الاشاعة في زمن مواقع التواصل
سامي جواد كاظم
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
سامي جواد كاظم

ايام شهرة فلم ( تايتانك ) قامت احدى الجهات البحثية الاعلامية باجراء استبيان لمعرفة اسباب هذا الاقبال الشديد على مشاهدة الفلم في دور السينما فقاموا بتوجيه سؤال واحد وهم يقفون امام باب السينما للمشاهدين الذين شاهدوا الفلم والسؤال كيف علمت بالفلم ؟ ، فكانت الاجابة تقريبا 80% اجابوا انهم علموا بالفلم من خلال حديث الناس عن الفلم ، والبقية أي 20% علموا عن طريق اعلانات التلفزيون وبقية الوسائل.
اكتب هذه المقدمة لتوضيح الى أي مدى تلعب الاشاعة دورها في ثقافة المجتمع وحسب طبيعة الاشاعة واما مصدرها فلا احد يعلم لكن اخلاقية المصدر تكون طبقا لماهية الاشاعة ، طبعا الاشاعة سابقا كان يقوم بها اكثر من شخص لجهة معينة غالبا ما تكون الحكومة لغايات اغلبها سيئة، انا شخصيا حاولت ان اصل الى مصدر اشاعة فلم اتمكن اطلاقا لانني ضعت في سلسلة قال لي فلان او سمعت ذلك في مقهى النتيجة مجهولة .
اليوم مواقع التواصل الاجتماعي مع التقنيات الحديثة وعلى راسها الذكاء الاصطناعي اصبحت أي جهة بل شخص متمرس يختبئ خلف جهاز معين او يخفي جهاز في جيبه يستطيع ان يروج لاشاعة وفق ثقافته مع مهنية عالية في اسلوب الترويج بل حتى الاعتماد على نفس الموقف بدفع مبلغا بسيطا يساعده على الترويج وهذه الجهة هي بالتاكيد جهة ذات اتجاهات معينة .
اسلوب الطواغيت بان يروجوا لخبر معين لمعرفة ردود افعال الشارع فان كانت عنيفة ورافضة يظهر مسؤول حكومي ليندد بمن روج لهذا الخبر وسيعاقب عقابا شديدا ، وان مرت الاشاعة مرور الكرام فانها تصبح واقعا بعد مدة .
اغلب المواضيع التي تكون هدفا للاشاعة هي الدينية ومن بعدها السياسية اما الاجتماعية التي تنال من رجال لهم وزنهم في المجتمع فهذا لا يات من عناصر صغيرة بل من جهات اعلى تؤجر هؤلاء الاقزام لترويج الاشاعات ويكونون هم عن بعد يتابعون الرد والاثر .
والكارثة الحقيقية اصبحت الاشاعة مدعومة بصورة فوتوشوب او فلم فديوي ممنتج فتصبح تاثيرها اكثر .
هنا ياتي الوعي المجتمعي بعدم التصديق باي خبر تبثه مواقع التواصل الاجتماعي حتى وان كان الخبر تافه لا تاثير له فهذا هو الاستدراج ليوقعك في شباك هذا الموقع بعدما يجعلك تثق به .
بل ان المواقع التافه من خلال اكاذيبها التافهة التي تؤثر على الثقافة المجتمعية اصبح هو هدفها تسفيه العقل لهدم الثقافة ، مثلا صادفني موقع وجدت عدد القراءات مئات الالاف والتعليقات اكثر ، ماهو مضمون هذا المنشور الذي حصل على هكذا متابعة وتعليقات المنشور ( انا لدي مشكلة مع زوجتي التي تاخذ مني راتبي بالكامل وتعطيني جزء يسير مصروفي الشهري ، وقد صادف ان حصلت على مبلغ من المال نتيجة قيامي بعمل خارج الدوام فعلمت به واخذته مني ، كيف اتصرف مع زوجتي ) بالله عليكم هذا منشور يستحق مئات الالاف من التعليقات ؟
يبقى الاعلام الورقي سيد الاعلام لانه معلوم المصدر وهذا يتبعه جهات رقابية قانونية تتابع المنشور الورقي ومحاسبة ما ينشر ان كان بلا مصدر هنا يتم ضبط الثقافة ، الورقة وثيقة لا يمكن انكارها او حذفها ، اما في حالنا هذا ( حالة الرقمي ) فلا يمكن ضبطها الا اذا تمكنت الجهات الرقابية المستقلة مع توفر الامكانات التي تمكنهم من متابعة الاشاعة والوصول الى مصدر الموقع ومن يقوم عليه ، واما في حالة قيام صاحب الموقع بحذف ما نشر من تفاهة خوفا من المحاسبة فانه لا يمكن محاسبته . نعم هي اصلا يمكن ضبطها وذلك من قبل جهة مالكة ومتمكنة لمصدر النت الكبرى وليس الفروع .
المواقع الرصينة للاسف الشديد نرى ان متابيعها اقل بكثير من تلك المواقع الهجينة .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat