صفحة الكاتب : يحيى غالي ياسين

مراجعات فكرية
يحيى غالي ياسين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


( ١ )

الكثير من الآراء والأفكار والمتبنيّات التي التزم بها أحدُنا في مراحل سابقة من عمرهِ وجاءت ضمن سياق ظروف معيّنة وقائمة أولويات محددة قد فرضت نفسَها في وقتها ، وبمرور الوقت إعتدنا عليها وبنينا جميع مواقفنا فيما بعد وفق منظورها الخاصّ حتى انعكست على شخصيّتنا وباتت إحدى أهمّ ملامح هويّتنا .. ومن دون أن نجري عليها مراجعةً دوريةً أو إعادة نظر مرحلية ..

وهذا من الخطأ بمكان ، وهو توقّف لعجلةِ الحياة ونوعُ شللٍ إن لم يكن قتلاً معنوياً لها .. وللمراجعة وإعادة النظر لشخصيتنا وهويتنا الفكرية وبشكل دوري ومرحلي فائدة عظيمة ، لأنها بالتالي تقوم مقام وظيفتين أساسيتين :

الأولى : تعمل على تحديث تلك الآراء والمتبنيّات التي تكون بطبيعتها متغيرة ، كونها بنتَ وقتها ووليدةَ ظروفها ، فقد يحصل بالمراجعة إعادة ترتيب أولوية قائمة إهتماماتنا ، أو نكتشف وجود ضرورة لإضافة شيءٍ ما لها وإنهاء ملفّ شيءٍ آخر .. ففي المراجعة تقييم وتقويم .

الثانية : المراجعة مطلوبة لذاتها حتى وإن كانت نتيجتُها مطابقة لما كانت عليه بدونِ تحديثٍ أو تغيير ، فبالتالي هو نوعُ توكيدٍ لما علينا من التزام وتذكيرٍ لما أهمَلَتْ ذكرَهُ حوادثُ الأيّام ، وكفيلةٌ في إعادة تنشيط تلك الروح التي استهلكتها تفاصيل العمل وإمتهانه أو تراكم الأخطاء وتعاظم المصالح على حساب مبادئهِ وأدبياته ..

فللمراجعة وإعادة الحسابات وفق الوظيفتين الرئيستين أعلاه مُخرجات مهمّة ، فإن لم تُحدث تبدّلاً في المواقف المتخذة وتغييراً مفصليّاً في حياة الشخص وفق الوظيفة الأولى ، فإنها ستعطي نشاطاً وحيويةً جديدة وفق الوظيفة الثانية ..

( ٢ )

للمراجعة الناجحة أسس ومتطلبات ، اُريد التركيز على أمرين منها :

الأول : العقل النقدي
الثاني : الجرأة

وعادةً ما نفهم النقد بجانبه السلبي الذي يبحث عن الأخطاء ومواضع الفشل ويغض النظر عن نقاط القوة والتميّز والنجاح .. بينما النقد العلمي والصحيح هو النقد الموضوعي ، به يتم تقييم الأمور بشكلٍ سليم ومنطقي ينتج عنه حكمٌ وتقييم دقيق وعادل ومقبول ..

والعقل النقدي يحتاج الى خريطة ذهنية ومسطرة قياس سبق وأن اُتقنت أرقامها واُحكمت وحدات قياسها ، فالمسلّمات والبديهيّات والثوابت .. من قياساتها ، والتجارب والخبرات ، وعنصر الزمان والمكان .. منها ، منطلقات الشخص والجماعة وأهدافهم الثابتة كذلك .. وهكذا حتى تطول القائمة وبما يتناسب والموضوع الذي تتم مراجعته والذي لا بدّ أن تكون له قوانينه وضوابطه وأدبيّاته الخاصّة ..

أما الجرأة فهي شرط العملية النقدية وركنها الأساس ، فطرح الاسئلة الكبيرة - التي تحتاجها كل عملية نقد - يحتاج الى جرأة ، والتقييم الموضوعي خارج المصالح والأهواء الشخصية والفئوية يحتاج الى جرأة ، واتخاذ الموقف العملي وفق النتائج المستحصلة يحتاج الى جرأة ..
وينبغي أن لا نفهم التهوّر جرأة ولا الحكم المتسرّع ولا الانجرار وراء النقد غير المنضبط وفق مسطرة قياس معتمدة .. كل ذلك ليس من الجرأة النقدية التي تحتاجها المراجعة الفكرية السليمة .

فمتى ما توفّر هذان الركنان الأساسيان في كل عملية مراجعة نكون قد وضعناها ضمن مسارها الصحيح والفعّال والمُنتج ، وإلا فستكون عبارة عن إنطباعات ذاتية وانفعالات نفسية لا أكثر ..!


( ٣ )

المراجعة الفكرية هي من أهمّ أسباب وطرق تدفق لحظات الإدراك المعرفي التي نحتاج إليها في كل خطوة نقوم بها ، وبهذا يوصي أمير المؤمنين عليه السلام صاحبه كميل [ يا كميل ما من حركة إلا وأنت محتاج فيها إلى معرفة ] .

فالانتماء والتأييد والعداء والنصرة .. بأنواعها ومستوياتها تحتاج دائماً الى لحظات متجددة من المعرفة ، تُبيح لها البقاء وتشرّع لها ذلك الموقف المُتّخذ .. فبقاء المعلول مرهونٌ ببقاء العلّة .

فربما قتلَ أحدُنا صديقاً ونصرَ عدوّاً وهو لا يدري .. بينما بمراجعة بسيطة لإسلوب التعامل قد تتحول العداوة الى صداقة حميمة [ وَلَا تَسۡتَوِي ٱلۡحَسَنَةُ وَلَا ٱلسَّيِّئَةُۚ ٱدۡفَعۡ بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُ فَإِذَا ٱلَّذِي بَيۡنَكَ وَبَيۡنَهُۥ عَدَٰوَةٞ كَأَنَّهُۥ وَلِيٌّ حَمِيمٞ ] فصلت ٣٤ ، فكيف إذا راجعنا مناشىء تلك العداوة نفسها ، فلعلنا لا نجد للكثير منها أثرا ..!!

وكذلك لكل واحدٍ منّا قائمة أخرى خاصة بالحبّ والبغض ، تحتاج منّا ايضاً الى عمليات مراجعة وحالات إدراك معرفي مستمرة ، وينبغي أن تكون هذه القائمة على رأس أولويات المراجعة ، فالحب والبغض لهما التأثير البالغ على التفكير السليم والاعتدال في التعامل مع الآخرين ، " فعينُ البغض تبرز كلَّ عيبٍ " كما قيل .. وعن أمير المؤمنين عليه السلام ايضاً : [ أحبب حبيبك هوناً ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما ، وأبغض بغيضك هوناً ما عسى أن يكون حبيبك يوماً ما ] النهج / ٤

فلو استبدلنا قياساتنا الخاصة في تصنيف من نُحبّ ونبغض الى ما ينبغي أن تكون عليه القياسات هذه لاستطعنا ان نُحدث تغييراً كبيراً فيها ، وعلى رأس ذلك هو الحب والبغض في الله جل وعلا ، عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله [ أوثق عرى الإيمان : الموالاة في الله والمعاداة في الله ، والحب في الله والبغض في الله عز وجل ] .. وعنه ص وآله : [ من أحب في الله وأبغض في الله واعطى في الله ومنع لله فقد استكمل الايمان ] .

فهاتان القائمتان [ العداوة والصداقة ] [ الحب والبغض ] من القوائم المهمّة في حياة أحدنا والتي تحتاج الى مراجعة دورية لما لهما من فعالية محورية في توجيه بوصلة الفكر اتجاه مساحة واسعة من المعرفة ..

فالتحدّي الحقيقي الذي ينبغي أن نعيشه ونخوض غماره هو التوسعة في قوائم الصداقة والمحبة على حساب قوائم العداوة والبغضاء ، ولهذا ورد في وصيّةٍ للقمان الحكيم : [ يا بني ، اتخذ ألف صديق وألف قليل . ولا تتخذ عدواً واحداً ، والواحد كثير ] البحار ج١٣ ص ٤١٤

( ٤ )

لو رجعنا الى سجلّ أهدافنا وفهرست غاياتنا لوجدنا أن الكثير منها عبارة عن وسائل عبور وآليات وصول الى غايات وأهداف أكبر وأبعد منها ، وهي في أحسن حالاتها عبارة عن أهداف مرحلية لا نهائية .. ولكن بمرور الوقت تركنا تلك واستهلكنا أنفسنا بهذه ..!

والتمسك بالوسيلة على حساب الغاية أُس مشاكل البشرية وأشدّ أسباب بُعدها ونأيها عن وظيفتها الحقيقية ، وعلى جميع الجوانب والمستويات ، دينية كانت أم في شؤون الحياة الأخرى ..

فالغلوّ في الدين مثلاً هو إضفاء صفات الخالق على المخلوق ، فيُعبد ذلك المخلوق من دون الله بدلاً من التقرّب به إليه جلّ وعلا ..!
والدكتاتورية في السياسة ، فبدل أن يكون كرسيّ الحكم في خدمة الشعب يصبح الشعبُ خادماً للحاكم ..!
والحزبية والفئوية ، فبدلاً من أن تكون نوع تنظيم وتركيز في العمل تتحول الى عصبية مقيتة تجعل من الظالم مظلوماً مادام يدين بالولاء لها ..
حتى في إتّباع العلماء وتقليد الفقهاء والانقياد خلف القادة والزعماء لم يعد عملاً عقلائياً كما هو منشأه الأساس ، بل بات - عند البعض - ديناً جديداً يعتنقه ومذهباً آخر يدين به غير دين الله ..

وهذا في الحقيقة من الأمراض الاجتماعية التي لا يبرء منها إلا مَن عصمَ الله تعالى ، وعلاجها في المراجعة والتذكير ، فلا بد من التلقين المستمرّ للنفس بالنوايا والمقاصد الأساسية .. فقد ورد أنّ الأعمال بالنيّات ، وإنّ لكلّ امرءٍ ما نوى .

فاستحضار النيّة في مثل هكذا مشكلة هو أسرع طرق المراجعة الفكرية وأنجعها ، وهذا هو دأب الصلحاء وديدن العرفاء ، فتراهم في كل صغيرةٍ وكبيرةٍ يستحضرون أهدافهم العليا وغاياتهم القصوى ، فحياتهم عبارة عن عمل يؤدونه قربةً الى الله تعالى .

( ٥ )

متفقون أن المراجعة تجري على أمور وأحداث ومواقف قد مضت ، أما أن تكون هناك مراجعة لأمور لم تحصل ولم يحن وقت مراجعتها بعد .. فهذا ما تأباه طبيعة الأشياء ..

ولكن للقرآن الكريم منطق آخر ، المستقبل بالنسبة لهذا الكتاب المُعجز كالماضي .. ولهذا نجده يعرض علينا مراجعات سوف تجري فيما ينتظرنا من قابل الوجود ، ولكنها مراجعات في سياق الندم واستحقاق الجزاء وانعدام الثمرة العملية منها ما لو حصلت فقط في وقتها الضائع كما يُقال ، حيث انقضاء الأجل وانقطاع العمل ..

ومن الرحمة الالهية أن تُكشف لنا أوراق هذه المراجعات الآن وتُفتح لنا تلك النافذة الغيبية وتسرق لنا اسئلة أصعب امتحان من أجل أن نعدّ لها العدّة ونحفظ لها الإجابة جيدا وتتحول من فرصة يأس الى فرصة أعظم نجاح إن أحسنّا الاستثمار .. مراجعات صادقة لا تقبل الخطأ من جهة ، والحرجة في توقيتاتها من جهة أخرى ..

فمما يخبرنا به القرآن المجيد مثلاً : تلك المراجعة التي ستحصل عند نزول الموت ، وعندما يحين وقت الفراق وإعلان انتهاء زمن المنافسة في هذه النشأة ، حين يمرّ على ذاكرتنا شريط الحياة وتظهر لنا معالم جزاء ما جنيناه على أنفسنا في طبيعة وشكل ملَك الموت - الذي يختلف بحسب ما ورد من شخصٍ الى آخر وبحسب عمله - ، هناك يأتي النداء الأخير من قرارة أنفسنا ولكن ولات حين مندم : [ حتَّىٰ إِذا جآءَ أَحَدَهُمُ ٱلۡمَوۡتُ قالَ رَبِّ ٱرۡجِعُونِ ، لَعَلِّيٓ أَعۡمَلُ صَٰلِحٗا فِيمَا تَرَكۡتُۚ كـَلَّآۚ إِنَّهَا كَلمَةٌ هُوَ قَآئِلُهَاۖ ومِن ورَآئِهِم بَرۡزَخٌ إِلَىٰ يَوۡمِ يُبۡعَثُونَ ] ..!

ويُفشي لنا القرآن الكريم ايضاً سرّ مراجعةٍ أخرى تنتظرنا في منزلٍ آخر من منازل سفر الآخرة ، في يوم الحساب ونحن ننوء بكتابِ أعمالنا ، ذلك الكتاب الذي لا يغادر صغيرةً ولا كبيرةً إلا أحصاها ، هناك يأتينا الأمر بالمراجعة وقراءة ما كسبته أيدينا [ وكُلَّ إِنسَٰنٍ أَلزمنَٰهُ طَئِرَهُ في عُنُقِهِۦۖ ونُخرِجُ لَهُ يومَ ٱلقِيَٰمَةِ كتَٰبٗا يلقَاهُ مَنشُورًا ، ٱقرَأۡ كتَٰبَكَ كَفَىٰ بِنَفۡسِكَ ٱلۡيَوۡمَ عَلَيۡكَ حَسِيبٗا ] . ثم يخبرنا عن لحظة الندم كنتيجة من نتائج تلك المراجعة المؤلمة في يوم القيامة مع طرق التصحيح .. ولكن بلا فرصة : [ وَيَومَ يَعَضُّ ٱلظَّالِمُ علىٰ يدَيهِ يَقُولُ يَٰلَيۡتَنِي ٱتَّخَذتُ معَ ٱلرَّسُولِ سَبِيلٗا ، يَٰوَيلَتَىٰ لَيۡتَنِي لَمۡ أَتَّخِذۡ فُلَانًا خَلِيلٗا ] .

ويستمر القرآن الكريم في عرض سيناريوهات لمراجعات أخرى تحصل في منازل متأخرة من أحداث الآخرة ، فيحدّثنا مثلاً عن مراجعة تحصل ضمن حوارٍ بين أصحاب النار وخزنتها أجارنا الله وإياكم منها : [ مَا سَلَكَكُمۡ فِي سَقَرَ ، قالُواْ لَمۡ نَكُ منَ ٱلۡمُصَلِّينَ ، ولَمۡ نَكُ نُطۡعِمُ ٱلۡمِسۡكِينَ ، وكُنَّا نَخُوضُ معَ ٱلۡخَآئِضِينَ ، وكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوۡمِ ٱلدِّينِ ] .

هذا استعراض سريع لنماذج من سلسلة مراجعات تنتظرنا في المستقبل قد رُفع غطاء الغيب عنها ، وأدركتنا الرحمة الالهية في معرفتها ، ويستطيع كل واحدٍ منّا تصفية حسابه معها لتعرض عليه وهو في أمانٍ من ندمها وعواقب أمرها .. فالعمل الصالح الآن يرفع عنّا عضة أصبع الندامة في يوم القيامة ، وتسجيل اسماءنا مع المصلّين ، ومع من يُطعم المسكين .. يُنجينا من حرِّ وأهوال الجحيم .. وهكذا .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


يحيى غالي ياسين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/10/12



كتابة تعليق لموضوع : مراجعات فكرية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : رياض سعد عبد الكريم ، في 2025/10/13 .

