صفحة الكاتب : الشيخ مصطفى مصري العاملي

هل احتفل الائمة بذكرى الولادة او الشهادة؟
الشيخ مصطفى مصري العاملي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 السؤال :- 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لدي بعض الأفكار والاسئلة التي تخطر ببالي، وأود طرحها عليكم للنظر فيها وإعطاء الجــــواب المقنع والمناسب.

واستفساري يتعلق بتاريخ الأئمة وسلوكهم الذي يمثل حجة علينا :

هل أقام أحد الأئمة (عليهم السلام) احتفالاً أو ذكرى لأي من المناسبات التالية: مولد الرسول (صلى الله عليه وآله)، هجرته، وفاته، أو مولد ووفاة الإمام علي (عليه السلام) مثلاً؟ أم أن هذه الممارسات تعد اجتهاداً واستحساناً (لا سند له من فعل المعصوم)؟

أرى في التاريخ الإسلامي أن المحطات المهمة التي يمكن إحياؤها، مثل:

حجة الوداع: التي أكمل فيها الدين والتي تعني جميع المسلمين والعالم اجمع، واكتملت فيها مهمة النبي (صلى الله عليه وآله) بإخلاص وتفانٍ، بما تبعها من تولية الإمام علي (عليه السلام).
اجتماع السقيفة: وما أحدثه من انقسام بين المسلمين فور وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله)، وبالتالي السعي للبيعة بالقوة، والهجوم على بيت السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام).
عاشوراء: وما تمثله من موقف الإمام الحسين (عليه السلام) الرافض لحرف الدين والرسالة عن مسارها الصحيح.
وشكراً لكم.

 الجواببسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة للجواب وفي البداية أقول

شكرا على هذا السؤال الذي ستفتح الإجابة حوله بابا واسعا لتوضيح عدد من المفاهيم والمرتكزات الفكرية والعقائدية خاصة بما يرتبط بطبيعة العلاقة بيننا وبين أئمتنا أئمة الهدى عليهم السلام ، و هذا السؤال يحتمل احد غرضين:

الغرض الأول هو الاستفسار عن موضوع يرتبط بالسيرة والتاريخ، وهل أن لهذه الاشياء وجود في زمانهم أو ليس له وجود؟

الغرض الثاني: أن يكون المقصود هو البحث عن شرعية ما نقوم به في زماننا استنادا إلى فعل المعصوم وأنه قد قام به وبالتالي فإذا لم يثبت لدينا أنه قام بذلك فإننا حينئذ نتوقف عند شرعية ما نقوم به ويقوم به المؤمنون عبر الزمن.

لذا لا بد من تسليط الضوء على بعض الفقرات التي وردت في صيغة السؤال لكي تكون الإجابة واضحة.

فقد وردت في السؤال العبارة التالية  (تاريخ الأئمة وسلوكهم الذي يمثل حجة علينا)

وهذا يستوجب منا التوضيح التالي فنقول:

 إن الحجية الشرعية التي يحتج الله تعالى بها علينا مكونة من عدة عناوين، كالعقل والانبياء ، ومنها ما له علاقة بالأئمة المعصومين عليهم السلام وهو مورد حديثنا.

 فحجية المعصوم بالنسبة لنا تكون في قوله أو فعله أو تقريره.

بمعنى أن هذه الحجية الشرعية التي نستوحيها في علاقتنا بالمعصوم (عليه السلام) تستند إلى ثلاثة عناوين قوله، أو فعله، أو تقريره ومعنى ذلك هو:

القول: إذا وردنا قول عن المعصوم (عليه السلام) في نص او رواية او حكاية ، يبين فيه حكماً معيناً من الاحكام التكليفية الخمسة، سواء كان واجباً، محرماً، مستحباً، او مكروها ، أو حتى مباحاً، فإن كلامه بالنسبة لنا يمثل حجية تامة وكاملة.
والوجه في ذلك أننا نعتقد بأن كلام الإمام المعصوم هو امتداد لكلام النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وكلام النبي هو وحي من الله تعالى: ﴿وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ﴾ (النجم: 3-4).

وبالتالي فإن أي كلام يصدر عن المعصوم في مورد البيان او الارشاد فإنه يجسد لنا حجية شرعية ولا عذر لنا في مخالفته. وهو ما يعبر عنه بحجية قول المعصوم.

 الفعل: العنوان الثاني هو فعل المعصوم ومعناه انه إذا بلغنا أن المعصوم (عليه السلام) عمل عملا معينا، ولم يكن هذا العمل من باب التكليف الخاص له لكونه إماما معصوما، (والتكليف الخاص يعرف من الأدلة والقرائن) فنعلم حينئذ يقينا بأن هذا العمل الذي قام به الامام هو عمل جائز ولا يمكن ان يكون حراما او مكروها.
ونبحث حينئذ عن الأدلة والقرائن لمعرفة كونه دالا على الوجوب أو الاستحباب او الاباحة، وبهذا نستنتج الحكم الشرعي بالجواز. وهو ما يعبر عنه بحجية فعل المعصوم

التقرير: وهو العنوان الثالث ويعني أنه اذا بلغنا أن المعصوم (عليه السلام) شاهد إنساناً مسلما يقوم بعمل معين فأقرّه عليه، أي لم يعترض عليه، أو يبيّن له حكماً آخر، فإننا نستنتج من ذلك أن هذا الفعل هو جائز شرعاً بإمضاء المعصوم.
لأنه لا يمكن للمعصوم أن يشاهد أمراً غير جائز ويسكت عنه دون نهي.

وهو ما نعبر عنه بحجية تقرير المعصوم.

وخلاصة القول: إن حجيتنا الشرعية ومعيار عملنا فيما يتعلق بالمعصوم (عليه السلام) تعتمد على ثلاثة عناوين: قوله، أو فعله، أو تقريره.  وليس على فعله فقط.

بعد بيان هذه المقدمة نأتي إلى موضوع السؤال الذي غالبا ما يطرح في مواضيع النقاش ويكون القصد منه الغرض الثاني، و هو البحث عن حجية إحياء هذه المناسبات التي يقوم بها المؤمنون في زماننا استنادا الى السؤال عن فعل المعصوم من خلال القول: (هل أقام أحد الأئمة (عليهم السلام) احتفالاً أو ذكرى بمناسبات مثل مولد الرسول (صلى الله عليه وآله)، أو هجرته، أو وفاته، أو مولد ووفاة الإمام علي (عليه السلام) مثلاً؟ أم أن هذا اجتهاد واستحسان؟)

لكي يكون ما يقوم به المؤمنون شرعيا مستندا الى حجية فعل المعصوم.

والجواب: بعد المقدمة التي ذكرناها، نقول ما يلي:

أولا: إن إحياء هذه المناسبات من قبل المؤمنين في زماننا لا يُعتبر "استحساناً" بالمعنى الذي يفتقر إلى سند شرعي. بل هو اجتهاد يستمد شرعيته من قول المعصوم المرشد الى أهمية مثل هذه الاعمال، وعندما تثبت شرعية العمل استنادا الى قول المعصوم فلا يحتاج الامر لإثبات شرعيته استنادا الى الفعل المباشر من المعصوم ليكون حجة عملية علينا.

وهذا يعني انه لا فرق في الحجية بين ان نجد فعلاً صادرا من الأئمة يقيمون فيه الاحتفالات بالمعنى المتعارف عليه اليوم في زماننا. وبين أن نجده بصورة مختلفة او لا نجد مطلقا، لأن الحجية الشرعية لما يقوم به المؤمنون في زماننا متحققة استنادا الى قول المعصوم وذلك أن إحياء مثل هذه المناسبات هو تفريع واستنباط لأحكام جزئية من قواعد كلية أصّلها المعصوم (ع).

ثانيا: لا بد لنا من أن نلتفت الى أن ما نحتاجه في حياتنا من تكاليف وما علينا القيام به من أعمال يختلف في كثير من جوانبه وخصائصه عما يقومون هم به عليهم السلام، فهم لديهم مرتبة الهية خاصة، وهم فيض الاشعاع الالهي بالنسبة لنا، وعلينا ان نستضيئ بهديهم لكي نرتقي الى مراتب تحقيق مرضاة الله تعالى، وهم من مهماتهم أن يرشدوننا الى ذاك الهدف بشكل مباشر او بالواسطة، وليس تكليفهم ان يقوموا بالأعمال التي علينا نحن القيام بها، لأنهم في مرتبة اعلى بكثير مما نسعى نحن للوصول اليه، فما نسعى لتحصيله من احياء هذه المناسبات هم ليسوا بحاجة اليه، لأن تكليفهم ان يبيّنوا وتكليفنا ان نعمل لكي نترقى.

فليس من مهمة الطبيب ان يتناول الدواء بنفسه بل أن يصفه لمن يحتاجه من مرضاه، ولا يقال له خذ الدواء لكي نأخذه.

ولذا ورد عن المعصوم عليه السلام قوله: "علينا إلقاء الأصول وعليكم ان تفرعوا  (أو  وعليكم التفريع).

وهذا يعني أن المعصوم يضع لنا قواعد كلية، فيأتي دور الفقيه في استنباط الأحكام الجزئية من هذه القواعد ليكون واسطة في بيان الاحكام بين المعصوم من خلال النصوص وبين عموم المؤمنين.

وبناءً عليه، يمكننا القول بإن الأثر والفائدة من إحياء هذه المناسبات يعود لنا نحن المؤمنون، وليس للمعصوم (عليه السلام). لإنها من التكاليف الموجهة إلينا، أو من الإرشادات التي نستنبطها من نصوصهم الشريفة.

ثالثا: نأتي الى استعراض بعض الأدلة المستوحاة من كلام المعصوم بل وحتى من كلام الله تعالى،  فعلى سبيل المثال، يذكر القرآن الكريم على لسان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قوله تعالى: ﴿قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ﴾ (الشورى: 23).

هنا، يذكر القرآن الكريم لنا عنواناً وهو أن علينا كمسلمين تكليفا الهيا أراده النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو أن نعيش ونمارس في مشاعرنا واعمالنا وسلوكنا حالة المودة مع أهل بيته (صلى الله عليه وآله وسلم).

فهذا من التكاليف الموجهة لنا نحوهم، وليس تكليفا موجها لهم،

وبالتالي فإن كل عمل يندرج تحت عنوان مودتهم عليهم السلام فإنه يستند الى كلام رسول الله صلى الله عليه وآله الذي بينته هذه الآية الكريمة.

ونتوقف عند الحديث الوارد عن امير المؤمنين عليه السلام حيث يقول: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وتَعَالَى اطَّلَعَ إِلَى الْأَرْضِ فَاخْتَارَنَا واخْتَارَ لَنَا شِيعَةً يَنْصُرُونَنَا ويَفْرَحُونَ لِفَرَحِنَا ويَحْزَنُونَ لِحُزْنِنَا ويَبْذُلُونَ أَمْوَالَهُمْ وأَنْفُسَهُمْ فِينَا أُولَئِكَ مِنَّا وإِلَيْنَا.

نفهم من ذلك أن ما بينوه وحثوا عليه هو إبراز هذه العلاقة بيننا كمؤمنين وبينهم (ع).

وهذا يعني أن هناك ارتباطاً عقائدياً وعاطفياً بيننا كمؤمنين وبين الأئمة المعصومين (عليهم السلام). وبالتالي، فإننا نعبر عن مدى هذا الارتباط بأن نعيش المناسبات التي ترتبط بذكراهم إن فرحا ففرح، وإن حزنا فحزن، وهذا من اعلى درجات المودة.

إضافة إلى حديث آخر يشكل قاعدة اساسية نستنبط منها الكثير من الاحكام التفصيلية، حيث يقول (عليه السلام): اجْتَمِعُوا وَ تَذَاكَرُوا تَحُفَّ بِكُمُ الْمَلَائِكَةُ رَحِمَ اللَّهُ مَنْ أَحْيَا أَمْرَنَا.

 وفي حديث آخر عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: تَجْلِسُونَ وَ تُحَدِّثُونَ؟ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ تِلْكَ الْمَجَالِسُ أُحِبُّهَا فَأَحْيُوا أَمْرَنَا رَحِمَ اللَّهُ مَنْ أَحْيَا أَمْرَنَا، يَا فُضَيْلُ مَنْ ذَكَرَنَا أَوْ ذُكِرْنَا عِنْدَهُ فَخَرَجَ عَنْ عَيْنَيْهِ مِثْلُ جَنَاحِ الذُّبَابِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ذُنُوبَهُ وَ لَوْ كَانَتْ أَكْثَرَ مِنْ زَبَدِ الْبَحْرِ.

فنفهم من هذه النصوص أن كل اجتماع يجتمع فيه المؤمنون وفيه ذكر لهم عليهم السلام سواء كان في مناسبة فرح او مناسبة حزن فهو من مصاديق احياء امرهم المنصوص عليها،

وبالتالي فكل ما يقوم به المؤمنون يستند الى نصوص شرعية بينتها الأحاديث الواردة عنهم عليهم السلام في أكثر من مناسبة.

رابعا: وأخيرا بضميمة الأحاديث السابقة مع الآية الكريمة، نستنبط عنوانا أساسيا وهو :

أن كل أمر فيه إحياء لذكرهم عليهم السلام هو أمر ممدوح ومستحب.

وأول مفردة من مفردات إحياء ذكرهم تكون باستذكار واحياء ذكرى ولادتهم أو شهادتهم، فيكون هذا تاريخاً ثابتاً يتكرر في كل عام يجدد فيه المؤمنون الارتباط بهم مهما تكررت المناسبات.

هذا بالإضافة الى ان الائمة عليهم السلام قد ركزوا على إحياء مثل تلك المناسبات، بل وعلى تكرارها ، وأحيوا الكثير منها، كما ورد في ذكرى شهادة الزهراء (عليها السلام)، حيث ورد الحث على إحياء ذكراها في أكثر من مناسبة، تماماً كما هو الحال في ليلة القدر التي ورد الحث على طلبها في اكثر من ليلة من ليالي القدر في شهر رمضان المبارك.

وبالتالي، يظهر لنا مما مر بيانه وتوضيحه رجحان مثل هذه الأعمال الممدوحة شرعا لأنها من مصاديق ما ورد الحث عليه في الكثير من النصوص. ولا معنى حينئذ لكي يُقال "هل أن الإمام فعلها أم لم يفعلها؟". فالإمام حث على فعلها بطريقة مباشرة و غير مباشرة، والهدف من ذلك هو تمتين الروابط بين المؤمنين وأئمتهم بإحيائهم لذكراهم .

نعم هناك محطات في ذكراهم لها اثر وتأثير في حياتنا وحياة الامة أكثر من غيرها كما هي الحال في ذكرى سيد الشهداء، وكلام الامام الصادق عليه السلام ، لا يوم كيومك يا أبا عبد الله، فالتفاوت هو امر بديهي بين هذه المناسبات ولذا نرى ان تفاعل المؤمنين في هذه المناسبات هو متفاوت نظرا لما يرتبط بكل مناسبة من خصائص.

الا أننا نستطيع القول ان جميع تلك المناسبات لها اثرها الذي يمتن العلاقة بين المؤمنين وبين ائمتهم من خلال النوافذ التي تفتح في احياء ذكراهم عليهم السلام.

والحمد لله رب العالمين.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ مصطفى مصري العاملي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/10/14



كتابة تعليق لموضوع : هل احتفل الائمة بذكرى الولادة او الشهادة؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net