منشور بين السيدين الحكيم والصدر
سامي جواد كاظم
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
سامي جواد كاظم

مع انقلاب عبد الكريم قاسم تشكلت جماعة العلماء في النجف لمتابعة الامور السياسية وقبلها الدينية للعراق وباشراف السيد محسن الحكيم وبدات باصدار منشورات تذاع من الاذاعة العراقية واللافت للنظر هو المديح والتبجيل للزعيم وحسب المذكرات ان هذه المنشورات كان يكتبها السيد محمد باقر الصدر وباشراف السيد محسن الحكيم وكان عددها ثمانية منشورات ومن بعدها توقفت بسبب سياسة الزعيم الشيوعية .
ومن فقرات المنشور الاول الذي فيه مدح للثورة والزعيم ومنها هذه الفقرات التي اثارت السيد مهدي الحكيم : " المنشور الأول: كتب السيد الصدر المنشور الأول للجماعة، وفيه: الآن - ولأول مرة - منذ مئات السنين تشرق في بلدنا الحبيب أضواء الحرية والاستقلال بفضل الثورة التحريرية الكبرى، والمعركة الفاصلة التي وقف فيها الزعيم الأوحد والبطل المنقذ سيادة الزعيم الركن عبد الكريم قاسم حفظه الله رائداً للإسلام والمسلمين" ، " فهيا أيتها الجماهير المؤمنة بربها المخلصة لدينها، الواثقة بزعيمها إلى رفع راية الإسلام بقيادة الزعيم الأوحد " ، " وثورتنا المباركة هي الثورة التحريرية الكبرى لشعب العراق المسلم" ، " أما الآن، وقد تحرر البلد من نير الاستعمار والنفوذ السياسي للمعسكر الانتهازي ووجدت السفينة ربانها الأفضل في شخص الزعيم المحبوب" ....
هذا التكرار بذكر الزعيم وقد ذكر في بقية المنشورات اللاحقة كان للسيد مهدي الحكيم راي مخالف لما جاء فيه
فقد ذكر السيد مهدي الحكيم أن هذا المنشور الأول للجماعة لا يعبر عن فكر حقيقي وليس فيه اتجاه معين.... من مذكرات السيد مهدي الحكيم (۲۲). كما ذكر السيد مهدي الحكيم أن اسم عبد الكريم قاسم كان يتكرر في المنشور الأول وأن المنشور الأول وصف قاسم بأنه ( نصير الإسلام) بعد أن كان الشيوعيون يصفونه بـ (نصير السلام) .
هذا الاختلاف في وجهات النظر بخصوص الخطاب السياسي للجماعة اثار حفيظة بعض رجالات النجف بل هنالك تساؤل حقيقي هل ما كتبه السيد الصدر نابع عن قناعة ؟ طبعا ذكرت في المذكرات الخاصة بالسيد الصدر عندما انتقد على تكرار ذكر الزعيم انه وسيلة لغرض السماح للمنشور ان يذاع من الاذاعة .
حقيقة هكذا تفكير يجعلنا نسال اليس الزعيم هو من اباح للشيوعية ان تفعل ما تريد وقد اثارت الفتنة في النجف وحتى وصلت الى محاولة اغتيال مراجع ، اليس الزعيم صاحب قرار الاحوال الشخصية بخلاف الدين الاسلامي ؟ بل الم يؤلف السيد الصدر فلسفتنا للرد على الشيوعية التي استفحل امرها بسبب الزعيم ؟
ماهو المخرج الفقهي الذي اعتمده السيد الصدر في تعامله مع قاسم ؟ الا يمكن ان يكون نفس هذا المخرج يعتمده السيد للتعامل مع البكر من اجل ايقاف التسفيرات واستهداف الحوزة من قبل البعثية ؟
واذا كان السيد مهدي الحكيم يرفض هذا الاسلوب في التعامل مع الزعيم فقد ذكر السيد مرتضى العسكري ان السيد مهدي الحكيم كان له تواصل مع المخابرات الامريكية حتى انهم أي المخابرات عرضوا على السيد الحكيم القضاء على ثورة البعث وتسليمه الحكم لكن وفق شروط ضمان مصالح الامريكان وعرض هذا المطلب على السيد الصدر ورفضه قائلا انه اسلام امريكي ، بل اكد السيد العسكري انه السيد مهدي كان له تواصل مع امريكا وبريطانيا وفرنسا.
هذه الاوراق من الذكريات التي بحاجة الى قراءة جديدة مع وثائق وادلة تثبت ما فيها فلربما هنالك من يتحدث وفق رايه وليس وفق ما شاهده وهذا ليس دليل تاريخي .
هنالك محطات كثيرة تعرضت لها الحوزة منذ ان بدات الانقلابات حتى اعدام السيد باقر الصدر قدس سره ، وقد كثرت الاقاويل التي حقيقة شوهت الحقيقة .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat