جاء في کتاب أخبار الحسن بن علي للامام سليمان بن أحمد الطبراني: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا إبراهيم بن محمد بن ميمون ثنا علي بن عابس عن أبي الجحّاف عن عطية عن أبي سعيد و عن الأعمش عن عطية عن أبي سعيد قال: نزلت هذه الآية: "إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً" (الأحزاب 33) في رسول الله صلى الله عليه و سلم و عليّ و فاطمة و الحسن و الحسين رضي الله عنهم.
وعن السابقون السابقون يقول الامام الطبراني في كتابه: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا يحيى بن عبد الحميد الحمّاني ثنا قيس بن الربيع عن الأعمش عن عباية بن ربعي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: إن الله تعالى قسم الخلق قسمين فجعلني في خيرها قسما فذلك قوله: "أَصْحابُ الْيَمِينِ" (الواقعة 27) و "أَصْحابُ الشِّمالِ" (الواقعة 41) فأنا من أصحاب الميمنة. "وَ أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ * وَ السَّابِقُونَ" (الواقعة 9-10) بيوتا. فجعلني في خيرها بيتا فذلك قوله: "فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ * وَ أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ * وَ السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ" (الواقعة 8-10) فأنا من خير السّابقين. ثم جعل البيوت قبائل فجعلني في خيرها قبيلة فذلك قوله: "شُعُوباً وَ قَبائِلَ" (الحجرات 13) فأنا أنقى ولد آدم و أكرمهم على الله عزّ و جلّ و لا فخر. ثم جعل القبائل بيوتا فجعلني في خيرها بيتا فذلك قوله: "إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً" (الأحزاب 33).
وعن سورتي النصر والضحى يقول الامام سليمان بن أحمد الطبراني: حدثنا محمد بن أحمد بن أحمد بن البراء ثنا عبد المنعم بن إدريس بن سنان عن أبيه عن وهب بن منبّه عن جابر بن عبد الله و عبد الله بن عباس في قول الله عز و جل: "إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَ الْفَتْحُ * وَ رَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْواجاً * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَ اسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً" (النصر 1-3). قال: لمّا نزلت قال محمد صلى الله عليه و سلم: يا جبريل نفسي قد نعيت قال جبريل عليه السلام: "وَ لَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى * وَ لَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى" (الضحى 4-5) فأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بلالا أن ينادي ب: الصلاة جامعة فاجتمع المهاجرون و الأنصار إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم، ثم صعد المنبر فحمد الله عز و جل و أثنى عليه ثم خطب خطبة و جلت منها القلوب و بكت العيون. ثم قال: أيها الناس، أي نبي كنت لكم؟ فقالوا: جزاك الله من نبيّ خيرا، فلقد كنت لنا كالأب الرحيم و كالأخ الناصح المشفق، أدّيت رسالات الله عز و جل، و أبلغتنا وحيه، و دعوت إلى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة، فجزاك الله عنا أفضل ما جازى نبيّا عن أمّته. فقال لهم: معاشر المسلمين، أنا أنشدكم بالله و بحقّي عليكم من كانت له قبلي مظلمة فليقم فليقتصّ مني فلم يقم إليه أحد، فناشدهم الثانية فلم يقم إليه أحد، فناشدهم الثالثة: معاشر المسلمين، أنشدكم بالله و بحقي عليكم من كانت له قبلي مظلمة فليقم فليقتصّ مني قبل القصاص في القيامة. فقام من بين المسلمين شيخ كبير يقال له عكّاشة فتخطّى المسلمين حتى وقف بين يدي رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال: فداك أبي و أمي، لو لا أنّك ناشدتنا مرّة بعد أخرى ما كنت بالذي يقدم على شيء من هذا. كنت معك في غزاة، فلمّا فتح الله عز و جل علينا و نصر نبيّه صلى الله عليه و سلم و كنّا في الانصراف حاذت ناقتي ناقتك، فنزلت عن الناقة و دنوت منك لأقبّل فخذك فرفعت القضيب فضربت خاصرتي، و لا أدري أ كان عمدا منك أم أردت ضرب الناقة. فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: أعيذك بجلال الله أن يتعمّدك رسول الله صلى الله عليه و سلم بالضرب. يا بلال، انطلق إلى منزل فاطمة و ائتني بالقضيب الممشوق. فخرج بلال من المسجد و يده على أمّ رأسه و هو ينادي: هذا رسول الله صلى الله عليه و سلم يعطي القصاص من نفسه! فقرع الباب على فاطمة فقال: يا بنت رسول الله، ناوليني القضيب الممشوق فقالت فاطمة: يا بلال، و ما يصنع أبي بالقضيب و ليس هذا يوم حج و لا يوم غزاة؟ فقال: يا فاطمة ما أغفلك عمّا فيه أبوك، إن رسول الله صلى الله عليه و سلم يودّع الدين و يفارق الدنيا و يعطي القصاص من نفسه. فقالت فاطمة رضي الله عنهما: يا بلال، و من ذا تطيب نفسه أن يقتصّ من رسول الله صلى الله عليه و سلم؟ يا بلال، إذن فقل للحسن و الحسين يقومان إلى هذا الرجل فيقتصّ منهما و لا يدعانه يقتص من رسول الله صلى الله عليه و سلم.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat