صفحة الكاتب : رضوان السلامي

صفاء القلب
رضوان السلامي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 إنّ الدعاءَ يذكّر الإنسانَ بالنّعم، ويدفعه لحمد الله تبارك وتعالى وشكره عليها، وخصوصاً في شهر رمضان المبارك الذي يعتبر أروع مذكر للإنسان، بما أنعم اللهُ عليه من خيرات. إلى جانب ذلك، فانّ الدعاء يهيئ الجوّ الروحي، ويخلق الصفاء القلبي لمن يريد الدخول إلى عتبات هذا الشهر، واستقبال فيوضاته، والحصول على معطياته... هذا فضلاً عن أنّ الصائم من خلال الدعاء، يستمد العون ويطلب التوفيق من الله تبارك وتعالى، لكي يعرّفه بفضله ويعينه على صيامه؛ فعندما نقرأ هذه الفقرات من دعاء الإمام زين العابدين (عليه السلام)، التي يرددها بخشوع، إذا دخل شهر رمضان: (اللّهم صلِّ على محمّد وآله، وألهمنا معرفة فضله، وإجلال حرمته، والتحفّظ ممّا حظرت فيه، وأعنّا على صيامه بكفّ الجوارح عن معصيتك، واستعمالها فيه بما يرضيك، حتّى لا نصغي بأسماعنا إلى لغو، ولا نسرع بأبصارنا إلى لهوٍ، وحتى لا نبسط أيدينا إلى محظور، ولا نخطو بأقدامنا إلى محجور..)، نلحظ بل ندرك بكل وضوح تجليات صفاء القلب ونقاء السريرة في كيفية الدعاء وطلب الحاجة من الخالق جل وعلا.
 ويمكن القول بوجه عام، إنّ الصوم يوظف الدعاء في زيادة المعرفة بالله سبحانه وتعالى، ويظهر ذلك جلياً من (دعاء الافتتاح)، وكذلك من (دعاء السحر) - على سبيل المثال لا الحصر - حيث ترسم هذه الأدعية صورة رائعة عن الله تعالى، تتناسب مع عظمته وجلاله، فيتفاعل معها الصائم، وتنطبع في وعيه وتنعكس - بالتالي - على سلوكه.
 ثم إنّ الدعاء من جهة أخرى، يذكّر الإنسان بالنعمة، ويدفعه لحمد الله وشكره عليها، وخصوصاً في رمضان الذي يُعتبر أروع مذكر للإنسان، بما أنعم الله عليه من خيرات، هذا الموقف يثير في نفس الصائم التساؤل: ماذا لو حرم - يوماً - من هذه النّعم أو فقد إمكانية الاستفادة منها، وهل أدى حقّ شكر هذه النّعم العظيمة؟
علامات الاستفهام - هذه - التي ترتسم في نفس الصائم تجعله يشعر بالنعمة أولا، فيشكر الله عليها، ويطلب منه استدامتها، وتجعله بالتالي يتعاطف ويساعد من حرم منها لفقر وفاقة، أو مرض وعاهة... هذا بعد تربوي - آخر - له دلالته، إذ ينمّي لديه حسّاً أخلاقياً بالمواساة ومشاركة الآخرين في مشاعرهم، فيدعو من أعماق كيانه لأن يتوفق لأداء مراسم هذا الشهر المبارك على أتمّ وجه، ويخرج بمحصلة تنفعه في آخرته.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رضوان السلامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/07/31



كتابة تعليق لموضوع : صفاء القلب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net