أستاذنا الفاضل…
زادكم الله توفيقا في ما تفضلتم به من عرض لضرورة المراجعة الفكرية والروحية، فقد أحسنتم فتح باب ثمين في حياة كل إنسان يسعى لتزكية نفسه وتنقية قلبه من شوائب الهوى.
كلماتكم – كما قرأناها – تفتح الأفق للتفكر العميق في النفس ومراجعة ما مضى من أعمال وأقوال وتذكرنا بأن الفكر والروح يسيران معا في رحلة الإنسان نحو الله

غير أن أهل العلم على مر العصور كانوا يذكروننا أن المراجعة الحقة ليست مجرد إعادة نظر خارجية ولا تراكم انفعالات أو تصحيح عواطف بل هي نور يقين يرشّح العقل والروح للتمييز بين الحق والهوى بين الأصل والفرع بين الوسيلة والغاية

فالإنسان حين يراجع نفسه إنما يراجع صفاء قلبه وإخلاص نيته لا ثوابت الدين التي لا تتغير ومقدار قربه من الحق لا تقييم أهوائه أو انطباعاته.

فالركنان اللذان ذكرتم – العقل النقدي والجرأة – يثمران بالفعل حين يكونان مؤطرين بالضابط الإلهي والولاية الربانية وإلا صارا فتنة للهوى

العقل الصادق هو الذي يراجع النفس ويقيس العمل والنية بميزان الكتاب والسنة والجرأة التي تُثمر هي التي تدفعنا إلى مصارحة الذات أولا قبل نقد الآخرين وتحثنا على مواجهة الحقائق في ضوء الهداية الإلهية لا في ضوء المزاج أو الانفعال

أما قوائم الحب والبغض والموالاة والمعاداة فهي من شعب الإيمان كما جاء عن النبي وأهل بيته عليهم السلام لكنها لا توزن بمزاج الفرد أو تجاربه الشخصية بل بميزان الشرع ونور البصيرة
فمن أحب لله فقد أحب ما أمر الله بمحبة ومن أبغض لله فقد سلم من الهوى والفساد.

وهكذا.. المراجعة الحقة تنطلق من تصفية القلب بالنور الإلهي لا مجرد مراجعة ذهنية أو عاطفية.

وبالنسبة للوسائل والغايات فإن الإنسان كثيرا ما ينشغل بالوسيلة ويترك الغاية الكبرى فيغدو العمل آليا دون مقصد ويصير الفكر مظللا بسطحية المظاهر

إلا أن أهل المعرفة يذكرون أن الوسيلة مهما كانت نبيلة إن لم تكن مقربة إلى الغاية الإلهية فهي عبء وإن صفت النية واتحدت مع العقل الموحَّد والشرع صارت طريقا للارتقاء الروحي والمعرفي

وأخيرا… ما تفضلتم به عن المراجعات المستقبلية كما يبيّن القرآن الكريم فهي استبصار للندم قبل فوات الأوان لا مراجعة فعلية بقدرة الإنسان وإنما هي كشف عظيم يذكر القلب بضرورة العمل في الزمن الحاضر ليحول الوعي بها إلى حياة صالحة وقلوب مطمئنة

فالمراجعة الحقيقية هي أن يحاسب الإنسان نفسه قبل أن تُحاسب ويزن أعماله قبل أن توزن ويصوب الطريق قبل أن يغلق باب العمل.

نسأل الله أن يجعل هذه المراجعات بابا لتثبيت القلوب على الحق وتزكية العقول بالنور الإلهي وتجديد الرغبة في محبته وطاعته وأن يوفقنا جميعا لما يحب ويرضى.




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net