الرحمة ليست دائمًا كلمة تُقال أو موقف يُذكر.. أحيانًا هي وطن، يقينٌ يسكن القلب فلا يغادر، ونبضٌ يظلّ حيًّا حتى بعد أن يسكن الجسد التراب.
أكتب عن الرحمة لا كهواية، بل كشهادة.. فالتعاطف مع الناس ليس مجرّد خُلق، بل شاهد صدق، كلّما تجلّى في حياة إنسانٍ ترك أثرًا لا يزول، وصار ذكرًا يُتداول بعد رحيله.
الرحمة ليست عاطفة عابرة، بل عقيدة حياة، ونبض صدق، وصبرٌ على قسوة الظروف، ويدٌ تمتدّ لتواسي جراح الآخرين.
في حضرة الرحمة تسقط الحروف عاجزةً عن الوصف، وتبهت الكلمات أمام هيبتها؛ فهي شعور يوقظك من غفلتك، ويمنحك طاقةً لا يفهمها إلا من ذاق حلاوة العطاء.
كلّ نفسٍ يتردّد في صدرك يمكن أن يقول: (لن أنسى من أحسن إليّ)، وكلّ قلبٍ يذكر من كان له رحمةً وسندًا.. فالتعاطف مع الناس لا يُكتب بالحبر، بل يُخلَّد بالفعل، بالوجود، وبالأثر.
حين ترحم الآخرين لا تعبّر فقط، بل تتطهّر.. كأنّك تُصلح في داخلك ما لا يُصلَح بغيرها. الرحمة ليست كلمات على ورق، بل ارتعاشة وجد، وارتقاء روح، ونورٌ يبقى بعد أن ينطفئ الجسد.
الرحمة ليست ذكرى تزول، بل حضور دائم في قلوب الناس.. هي الطهارة حين تتجلّى في عمل، وهي الثبات حين يزلّ الكثيرون، وهي القوّة التي تُخلّد الاسم، والدافع الذي يحوّل الحياة إلى رسالة.
يا ربّ، ما أكرم حنين هذه الخُلّة التي لا تعرف الاكتفاء، وما أطهر هذا الحبّ الذي يعلّمنا أن الرحمة حين تترسّخ في قلوبنا تتحوّل من مجرّد خُلقٍ إلى عبادة، ومن أثرٍ عابرٍ إلى خلود.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat