من الميؤس منه في عالم اليوم ان تتخذ حكومات اجنبية اوعربية او اسلامية موقفا انسانيا يمزق عنه رداء الاستنكار والشجب وعدم الرضا على مستوى الورق والاعلام الصوتي والتصويري وحتى الفيديوي ما يجري في غزة ثم تتوجه مجموعة من الدول ايا كانت انتماءآتها للنزول الى ساحة التطبيق العملي على أرضية الواقع ثم تقرر أنَّها عقدت العزم على إتخاذ اجراء عملي بحق اسرائيل يضطرها او يجبرها على التخلي عن سياسة التجويع والتعطيش الإباديين الى جانب القتل اليومي بالسلاح العسكري وهما الذين تستخدمهما إسرائيل بشكل واسع واجرامي لا نظير له في تاريخ الإنسانية الوحشي ضد سكان غزة 0
فإذا كان بالتمكين ان يقول انسان لرجل جائع .- انت رجل عليك بالصبر ماذا تقول لإمرأة خاصة إذا كانت حامل جنينها بحاجة الى الغذاء ليبقى يتنفس داخل بطنها أو لديها طفل رضيع يصرخ من الجوع وينتظر ثدي أمه ان يدر عليه حليبا ليرضع ويسكّن جوعه وهي قد جف حليبها بسبب سوء التغذية او لإنعدامها تماما 0
ولقد أكدت هذا الوضع المأساوي والمزري الّذي تعيشه نساء غزة في معناة مزدوجة بالنسبة للأمهات فهي جائعة وعطشانة واطفالها من حولها يموتون من الجوع والعطش والعالم قد تخلى عن انسانيته تجاههم ، فعلى سبيل المثال الشريك الكبير في جريمة حصار وتعطيش وتجويع غزة ترامب يقول ؛- (الاعتراف بأن مشاهد تجويع الأطفال في قطاع غزة «حقيقية» و»لا يمكن اصطناعها»، وهولا يقول ذلك من جانب انساني ولوكان كذلك فبأشارة من اصبعه تتوقف حرب إبادة غزة وتدخل المساعدات الإنسانية إليها ) ولكن من شعور بالقلق على مصالحه ، الذي ينتظر متى تفرغ غزة من سكانها من طريق الإبادة والتهجير لكي يحولها الى مشروع استثماري (ريفيرا الشرق الأوسط) ليحصل منه على الآرباح والمكاسب الاخرى 0
والرئيس الفرنسي ماكرون مشغول بتصريحات اعلامية تفيد على مستوى الإستهلاك الإعلامي ان فرنسا ستعترف بدولة فلسطينية ولكن على الورق فقط وهو يعلم أنّ اسرائيل وامريكا معها والدول الغربية وحتى فرنسا نفسها لن تسمح بإقامة دولة فلسطينية محاددة لأسرائيل وهناك دول تتوافق مع فرنسا مثل اسبانيا وهولندا بهذا الصدد ولنفرض أنَهم صادقون فما الذي يمنعهم من التحرك السريع الآن وهو الوقت الأكثر مناسبة لإقامة الدولة الفلسطينية لكي تضم الفلسطينيين داخل ارضيها وتنقذهم من حرب الإبادة الإسرائيلية والجوع والمرض والعطش والتهجير المستمر منذ ما يقرب من عامين 0
كل المواقف إلإنسانية الرسمية ميؤس منها حتى هيئة الامم المتحدة التي قالت:- إنَّ هناك في قطاع غزة مليون امرأة وفتاة "يواجهن الجوع والعنف والإساءة" على نطاق جماعي، وإنهن يواجهن خيارات مستحيلة بين الموت جوعا أو التعرض لخطر القتل أثناء بحثهن عن الطعام. 0
ومن هذا نستشرف أن لآ أمل ممكن ان يتوخاه اهل غزة من الإنسانية في جانبها الرسمي اما الجانب الجماهيري ايضا لا يصنع شيئا ذا بال في احتجاجاته واعتصاماته ومظاهراته 0ويبقى ألأمل بالله ونعم بالله
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat