حوارية (١٣٩) طغت النزعة المادية في حياتنا فبتنا نعيش الأنانية ..؟
زاهر حسين العبدالله
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
زاهر حسين العبدالله

👆السائل:
طغت النزعة المادية في حياتنا فبتنا نعيش الأنانية وفقدنا قيمة الإنسان فكيف نخرج من هذه الحال؟
رأيت مقطعاً هزني من الداخل وهو يتحدث عن واقع الناس اليوم ونظرتها المادية التي صارت تقتصر على مقدار التقدم التقني والتكنولوجي والأبراج والساحات والرفاهية والقصور والألعاب ومتع الحياة التي لا تشبع منها النفس ولو انغمست فيها ألف مرة، وفقدنا بذلك قيمتنا الإنسانية وعلاقاتنا الاجتماعية فقد تعيش سنوات لا تعرف جارك ولا تستمتع بعلاقات حانية مع أرحامك ولا تشارك مجتمعك أفراحهم وأحزانهم فأصبحنا كبعض الدول التي غرقت في المادية فأصبح الإنسان فيها أشبه بالآلة عديم المشاعر والأحاسيس الإنسانية فمتي يرون عملاً بسيطاً إنسانياً كحمل شيء من الأرض ورميه في القمامة يبدأ التصفيق والإعجاب وكأنه صنع الذرة أو أمسك مسناً يعبر به الشارع حتى بدأ مشروعاً يسن للتطوع وكأن التطوع والمساعدة واحترام الكبير لا توجد بالفطرة في الإنسان فما هو المخرج من هذا النفق المظلم الذي يعصف بمجتمعنا أرجو أن تبين لنا من أين نبدأ كي لا نقع فريسة المادية المقيتة في جانبها السلبي ونستثمر هذا التطور في تعزيز قيمتنا الإنسانية فيه ؟
✋الجواب: بسمه تعالى
مقدمة هامة:
أن التقدم وتطور البلاد في مختلف الميادين في حد ذاته حسن وتسعى الدول والشعوب أن تكون سباقة في التطور في مختلف جوانب الحياة لكن لا يكون هذا التطور على حساب بناء الإنسان وأخلاقه وقيمه ومبادئه وعلاقاته وروحه التي من أجلها خلقها الله سبحانه وتعالى وعليه يكون العلاج بما يلي :
أولا:
البداية تكون من صلاح النفس فقد ورد في الرواية
نهج البلاغة: قال (عليه السلام): من أصلح ما بينه وبين الله سبحانه أصلح الله ما بينه وبين الناس، ومن أصلح أمر آخرته أصلح الله له أمر دنياه، ومن كان له من نفسه واعظ كان عليه من الله حافظ.
وورد عنه عليه السلام
أنه قال : لكل امرئ عاقبة حلوة أو مرة وقال (عليه السلام): من أصلح سريرته أصلح الله [له] علانيته، ومن عمل لدينه كفاه الله أمر دنياه، ومن أحسن فيما بينه وبين الله كفاه الله ما بينه وبين الناس. (١)
إذا الخطوة الأولى والأهم صلاح النفس وتوثقها بعلاقة صافية مع الله سبحانه وتعالى.
الثاني:
نأخذه أيضا من سيد الموحدين في وصيته الخالدة التي هي منهاج حياة لتعزيز قيمة الإنسان وعلاقته بمن حوله.
حيث قال :
أوصيكما وجميع ولدي وأهلي ومن بلغه كتابي بتقوى الله ونظم أمركم، وصلاح ذات بينكم، فإني سمعت جدكما صلى الله عليه وآله يقول: " صلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام "
والله الله في الأيتام فلا تغبوا أفواههم ولا يضيعوا بحضرتكم.
والله الله في جيرانكم فإنهم وصية نبيكم ما زال يوصي بهم حتى ظننا أنه سيورثهم. والله الله في القرآن لا يسبقكم بالعمل به غيركم. والله الله في الصلاة فإنها عمود دينكم. والله الله في بيت ربكم لا تخلوه ما بقيتم فإنه إن ترك لم تناظروا. والله الله في الجهاد بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم في سبيل الله. وعليكم بالتواصل والتباذل. وإياكم والتدابر والتقاطع. لا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيولى عليكم شراركم ثم تدعون فلا يستجاب لكم. (٢)
لو التزمنا بهذه النقطتين منهم عليهم السلام وروضنا أنفسنا عليها ومن تحيطه عنايتنا من ولدنا وأهلنا فلن تطغى المادية على أنفسنا هذا والله أعلم والهادي إلى سواء السبيل.
والحمد لله رب العالمين.
المصادر:
(1) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٦٨ - الصفحة ٣٦٧.
(2) نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج ٣ - الصفحة ٧٦.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat