنية
هذا الخبر موجود في مصادر سنية متعددة مثل:
- تاريخ الطبري
- العقد الفريد لابن عبد ربه
- الأموال لأبي عبيد القاسم
- مروج الذهب للمسعودي
- الإمامة والسياسة لابن قتيبة

ولكن هناك تلاعب في بعض الطبعات، فمثلًا في كتاب الأموال لأبي عبيد القاسم، نجد تحريفًا حيث استبدلوا العبارة بـ"كذا وكذا" بدلًا من ذكر التفاصيل الصريحة مثل "لم أكشف بيت فاطمة".

تبريرات ابن تيمية
ابن تيمية، مع الأسف، لا ينكر أصل القضية ولكنه يقدم تبريرات مثيرة للجدل، حيث قال إن أبا بكر كبس البيت لينظر هل فيه شيء من مال الله الذي قسمه ليعطيه للمسلمين! هذا التبرير يثير تساؤلات حول فهمه لحقوق آل محمد (صلى الله عليه وآله) ووصايا النبي (صلى الله عليه وآله).

أقوال النبي (صلى الله عليه وآله) عن فاطمة
النبي (صلى الله عليه وآله) قال عن فاطمة:
١. "فاطمة بضعة مني، فمن أغضبها فقد أغضبني".
٢. "يا فاطمة إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك".
٣. وهي سيدة نساء العالمين وفق حديث النبي (صلى الله عليه وآله): "يا فاطمة ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين".

القرآن الكريم وإغضاب فاطمة
القرآن الكريم يشير إلى عاقبة إيذاء النبي (صلى الله عليه وآله): ﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ (التوبة: ٦١). إغضاب فاطمة (عليها السلام) يُعد إيذاءً للنبي (صلى الله عليه وآله) وموجبًا للعذاب الأليم وفق النصوص.

روايات البخاري
البخاري يذكر في صحيحه أن فاطمة (عليها السلام) غضبت على أبي بكر وهجرته حتى توفيت، حيث جاء في كتاب الخمس والفرائض والمغازي: "فغضبت فاطمة بنت رسول الله فهجرت أبا بكر فلم تزل مهاجرته حتى توفيت".

مصادر سنية أخرى
من المصادر السنية الأخرى التي تذكر هذه الأحداث:
١. الأموال لأبي عبيد القاسم (ص١٩٣-١٩٤، مكتبة الكليات الأزهرية)
٢. الطبقات لابن سعد (٨/٢٧، طبعة دار صادر)
٣. الوافي بالوفيات للصفدي (٦/١٧)
٤. مروج الذهب للمسعودي (٢/٣٠١، طبعة دار الأندلس، بيروت)
٥. سير أعلام النبلاء للذهبي (١٥/٥٧٨، رقم الترجمة ٣٤٩)
٦. ميزان الاعتدال للذهبي (١/١٣٩، رقم الترجمة ٥٥٢)
٧. العقد الفريد لابن عبد ربه (٤/٩٣، تحت عنوان استخلاف أبي بكر لعمر)
٨. شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد (٢/٤٥-٤٧)
٩. فرائد السمطين للحمويني (٢/٣٤-٣٥، طبعة بيروت)
١٠. تاريخ الإسلام للذهبي (٣/١١٧-١١٨)
١١. مجمع الزوائد للهيثمي (٥/٢٠٢-٢٠٣)
١٢. كنز العمال للمتقي الهندي (٥/٦٣١، رقم الحديث ١٤١١٣)
١٣. مختصر تاريخ دمشق (١٣/١٢٢)
١٤. كتاب السقيفة لمؤلفه أحمد بن عبد العزيز
١٥. معجم شيوخ الذهبي (١٢٥، رقم الترجمة ١٥٦)
١٦. لسان الميزان (٤/١٨٨-١٨٩)

روايات علماء السنة حول ظلامة فاطمة الزهراء (عليها السلام)

١. البلاذري: عمر جاء بفتيلة ليحرق بيت فاطمة، فقالت له: "أتراك محرقًا عليَّ بابي؟" قال: "نعم، وذلك أقوى فيما جاء به أبوك".
- المصدر: أنساب الأشراف (١/٥٨٦)

٢. عبد الحميد بن هبة الله المدائني: عمر قال لفاطمة: "لو اجتمع هؤلاء النفر عندك لأمرت بتحريق البيت عليهم". فأخبرتهم فاطمة بتهديد عمر بالحرق إن عادوا.
- المصدر: شرح نهج البلاغة (٢/٤٥)

٣. ابن عبد ربه الأندلسي: عمر أقبل بقبس نار ليضرم بيت فاطمة على علي والعباس والزبير، فقالت فاطمة: "أجئت لتحرق دارنا؟" قال: "نعم، أو تدخلوا فيما دخلت فيه الأمة".
- المصدر: العقد الفريد (٤/٨٧)

٤. الطبري: عمر قال: "والله لأحرقن عليكم أو لتخرجن إلى البيعة". الزبير خرج بسيفه فعثر فسقط سيفه فأخذوه.
- المصدر: تاريخ الطبري (٢/٤٤٣)

٥. ابن أبي شيبة: عمر قال لفاطمة: "إن اجتمع هؤلاء النفر عندك لأحرقن عليهم البيت". فأخبرتهم فاطمة فانصرفوا ولم يرجعوا حتى بايعوا لأبي بكر.
- المصدر: المصنف (٨/٥٧٢)

هذه الروايات تظهر التهديد والضغط الذي تعرضت له السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) بعد استشهاد النبي (صلى الله عليه وآله).

كتب السنة تغصُّ بظلامة فاطمة، حبرٌ يصرخ، جُرحٌ يتكلم.

 

الموضوع السابق ومنا مهدي هذه الأمة

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat