ماستر كارد ،، وماستر حرامي !!
زيد الحسن
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
زيد الحسن

في العراق العظيم، حيث الخيال السياسي يتجاوز الخيال العلمي، صار راتب الموظف والمتقاعد أشبه بـ"الصحن الطائر" في سماء شركات الماستر، تحوم حوله خصومات واستقطاعات وابتسامات صفراء لا تُرى إلا في كشوفات البنك.
من الطبيعي أن ينام المواطن على راتب كامل، ويصحو ليجده مقضومًا كما تقضم الفئران أسلاك الكهرباء. ولا تسأل أين ذهب الفرق، فالإجابات جاهزة دومًا: "رسوم خدمة"، "ضريبة مزاج"، "هامش استثمار"، "سعر قهوة الموظف المسؤول"، وربما "فاتورة تنظيف أزرار الصراف الآلي"!
الماستر كارد؟ لا يا صديقي، هذه "ماستر قَرد"، قفزت على أكتاف المتقاعدين مثل بهلوان جائع، ثم هربت إلى حيث لا رقيب ولا حسيب.
لا أحد يحاسب، لا أحد يشرح، وحتى الصوت الذي يخرج من المواطن المطحون، يُعامل كضوضاء تكنولوجية، أو مجرد "خربطة سيستم". النظام جيد فقط عندما يسحب، لكنه يتجمد فجأة عندما تسأل: "ليش خصمتوا؟"
ومن باب الكوميديا السوداء، نرى الدولة بكل سيادتها، تُعامل هذه الشركات كما تُعامل أميرات القصور: لا يُسألن عما يفعلن. ولو سألت عن التمليك والسيطرة والشفافية، سيجيبونك بعبارة استثمارية تافهة: "دع السوق يُقرر".
نعم، السوق قرر أن تسرقوا المواطن تحت بند "الخدمة".
أي خدمة؟ أنتم لا تقدمون خدمة، بل تُقدِّمون راتب المواطن قربانًا كل شهر على مذبح الصرافات!
ولو استمر الوضع على هذا النحو، لا تستبعد أن تستيقظ يومًا لتجد أن الهواء الذي تتنفسه مملوك لشركة خاصة، وأنك تدفع اشتراكًا شهريًا لتتنفس، وإذا تأخرت في الدفع، يصلك إشعار: "عزيزي المواطن... تم تعليق الرئتين مؤقتًا لحين تسديد الاشتراك. شكرًا لتفهمك."
نعم، نعيش زمنًا أصبحت فيه بطاقة "الماستر" أداة سطو شرعي، و"الاستثمار" يعني النهب الرسمي، و"الذكاء المالي" يعني كيف تسرق دون أن تترك بصمة.
وهنا نطرح سؤالًا بريئًا لكنه لئيم:
متى سنعلن تأميم العراق؟
متى تصبح بطاقات الرواتب بيد الدولة لا بيد مصاصي دماء الكترونيين؟
متى يكون المواطن هو "السيد" لا "الزبون"؟
كفاكم عبثًا، فإن راتب المواطن خط أحمر، لا يمر من خلاله لا استثمار ولا سرقة مقننة ولا رسوم "أبو طحين"!
وإلا، فاستعدوا لليوم الذي يصدر فيه قرار بخصم 10% من ضحكة المواطن لأنها لم تُسجل في شركة "السعادة الوطنية العامة المحدودة للاستثمار السياسي".
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat