صفحة الكاتب : زاهر حسين العبدالله

 أدوار الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) في هداية الأمة
زاهر حسين العبدالله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 ✦ مقدمة 

لم يكن الإمام الحسن (عليه السلام) إمامًا عابرًا، بل كان شعلة هداية وسط عواصف الفتنة، وقائدًا ربانيًا حمل راية الإسلام بعد أمير المؤمنين (عليه السلام). وقد بايعه المسلمون بعد أن نص عليه والده سيد الموحدين (عليه السلام) للامتداد الرسالي في هداية الأمة. فكانت له جملة من الأدوار المهمة في الإصلاح من جهة، ومن جهة أخرى فضح المشروع المعارض لتعاليم الدين الحنيف الذي كان يتجلبب بالنفاق تحت عباءة الإسلام.

 

⬅️ أبرز أدواره في حفظ الدين وهداية الأمة:

 

1️⃣ الإمامة والقيادة الشرعية

كان الإمام الحسن (عليه السلام) هو الامتداد الطبيعي لنهج جده النبي الأعظم محمد (صلى الله عليه وآله)، والإمام المفترض الطاعة بعد والده، بايعه الناس، وكان الحصن المنيع لحفظ خط الإسلام المحمدي الأصيل. فقام بإقامة معالم الدين أصولًا وفروعًا، قولًا وعملًا، فكان أبًا حانيًا على رعيته، وخصوصًا المستضعفين في الأرض من شيعة أبيه أمير المؤمنين (عليه السلام)، الذين حالوا استهدافه في مطعمه ومشربه ومسكنه وعمله، فكان المعوّض عمّا قطعه عنهم الظالمون بغيًا وظلمًا.

 

2️⃣ الهدنة كانت لحفظ دماء الأمة

أظهرت حكمة بالغة، وليس ضعفًا كما يتوهم البعض.

فلم يكن صلحه مع معاوية هزيمة، بل خطة إلهية مقدَّرة لإيقاف سفك الدماء، وكشف زيف الحكم الأموي أمام التاريخ.

✧ جاء رجل يلوم الإمام الحسن الزكي (ع) لماذا هادن معاوية حيث 

قال ("قلت: بتسليمك الأمر لهذا الطاغية؟ قال: والله ما سلّمت الأمر إليه إلا أني لم أجد أنصارًا، ولو وجدت أنصارًا لقاتلته ليلي ونهاري حتى يحكم الله بيني وبينه، ولكني..."

 

🔍 شرح كلام مولانا المجتبى (عليه السلام):

"ما سلّمت الأمر لمعاوية إلا أني لم أجد أنصارًا":

يؤكد الإمام الحسن (عليه السلام) أنه لولا غياب الأنصار لما سلّم الأمر لمعاوية. وهذا يعني أن تسليمه كان اضطراريًا لا اختياريًا.

 

"ولو وجدت ناصرين لقاتلته":

يشير الإمام المجتبى (عليه السلام) إلى عزمه على القتال لو توفرت لديه القوة الكافية. وهذا يُظهر أنه كان يفضل القتال على الصلح، ولكنه لم يجد من يدعمه في ذلك.

 

"ليلي ونهاري حتى يحكم الله بيني وبينه":

يوضح الإمام (عليه السلام) أنه كان مستعدًا للتضحية بكل ما يملك في سبيل الحق، وأن قتاله لمعاوية كان سيكون مستمرًا حتى يأتي النصر أو يحكم الله بينهما.

 

3️⃣ المعلّم والمربّي

في زمن اشتدت فيه الفتن، جلس الإمام ليُعلِّم الناس الفقه والقرآن، ويغرس فيهم التقوى والبصيرة في دينهم، ويعزز مكارم الأخلاق في سجاياهم، ورفع في ذلك شعارًا بقوله (عليه السلام) عن أبيه الإمام علي (عليه السلام):

"تعلّموا العلم، وتعلّموا للعلم السكينة والحلم، ولا تكونوا جَبَابِرَة العلماء، فلا يقوم علمكم بجهلكم." (2)

 

4️⃣ جسّد الإمام (عليه السلام) أخلاق الأنبياء(ع) 

كان الإمام الحسن (عليه السلام) مدرسةً في العفو والكرم والحلم.

جاءه رجل شامي، فلما رأى مولانا الحسن المجتبى (عليه السلام) شتمه، فقال له الإمام بلطف:

"ولعلّك شَبَّهْتَ، فلو استعتبتنا أعتبناك، ولو سألتنا أعطيناك، ولو استرشدتنا أرشدناك، ولو استحملتنا حملناك، وإن كنت جائعًا أشبعناك، وإن كنت عريانًا كسوناك، وإن كنت محتاجًا أغنيناك، وإن كنت طريدًا آويناك، وإن كانت لك حاجة قضيناها لك، فلو حرّكت رحلك إلينا وكنت ضيفنا إلى وقت ارتحالك، كان أعود عليك، لأنّ لنا موضعًا رحبًا وجاهًا..."

فذُهل الرجل وقال: "الله أعلم حيث يجعل رسالته!" (3)

 

5️⃣ زرع الوعي وكشف الباطل

الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) لم يصمت عن الانحراف، بل كشف حقيقته بالأفعال لا بالشعارات، حيث فضح المخططات والمؤامرات التي حِيكت ضد الإسلام والمسلمين، من خلال كلماته في مجالس الظلمة ومجالس العامة والخاصة.

وبهذه الخطوات أعدّ الأمة لنهضة أخيه الإمام الحسين (عليه السلام)، فكان صمته عن بعض التجاوزات حكمةً أبلغ من السيف، وكانت حكمته الإلهية جسرًا نحو كربلاء.

 

🟤 فالإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) لم يُطفئ شعلة النهضة، بل خبّأها تحت رماد الصلح... لتشتعل نارًا تُسعِّر في صبيحة عاشوراء الحسين (عليه السلام).

 

📚 فالسلام على كريم أهل البيت، سبط النبي، وإمام الهدى.

والحمد لله رب العالمين.

 

✍️ زاهر حسين العبدالله

📲 قناة التلغرام:

https://t.me/zaher000

 

📚 المصادر:

 

1. بحار الأنوار – العلامة المجلسي – ج44، ص147

2. ميزان الحكمة – محمد الريشهري – ج3، ص2107

3. آداب الضيافة – جعفر البياتي – ص83


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


زاهر حسين العبدالله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/08/02



كتابة تعليق لموضوع :  أدوار الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) في هداية الأمة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net