صفحة الكاتب : يحيى غالي ياسين

كفر المعصية
يحيى غالي ياسين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.



قال تعالى [ قُلۡ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَۖ فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَإِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡكَٰفِرِينَ ] ال عمران ٣٢

بحسب السياق التاريخي فإن كبار القوم قد خرجوا عن طاعة رسول الله صلى الله عليه وآله قبيل وفاته لا بعدها ، وخير شاهد على ذلك هو عدم طاعته في حادثتين عظيمتين قد عُصيَ الرسول في أمرهما وهو على فراش الفراق ، وهما :

١. رزيّة يوم الخميس / ففي صحيح البخاري : [ حدثنا يحيى بن سليمان ‏‏قال حدثني ‏‏إبن وهب ‏ ‏قال أخبرني يونس عن ‏إبن شهاب عن ‏ ‏عبيد الله بن عبد الله ‏عن ‏ ‏إبن عباس قال : ‏ لما إشتد بالنبي ‏(ص) ‏وجعه قال : ‏ ‏إئتوني بكتاب أكتب لكم كتاباًً لا تضلوا بعده ، قال عمر ‏: ‏أن النبي ‏ (ص) ‏ ‏غلبه ‏ ‏الوجع وعندنا كتاب الله حسبنا فإختلفوا وكثر ‏ ‏اللغط ‏ ‏قال : قوموا عني ولا ينبغي عندي التنازع ‏فخرج ‏إبن عباس ‏ ‏يقول ‏: ‏إن ‏ ‏الرزية ‏ ‏كل ‏‏الرزية ‏ ‏ما حال بين رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏وبين كتابه] .

٢. بعثة إسامة ابن زيد / في البخاري أيضاً : [ حدثنا خالد بن مخلد حدثنا سليمان قال حدثني عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال : بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - بعثا وأمر عليهم أسامة بن زيد فطعن بعض الناس في إمارته فقال النبي - صلى الله عليه وسلم : " إن تطعنوا في إمارته فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل وايم الله إن كان لخليقا للإمارة وإن كان لمن أحب الناس إلي ، وإن هذا لمن أحب الناس إلي بعده ] .

وعليه : فإن ما حصل بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله من انقلاب على الخلافة الشرعية والاعتداء على أهل بيت النبوة هو مجرد تفسير لذلك التمرّد على النبي وكفر المعصية الذي حصل في حياته وقبيل شهادته صلوات الله عليه وآله وفضح للنوايا لا أكثر ..

ويذهب الشيخ احمد سلمان في كتابه ( الصندوق الأسود ) الى أن هذا العصيان هو : [ بمثابة عزل النبي صلى الله عليه وآله ] بحجة [ تأثير المرض على قدراته العقلية ] ..! ، ويضيف [ قولهم " حسبنا كتاب الله " .. كان إنهاءً لكل دور لرسول الله ص في هذه الحياة ] .
ويستنتج الشيخ أحمد سلمان أيضاً أن قول النبي " قوموا عنّي " فيه إشارة قرآنية لقوله تعالى ( ومآ أنا بطارد الذين آمنوا ) وقوله ( ومآ أنا بطارد المؤمنين ) .. فتأمل .
آجركم الله


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


يحيى غالي ياسين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/08/23



كتابة تعليق لموضوع : كفر المعصية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net