أقاصيصٌ مُلَوَّنَة..(3)
صادق مهدي حسن
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
صادق مهدي حسن

معركة فيزياوية..!:
"كيف تتحول الطاقة في كل مما يأتي؟".. هكذا ورد السؤال في امتحان الفيزياء، أجاب أغلب الطلاب عن فقراته الخمس بدقة متناهية ومطابقة لما ورد في المنهج.. ولكنهم حصلوا على درجات متفاوتة، استأذن أحدهم وتساءل: ليس هناك خطأ في إجابتي، وهي مطابقة لما في الكتاب.. فلماذا أنقصت درجتي، وأعطيت لزميلي الدرجة الكاملة؟!
امتعض الأستاذ وزجر الطالب صارخاً في وجهه: اخرس وإلا ستنقل إلى مدرسة أخرى..! امتثل الطالب، أمر أستاذه واحتفظ بالورقة الإمتحانية في أرشيفه الدراسي الكبير كعادته.. مرَّت سنوات، وأصبح هذا الطالب مدرّساً للفيزياء وزميلاً لأستاذه في تلك المدرسة، وصادف أن كان ابن ذلك الأستاذ أحد طلابه.
وذات يوم اختبر الطلاب بالسؤال ذاته، ولم تكن إجابة ابن الأستاذ دقيقة ووافية فحصل على نصف الدرجة فاعترض (المدرس الأب) على تصحيح الأستاذ قائلاً: لقد أجاب ولدي عن أهم النقاط الأساسية للسؤال، ويستحق الدرجة الكاملة.. أرجو إعادة النظر في تصحيح ورقته، وفي اليوم التالي أحضر الأستاذ الجديد لأستاذه ورقته القديمة وقال له: هذه إجابتي قبل سنوات وهذه إجابة ابنك.. أي الإجابتين أفضل وأينا أحق بالدرجة الكاملة؟! (فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ..) الحق ينتصر ولو بعد حين، أليس كذلك؟
أغلى العمليات الرخيصة..!:
بعد أن عجز الأطباء بكل تخصصاتهم ووسائلهم عن تشخيص حالة المريض، وسبب آلامه في المعدة، وما تحوي من قيح وتقرحات، أخبروه أن جزءاً من معدته قد يكون مصاباً بورم خبيث، باع بيته الذي بناه بعد سنوات من الكد والسعي وسيارته التي يقتات وعائلته على واردها، واقترض (بضعة ملايين) من أقربائه وأصدقائه، وطار فزعاَ إلى الهند بحثاً عن دواءٍ لعلته.. وبعد أسبوع من الفحوصات المكلفة لجميع أعضاء بدنه وجد الأطباء أن أحد أسنانه متآكل مما أدى إلى التهاب اللثة، فكانت إفرازاتها تؤثر على المعدة، قلعوا السن ووصفوا له علاجاً بسيطاً فعاد معافىً إلى بلده.. فكانت بلا شك أغلى عملية قلع سن في العالم! اللهم لك الحمد على نعمة العافية.
السَّياب والتركيب الضوئي..!:
يُعد درس الإنشاء درساً حيوياً لما فيه من تنمية لغوية وإثراء فكري للطلاب، ولعل من المُسَلَّمِ أن يكون العنوان المعطى للطلاب ملائماً لمستوياتهم الفكرية والمعرفية وحسب مراحلهم الدراسية؛ كي يتمكنوا من الكتابة حول الموضوع بوضوح ودون تشتت في تناول الموضوع.
وفي هذا الصدد، أذكر قصة طريفة شاهدتها قبل سنوات في إحدى المدارس المتوسطة.. كان الموضوع الإنشائي للصف الأول المتوسط تحت عنوان (الشمس أجمل في بلادي من سواها، والظلام) وهو من شعر بدر شاكر السَّياب، ومن الواضح أن البيت يشير إلى مدى تعلق الإنسان بوطنه وحبه له.. ولكن مدارك الطلاب لم تكن بمستوى البيت الشعري، فانبرت أقلامهم بالحديث عن الشمس وفوائدها من دفء وحرارة وعن لطفها في الشتاء وقسوتها في الصيف العراقي المرعب.. وأذكى من فيهم تكلم عن عملية التركيب الضوئي في النباتات ودور الشمس فيها..!
(تجيك التهايم...):
كان الصبي المتعب يغط في قيلولة بعد يوم مدرسي حافل، ولكنه استيقظ فزعاً بضربة قاسية من أمه فقفز من مكانه وسط صرخات وضحكات أخوته وجدته، تساءل بألم وصوته يرتعش خوفاً: لماذا يا أمي؟! ماذا فعلت؟! فبادرته بلطمة على وجهه وهي ترعد صارخة.. أنت شيطان خبيث، كسرت الصحن في المطبخ وتظاهرت بالنوم كي تنجو من العقاب، أراد الرد فسبقته صغرى أخواته التي لم تتعد الأربع سنوات بقولها: "ماما.. ماما.. رأيت القطة تقفز من شباك المطبخ بعد أن كسرت الصحن"، ضحكت الأم ولم تفكر بالاعتذار من ذلك الصبي المظلوم..!
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat