الوجود الإنساني في كلمة سماحة السيد أحمد الصافي في الحفل المركزي الخامس
علي حسين الخباز
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
علي حسين الخباز

تحقيق معنى الوجود الإنساني والتركيز على القيم الدينية ولترسيخها في نفوس الشباب يعد فريضة إسلامية، وهوية تمثل العتبة العباسية المقدسة، حيث أنه تنهل من منهج أهل البيت "عليهم السلام"
كلمة سماحة السيد أحمد الصافي التي ألقاها في الحفل المركزي الخامس لتخرج طلبة الجامعات العراقية، كان لها الأثر التوجيهي الجاد.
أولا... عدد المرات التي أكد فيها سماحة السيد أحمد الصافي على لفظه (أبنائي)، لنصل إلى مفهوم هذه المفردة بما تحمل من رؤية تواصلية، ومن وعي مسؤول للانتماء الأبوي، لها القدرة على التأثير بما تحمله من صدق وجداني، وسمات المكانة العلمية والمرتقى المكاني والروحي مهم، يمتلك السمو المعرفي والأخلاق والإيمان مرقد أبي الفضل العباس "عليه السلام"
ثانيا... العنوان الذي يحتوي هذه الأنشطة (فتية الكفيل)
عنصر مهم شكل الدلالة، وجسد الصورة المقاربة للمنجز، واستنطق أبعادها، والعنوان أحيانا يكون هو منجز بحد ذاته، له وظائفه وطموحاته ومساعيه، والمنفتح على أفق القداسة يعمل بمسؤولية، كونه الملاذ الحقيقي للوحدة العراقية، من كل انتماءاته وأطيافه، يمثل قدرة ربط مسيرة التخرج العلمية بروح الإيمان.
ليضيف مسؤولية العلم والأخلاق، ويدل على أمل صادق لهذا البلد
ثالثا... الإهداء
دلالة على علاقة المنجز بالأسماء والرموز المهدى إليها.
والإهداء يعبر عن التكريم وهو معنى من معاني المحبة والتقدير والاحترام، ويكشف عن عمق العلاقة الروحية والتودد والعرفان ورد الجميل، ويعد من المهام التواصلية، منهم من أهدى تخرجه وشهادته إلى المولى صاحب الزمان "عجل الله تعالى فرجه الشريف" ومنه من أهدى نجاحه وتخرجه إلى الفتوى المباركة (لفتواك تخرجنا) ومنهم من أهدى شهادة تخرجه لبلاده وأهله.
رابعا... (المباركة /الدعاء/ الأمل/ استحضار الشهداء كمضمون حيوي)
المباركة تمثل المعرفة المدركة لمرجعية النجاح والتميز الذي توج شهادة التخرج، ولها مفهومها التربوي الخاص، وحين تذهب إلى الأسرة، العلم والعمل الصالح والمعرفة والثقافة تبدأ من التكوين الأسري، الأم والأب، وقيم الارتباط من المحور التربوي.
الدعاء... هدف ينسجم مع ذات الإنسان والموضوع كونه عمل له معانيه، الدعاء هوية إنسانية ثقافية، نتأمل في الكلمة الترحيبية لسماحة السيد أحمد الصافي والتي هي من مرتكزات هذا الحفل المبدع، كونها تذهب إلى محاور مهمة مرتكزة على القيم الفاضلة التي تمثل هوية المجتمع.
ولكل مجتمع قيمة، حين تتداخل قيمنا الإسلامية المنبثقة من نهج الله القويم مع القيم المستوردة والصادرة من فلسفات غربية لا بد أن نتمسك بهذه القيم التي هي من مهام التمييز، أي نجاح مهما كانت سمته علمي أو فكري دون هذه القيم لا يمكن أن يسمى نجاحا بل وبالا على الإنسان وعلى المجتمع، المهم أن ينفتح المستقبل على نهج صحيح، والمحور الأهم أن ندرك فوضى الثقافات المستوردة، وأن لا نقع ضحية التأثير بها عبر فهم ذواتنا وأسرنا ومجتمعنا الإيماني.
وهذه الثقافات لا تقدر النفاذ للمجتمع إلا من خلال قصور الوعي والجهل، وهذا الجيل أدرك في زحمة هذه الأجواء معناه.
لا بد لكل منا أن يسأل أين أنا؟
أين تواجدي؟
وقيمي ورؤاي؟
أن لا نجعل الفوضى تنساب إلى نفوسنا، والمحافظة على هذه القيم تحصننا من الزلل، الانتماء الأسري، دور الأب الأم وما بذلاه من جهد ليصل ابنهما لهذه الفرحة، الأسرة في الثقافات المستوردة لها أساليب حياتيه تختلف عن منظومتنا القيمية والسلوكية، عندهم مفهوم الحرية الفردية، تعني التمرد على هذا التكوين الأسري، ولهم ما يؤمنون، فهم أحرار.
علينا تحصين ثقافتنا وإشاعة مبدأ الاحترام، هويتنا التربوية تعتمد على القرآن الكريم، وعلى الرسالة النبوية، ومنهج أهل البيت "سلام الله عليهم" أي تجاوز لهذه القيم التربوية سيكون هناك خلل في السلوك الفردي والعام.
سعت كلمة سماحة السيد أحمد الصافي إلى شد أواصر الشاب الخريج إلى بيئته وهويته، والارتباطات الوثيقة بتكوينه، والغيرة العراقية المعروفة بالشهامة، والانتماء إلى الأسرة و إلى الدين.
أبعاد فكرية حقيقيه لهذا الاحتفاء الذي يهدف إلى تحشيد الوعد بالمسؤولية، ليكون غدا مشرقا بعون الله تعالى.
تأدية القسم اليوم مسؤولية تبعد الإنسان عن التأثير بالمتغيرات السلبية
القسم لم يكن قسما شكليا وإنما اعتمد على اليمين
(أقسم بالله العظيم)
يمتلك مشاعر الإنسان اللسان الذي نطق به القسم، واليد التي رفعها لا بد أن يعصمها من المال الحرام، فالعقل كان حاضرا يجب ألا نعطي العقل إجازة.
ثلاث مدركات مهمه احتوتها الكلمة في ختامها.
المدرك الأول... الوعي... أنتم ذخيرة البلد، يتكل عليكم، ويستأنس بكم، لأنكم صنيعة واعية
المدرك الثاني... الهدف... الكسب المادي أن لا يكون هو الهدف خاصة الكسب السريع
المدرك الثالث... المضمون... أنتم نخلة البلد، فلا تستعجلوا وتحولوا أنفسكم إلى أشجار غير مثمرة.
مدركات ارتكز عليها سماحة السيد أحمد الصافي كونها ترتبط بشمولية العلم والإيمان والمعرفة في الإسلام، وتأثيرها على التنشئة التربوية، والسعي لإحياء علم الأخلاق.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat