(تداووا عباد الله مامن داء إلا وله دواء إلا السام...) حكمة نبي كريم، تلهجُ بها شفاهُ القداسة،أرادت بالناس رحمةعلى مرّ العصور... ولكن اليوم اصبحت حلماً يمر بمخيلة الجميع، ما يفتأأن يذهبَ بعد أن يصطدم بواقعنا الصحي اليوم؛ فالمواطن آيس من النجاة، بعد التطور الحاصل على صعيد التشخيصات المرضية لبعض أطبائنا الأعزاء، والتي أصبحت حسب المثل القائل: (حظك نصيبك)كما يسرد لنا بعض الاخوة المرضى، فنجد أن المريض اليوم يعاني من تعدد الوصفات الطبية، بعد أن يتوجه إلى أكثر من طبيب، دون وجود نتيجة واضحة،أو تشخيص وافٍ لحالته المرضية، او قد لا تكون مرضية أصلاً، ولكنها تحتاج لتشخيص بسيط،أوالحث على الإبتعاد عمّا يضره...
وتلك المراجعات المتكررة والمملة للأطباء، تتم بعد حرب استنزاف طويلة للأموال والصحة من خلال التحليلات وأسعار الدواء المنخفضة - والحمد لله - دون التعريج على أنواع الأدوية المختلفة ذات المناشئ غير المعروفة، ليستسلم المريض بعد ذلك لمرضه متشبثا بالمقولة القاهرة:
(تعددت الأسباب والموت واحد)... هذا اذا كان المريض من الميسورينمعيشياً...
أما بالنسبة للذين لا يمتلكون المال، فقد أصبحت رؤية الطبيب بالنسبة لهم هي إحدى العجائب في بلد العجائب، كون أسعار المعاينات اليوم أصبحت خيالية، ومن حق إخواننا الأطباء رفعها، كون أسعار المواد الأولية التي يستخدمها البعض في التشخيص غالية،ومن مناشئ عالمية لا تتوفر داخل وطننا الحبيب مثل: (السماعة وجهاز قياس الضغط و السرير...الخ)، متخذين من ذلك مضماراً للسباق، للتنافس للقب الأجر الأعلى، دون وضع سقف او حد لهذا الارتفاع!!
متناسين أن مهنة الطب هي مهنة الرحمة، واعتبروها تجارة مربحة في خضم الواقع الاقتصادي المزري، لتصبح هذه العملية اليوم تشكل عبئاًآخر يضاف إلى الأعباء التي ينوء بها ظهر المواطن العراقي، بعد أن تعب لسانه في ترديد مطالبته للإخوة المسؤولين على كافة المستويات...
إذن... الوضع في العراق اليوم بحاجة ماسة إلى وقفة جدية ونظرة فاحصة، من أجل تشخيص مواطن الخلل، ومحاولة إيجاد حلول ناجعة، وليس انصاف حلول لكافة مشاكل هذا الشعب الجريح، وهذا ما سيحصل حسب رأي الاخوة الخبراء والمحللين، بعد أن تتسلمَ الحكومة القادمة مناصبها سنة ألفين و... أو..... والله كريم.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat