ولنا في أصحاب الحسين أسوة حسنة / ٥ أبو ثمامة عمرو الصائدي
يحيى غالي ياسين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

قال تعالى : ( إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا ) المؤمنون: ١٠٣

الصلاة في أول الوقت : الصلاة عمود الدين ومعراج المؤمن ، إن قُبلت قُبل ما سواها وإن ردت رد ما سواها ، أكدّت الآيات والروايات وسيرة الصالحين على مراعاة وقتها وعدم تسويفها أو السهو عنها ( ويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون ) .. وعن عبد الله بن مسعود قال : سألت النبي صلى الله عليه وآله : أي الأعمال أحب إلى الله عز وجل؟ قال : [ الصلاة لوقتها ] البحار ج٩٧ ص١١ ، وعن الإمام الصادق عليه السلام : [ امتحنوا شيعتنا عند ثلاث : عند مواقيت الصلاة كيف محافظتهم عليها .. ] . وللصلاة في أول الوقت ميزة خاصة ، عن الصادق ع : [ فضل الوقت الأول على الأخير كفضل الآخرة على الدنيا ] .

ومن الأمور الملفتة للنظر في يوم عاشوراء ، ذلك اليوم الذي وصفه الإمام الحسن ع ( لا يوم كيومك يا أبا عبدالله ) ، حيث اصطكاك الأسنّة وقطع الرؤوس وحرّ الهجير والعطش الشديد .. ورغم ذلك تقام الصلاة في أول وقتها في معسكر أبي عبدالله عليه السلام .. فهل من عذرّ لمعتذرٍ على تأخيرها أو تسويفها والسهو عنها بعد ذلك ..!!

ولقد نال شرف التذكير بأول وقتها والفوز بدعاء خاص من الإمام الحسين عليه السلام هو الشهيد أبو ثمامة الصائدي ، حيث تقول الرواية أنه في يوم عاشوراء وعند زوال الشمس والحرب قائمة قال أبو ثمامة للإمام عليه السلام : يا أبا عبد الله ، نفسي لنفسك الفداء ، إني أرى هؤلاء قد اقتربوا منك ، ولا والله لا تُقتل حتى اُقتل دونك إن شاء الله ، وأحب أن ألقى الله ربي وقد صليت هذه الصلاة التي دنا وقتها .
فرفع الإمام الحسين عليه السلام رأسه ثم قال : [ ذكرت الصلاة ، جعلك الله من المصلين الذاكرين ، نعم هذا أول وقتها ] .

لعل هذه المحاسن التي نذكرها لشهداء الطف هي وراء توفيقاتهم الخاصة ، وأنها السرّ الذي نالوا به هذه الصحبة والشهادة العظيمة ، وإلا فإن ذلك الشرف لا يأت عن فراغ .. فكانت حصّة ابي ثمامة منها هو المحافظة على وقت الصلاة الى الدرجة التي زرع في نفسه من طول الحرص على هذا العمل ساعة بايلوجية تنبهه وفي كل الظروف ومهما كانت .. فجلبت له الخير كل الخير في عاشوراء .

ويمكن لنا أن نحسبها فضيلتين له لا واحدة ، فضيلة ذكره للصلاة وحرصه على اقامتها في أول وقتها ، وفضيلة تذكيره لمن معه وعدم تردده في ذلك رغم حراجة الموقف ، وأترك لك تقييم الطريقة المهذّبة في إخبار الإمام بوقت الصلاة .. فلنأخذ من هذا الشهيد هذه الخصلة الحسنة عسى أن نوفق لما وفق إليه أو نكون مشمولين بدعاء أبي عبدالله عليه السلام ..

الموضوع السابق المرأة .. جوهرة مجتمعنا

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat