صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

قراءة في خطبة الجمعة لسماحة السيد أحمد الصافي)// ٨ذو القعدة١٤٤٠هـ الموافق٢٠١٩/٧/١٢م
علي حسين الخباز

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 الدخول إلى عوالم الخطاب (الوعظ) عبر الأسلوب المؤثر، والمضمون الذي يثير فضول القراءة بلغة دلالية قادرة على تشكيل الفكر والرؤية

الإمام علي "عليه السلام" يقول (كان في الأرض أمانان من عذاب الله سبحانه، رفع الله أحدهما هو رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" وبقي لدينا الأمان الثاني هو الاستغفار)
حين تخاطب الوعي الإنساني بعمق مضمون يجذب المتلقي ويؤثر فيه عبر استحضار
آيات من القران الكريم، أو تناص مع الموروث المعصوم، خطاب مباشر يتحول إلى نص للقراءة والدراسة والبحث وتفعيل الفكر، فإذا اشتغل الخطاب على التأثير المباشر وعلى الأسلوب الوجداني يتحول الخطاب إلى نص يعطي المتلقي فرصة قراءة الأفكار.
يقول الله سبحانه وتعالى ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ ف فِيهِمْ  وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾ العودة إلى عمق المضمون أي الوصول إلى الرؤية داخل الخطاب وخارجه لقراءة الأمان، هو الملجأ الذي يلجأ إليه من عذاب الله "سبحانه وتعالى" ومن هذا التعريف نذهب إلى معنى آخر يمثل الواقع الفكري للمضمون.
-  ما أسباب عذاب الله سبحانه وتعالى؟
البحث في مستويات الخطاب من مضمون، وتفسير المضمون النصي، وما بعد النص الرضا، والغضب، وأسباب الغضب وعذاب الله يأتي إثر معصية العبد والمعصية أيضا، هناك معصية فرد وهناك معصية أمة، والمعصية هي مخالفة الله سبحانه، والعمل الذي لا يرضي الله معصية بمعنى أن العاصي صاحب الموبقة.
والمعصية لا تقف عند حدود العاصي، هناك خلف الظاهر معنى يتبع الحكمة والتدبر وقوة القراءة،
 ما هي حدود المعصية؟
لتوسع دلالة العاصي، هويته، حضوره الفعلي في الموبقة، أثره.
 يرى سماحة السيد أحمد الصافي، إن الإنسان قد لا يرتكب هو المعصية لكنه يعامل معاملة العاصي عندما يرضى بأعمال المعصية، ويترضى عن العاصي فيحشر يوم القيامة مع صاحب الذنب، من رضى بالإساءة أساء، والمضمون هو معرفة هوية المعصية/ فعل إنساني، ومعرفة هوية العقوبة/ فعل رباني، ودلالة الغفران، يغفر الله تعالى يمهل ولا يهمل، أمر مختص بالله سبحانه وحدة، دلالة الفعل المضارع يغفر يأخذنا إلى معنى الأمان، الأمان المفقود هو النبي "صلى الله عليه وآله وسلم" وجوده أمان، والقصد هنا وجوده الحسي، وإلا فالوجود الامتداد للنبي موجود باللائمة "عليهم السلام".
الأمان الثاني هو الباقي معنا بحاجة إلى أن نستثمر هذا الأمان استثمارا جيدا ألا وهو الاستغفار، دلالة هذا المضمون يذهب إلى أبعاد فكرية، أمم تصاب بالعذاب والأنبياء موجودون، فالنبي لوط وأزيح من قومه لينجيه الله ويهلك القوم، بينما خصيصة النبي محمد "صلى الله عليه وآله وسلم" ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ﴾.
لا يعذب الله من أساء كرامة لحضور النبي "صلى الله عليه وآله"، مفهوم الاستغفار إنه من آداب الأولياء ومن آداب العلماء،
 سؤال يخترق أعماق النص:
ـ هل الله سبحانه بحاجة إلى الاستغفار، هل يحتاج استغفار العبد مثلا؟
طبعا لا، حاشاه سبحانه الله لا يحتاجنا احتياج الفقير، الله هو الغني المطلق، فمفردة غني مفردة مفهومة عند الناس بظاهر اللفظ، أما المعنى العميق، إنه ليس في بني أدم من هو غني، فمهما كان الإنسان ثريا فهو يحتاج حين يمرض، وحين يجوع، وحين يعطش.
الغني المطلق هو الله والمتفرد بالغنى، قراءة المضامين النصية من تراث المعصوم حقلا معرفيا موسوعيا على غرار الحقول للمعرفية الفكرية بما توفره من إمكانيات الفهم والتحليل (استغفر) مفردة تعني معرفة حقيقية الاستغفار ليس لقلقة لسان (يا الله) مناداة الخالق (يا) النداء لا بد أن تصحب الكلمة، القلب والشعور والوجدان وحضور إنسان كامل.
مكونات القراءة منحتنا نوادر فكرية تجذب المتلقي إلى التعالق الروحي مع النص، عدم حضور الوجدان الإنساني أثناء الدعاء ومناداة الخالق (يا الله) يعتبر هذا الأمر ابتلاء من حالات الابتلاء، أثر وجود شياطين من الإنس والجن في رأس الإنسان وفي فكره، أثناء الصلاة يشغله بمشاغل يومية وحياتية، وحين يقرأ القران يشتت له أفكاره فيبقى الذهن منشغل، بينما الاستغفار هو المعنى، الفعل المضارع "استغفر الله" الانفتاح على مساع دلالية للنص، يعرفنا الأفق النصي ومكوناته الذهنية، الظواهر الطبيعية مثلا، تدرس علميا، لها موجبات هذه الظواهر كل يفسرها بطريقته، وسبب ذلك لتلك الظواهر هو الله سبحانه وتعالى، صاحب القدرة.
اللجوء إلى الله يجعلنا في سكينة، والمعصية لها عذاب، للأمان من هذا العذاب هو وجود النبي "صلى الله عليه وآله وسلم" والاستغفار هو وعي وعهد ميثاق
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/10/16



كتابة تعليق لموضوع : قراءة في خطبة الجمعة لسماحة السيد أحمد الصافي)// ٨ذو القعدة١٤٤٠هـ الموافق٢٠١٩/٧/١٢م
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net