كدت أختنق ... وأنا أبحث في الفرات عن وجه يحتويني، وهو الذي ضيع ماء الوجه قبل قرون . وأبحث في الدرب عن سبيل لم تداهمه الظنون ،وأبحث في الجراح عن ضماد، وفي الرمال عن درب عمدته الطمأنينة إلى وقار ، تسلقت الظهيرة كي لا يقربني الموت.
- ماذا تركت لابن العشرين وأنت في السبعين تبحث عن جوى ودمعة عشق وظهيرة آمنة لا يمسها في غفلة الدهر موت؟ ما يؤلمني أن يسكن الليل في ظهيرة صحو، وان يغمض الصباح عينيه عتمة من ضلال.
الظهيرة زمن من أزمنة الله ، والمكان معلوم شيدته أشجار العطش المر، وجثث القراب ، ورماح تبحث عن ذهب يملأ الركاب وهي محملة بالروس.
الظهيرة زمن ،والزمن كله توقف في قلب الظهيرة، والجناة إلى اليوم يبحثون عن سعر الرأس بالدولار . وأنا لا يطيب لي إلا الحزن والجنون.
ما زال صوته يسكنني والقلب يبحث في الرمال عن طف يحتوي نصرتي.
غريب يسكن حدقات العيون، والمنفى قلوب الناس جيلًا بعد جيل .
في كل بيت خيمة وابن سعد يشعلها نارًا في كل عام ، يحمل الساعة في يد، و جدّاحته المستوردة في يد أخرى .
كدت أموت حين كنت طفلًا أتلهف لأحصل على وصلة من خيمة الضوء للتبرك ،ولأشياء لم أفهمها إلى اليوم،
تلهب قلب الحزن ، والنار تأكل حينها أضلاعي ، والدخان يخنقني... وإذا به يمد يده لينقذ طفلًا كاد يسحقه الزحام.
كنت لحظتها أتلوى كعصفور مخنوق لا يعرف معنى الحياة والأنفاس، موت ودخان . لحظتها لم أفكر بشيء سواه؛ لهذا رحت أبحث في رأسي ، كم ظهيرة ذبحوا فيها الحلم والربيع ، وبقت دمعتي هوية وصرخة يا حسين.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat