يَمنعون زائريه من تأدية المناسك بصورة طبيعية، تحت مسميات عدة واهية؛ لا تستند على أبسط دليل عقلي! فهل هذا رد الجميل، لمن أنقذهم من وضع لا يحسدون عليه؟
ففي الوقت الذي نرى ويرى العالم أجمع وبوضوح؛ تجليات عظمة الرسول (صلى الله عليه وآله)، وذلك من خلال الإعجاز الذي غيّر به وجه الجزيرة العربية، وأخرجها من بؤس الجاهلية وشقاء التقاليد الوثنية...
فالجزيرة العربية كانت غارقة في جهل مطبق، وظلام دامس، وفقر مميت، وأن الذي يقارن بين الجزيرة العربية قبل البعثة وبعد البعثة؛ يُصابُ بالذهول مما يراه من التحول الإعجازي الجذري الذي حصل فيها.
وهنا يقول مولانا الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) في كلام يصف فيه هذه الحالة: (بعثه والناس ضلال في حيرة، وخابطون في فتنة، قد استهوتهم الأهواء، واستنزلتهم الكبرياء، واستخفتهم الجاهلية الجهلاء، حيارى في زلزال من الأمر وبلاء من الجهل، فبالغ (صلى الله عليه وآله) في النصيحة، ومضى على الطريقة، ودعا إلى الحكمة والموعظة الحسنة).
ويقول (عليه السلام) أيضاً في وصف الجاهلية قبل البعثة: (أرسله على حين فترة من الرسل، وطول هجعة من الأمم، واعتزام من الفتن، وانتشار من الأمور، وتلظ من الحروب، والدنيا كاسفة النور، ظاهرة الغرور، على حين اصفرار من ورقها، وأياس من ثمرها، وأغوار من مائها، قد درست منار الهدى، وظهرت أعلام الردى، فهي متجهمة لأهلها، عابسة في وجه طالبها، ثمرها الفتنة، وطعامها الجيفة، وشعارها الخوف، ودثارها السيف) الخطبة: 157 / 87.
فتحولوا من غارقين في الصحاري المترامية والجاهلية البائسة إلى حضارة منطلقة؛ أعطت العالم روحاً جديدة، وأفاضت عليه تاريخاً مشرقاً وضاءً...
لكن أنظر كيف يردون الجميل، ذبح وقتل وتهجير وحرق لكل معتقد أو فكر أو قول أو تصرف قد يعيد الأمر الى مساره الصحيح... لكن يبقى الأملُ عند مقدم منقذ البشرية (عج) الذي على يديه سيعودُ الإسلام الحقيقي ولو كره الكافرون.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat