تهيئات ترامب كحلم الشيطان بالجنة
محمد الرصافي المقداد
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
محمد الرصافي المقداد

من لم يتعرف على تاريخ أمريكا تستهويه عربدة حكامها، ويقيم وزنا لأحلام رئيسها الحالي دونالد ترامب، الذي يذكرني بما أقدم عليه من قرارات تعسفية، خلال فترة رئاسته الاولى وهذه الثانية، بأسلافه رعاة البقر، من ذوي السوابق في اإانحراف والإجرام، القادمين من أوروبا و جدارة انتسابه إليهم، فقد عبر بالأدلة القاطعة، أنه من طينة وضيعة جدا، لا تقيم وزنا لأي قيمة انسانية.
وتاريخ رعاة البقر في نسبتهم إلى الرجل الأوروبي الأبيض - وهو الذي كان معدودا في حضيض الأجناس البشرية- يمثل نقطة سوداء، يحاول الأمريكيون من ذوي البشرة البيضاء تجاهله ونسيانه، بكل ما تمخض عنه من جرائم، يندى لها جبين البشرية، فلا يختلف قدوم رعاة البقر الأوروبيين في شيء بما قدموه في تاريخهم الأسود، عن جذاذ الافاق الصهاينة القادمين إلى فلسطين من نفس أوروبا، وهم يحملون مشروعهم الإستعماري العنصري في استئصال أصحاب الأرض الفلسطينيين من مدنهم وقراهم، قتلا وتشريدا وتنكيلا.
قاسم مشترك جمعهم في مقام واحد، وهو الإجرام بحق أصحاب الأرض والتاريخ، وأتعجب ممن عمي عن مصادر نشأة هادين الكيانين المجرمين، كيف يرى فيهما مصدر خير، يمكن أن يأتي لأي شعب، مهما بلغت درجة خضوعه ومذلته، امريكا واسرائيل وجهان يجسدان أحلام الغرل في الهيمنة والسيطرة على مقدرات شعوب المنطقة.
لم تخرج أمريكا عن طبيعتها المخادعة، ولا تركت قناعها المزيف الذي يخفي وجهها البشع، ببهرج زيف الحضارة الغربية، فلم يتأخر مفاوض الرئيس الأمركي (ترامب) (ستيف ويتكوف) في التعبير عن رغبته زيارة طهران، ونقل ايضا رغبة رئيسه ترامب في الزيارة، لعل ذلك نابع من عقلية أمريكية، تتمنى أن تصبح ايران بقرة حلوبا، يغتنم منها ترامب مئات مليارات الدولارات، وتفتح سوقا ترتع فيه المنتجات الأمريكية، إنه حلم الشيطان بدخول الجنة.
لا أعتقد أن الأمريكيين وعلى رأسهم ترامب نسوا تاريخهم المخزي في إيران ولا أخالهم أسقطوا من حساباتهم مؤامراتهم المتواصلة ضدها، ويأتي في مختتم يوم أول من مفاوضات غير مباشرة ليعبر لوزير خارجية إيران (عباس عراقجي) عبر الوسيط العماني،عن رغبة حمقاء بزيارة بلد مصنف عندهم راعيا للإرهاب، بمصطلح أمريكا أم الإرهاب بجميع مصطلحاته وعناصره.
طلب يعرف الامريكيون جيدا أنه غير قابل للتلبية من جميع النواحي الاخلاقية والقانونية لا في المدى القصير ولا البعيد، في بلد أسرع مباشرة بعد انتصار ثورته، واسقاط نظام طالما اعتبر نفسه تابعا لامريكا، ونبع شعارها الثوري(الموت لأمريكا) بأصوات هادرة، من شعب تضرر كثيرا من سياستها الخرقاء، وأطلق عليها قائد ثورتها الإمام الخميني مؤسس نظامها الإسلامي لقب (الشيطان الأكبر)، فكيف لممثلي الشيطان أن يزوروا إيران، وشيطنتهم لا تزال ماضية في التعرض لإيران بمختلف الإساءات والاضرار.
إيران خرجت بثورتها الإسلامية من وضع العمالة للإستكبار والصهيونية، إلى وضع العزة والكرامة، التي حولتها من بلد تابع لقوى الاستكبار العالمي، إلى بلد ثوري صاحبة مشروع تحرري عالمي، أساسه تحرير فلسطين، ومنه إلى تخليص العالم من كافة أشكال الإستغلال والعبودية لقوى الغرب الإستعمارية، وقد برهنت إيران على مصداقيتها بدعمها لحركات التحرر الفلسطينية واللبنانية واليمنية والعراقية، وهي دائبة على هذا النحو من المساندة العملية إلى تحقيق أهدافها في تخليص الشعوب المتضررة من أخبث استعمار عرفه التاريخ.
إيران تدرك جيدا أنه لا فائدة من المفاوضات مع أمريكا، لكنها سياسيا تناور بما يثبت للعالم عدم مصداقية أمريكا، الوقت يمضي لصالحها، فلا يرتاب شاك فيما تقوم به من اجراءات ومواقف سياسية، فأهلها أصحاب إيمان وعلم وسياسة وحكمة، مفاوضات أمريكا مع إيران كحلم الشيطان بالجنة، وهل يمكن أن يدخل شيطان الجنة؟
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat