صفحة الكاتب : زيد الحسن

حين حلّقت الطائرات... كانت الأمة تقلب قدر الدولمة !!
زيد الحسن

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 في لحظةٍ كانت الطائرات تحلّق فوق طهران وتل أبيب، وتضرب منشآت نووية بضغطة زر من غرفة عمليات رقمية، كانت الأمة العربية منهمكة في تقليب قدر الدولمة والتأكد من نضوج اللحم واعتدال الملح.
فبينما تُدار الحروب اليوم من الفضاء وتُحسم بالمسيّرات، ما زالت شعوبنا تناقش ما إذا كان التقديم يبدأ بالحلو أم بالمقبلات ، الجيوش الإلكترونية تهجم، ونحن نحشد (جيوش الطباخين )، نستعرض فيها قوة الكرش لا قوة الردع.

يا لها من أمة!
أمةٌ أبدعت في الزردة والمندي، وابتكرت أطول سبحة بزركشة عاجية، لكنها عجزت عن إنتاج مسمار لطائرة ، نستورد السلاح، ونصدّر القصائد،
نحفظ أسماء الغزاة القدماء،
ولا نعرف كيف نمنع غازي اليوم ، أما الجيوش، فصارت ديكورًا في مشهد باهت:
تُرفع الأعلام، تُعاد كلمات النشيد الوطني،
ثم ينتهي العرض... وتبدأ حفلة العشاء.

وفي المؤتمرات: نستنكر ونشجب، نطلب ضبط النفس،
ونطالب المجتمع الدولي ببيان توضيحي ، ثم نختم الجلسة بـ (تشريب لحم ) ومذاكرة حول الطرشي.

أما التعليم، فتلك مأساة بحد ذاتها ،في دول العالم، تُفتح العقول لتبتكر، أما في بلادنا ، وتحديدًا العراق ، فنضع العراقيل في المناهج قبل أن نضعها في الطرقات.
لم نمنح أبناءنا أدوات التفكير، بل منحناهم كتبًا مثقوبة، وامتحانات مفخخة بالفشل.
لم نفتح عقولهم، بل تركناهم يجمعون مخلفات "الفافون" من الأزقة، علّهم يصنعون منها مستقبلاً يليق بأحلامهم المهملة.
نُحمّلهم الأعباء، ثم نلومهم على التعثر، كأننا نرميهم في البحر ثم نعاتبهم على البلل.
في الغرب، الطفل يصنع روبوتًا،في الشرق، الطفل يُمنع من السؤال،
أما في عالمنا العربي؟
فالطفل يحفظ خطبة الجمعة، ويُمنع من التفكير في يوم الاثنين.

نعم، نحن أمة لها تاريخ عريق...
لكنها الآن تعيش على أرصفة الماضي،
تأكل الدولمة وتنتظر من يُطلق صاروخًا بالنيابة عنها.
وفي كل مرة تُقصف فيها عاصمة،
نردّ بقصيدة حماسية،
أو بيان مشترك،
أو طبق كُبّة حامض.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


زيد الحسن
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/06/18



كتابة تعليق لموضوع : حين حلّقت الطائرات... كانت الأمة تقلب قدر الدولمة !!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net