(الشهيد وطن من دون حدود) // سماحة السيد الشهيد عز الدين بحر العلوم قدس سره
د . تقى محمود السعدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . تقى محمود السعدي

من يدرك صرخة الشهيد وهي تسري في دم الكلمة يعرف أن البكاء كالورد في جنائن السبيل، وأنا قد لا يباغتني الألم لأني أعرف أن الشهادة هوية عز وتربية بيت وانتماء.
السيد عز الدين بن علي بن هادي بحر العلوم ولد عام 1933م في النجف الأشرف، قرأ مقدماته الأدبية والعلمية على يد أساتذة الحوزة العلمية ثم حضور دروس الأبحاث العالية عند أكابر علماء الحوزة أمثال السيد محسن الحكيم و أبو القاسم الخوئي والشيخ حسين الحلي، وقد عنى به الشيخ الحلي من الناحية الدينية وكان معلمه الأول حتى شب وتتلمذ على يديه في علوم الفقه والأصول، فكتب تقريراته وطبعت في كتابه (بحوث فقهية) في مسائل جديدة وأسلوب رصين في الفقه مع التنقيح والزيادة منه قدس سره وبراعه في الأسلوب والاستدلال.
عميقة هي الرؤى التي تأخذني إلى عوالم الشهداء العلماء بنقاء الحرف المزكى بالحزن الشديد، لتزكو عبر هذه التضحيات (يا حسيناه) ويحلو المصير.
فأقرأ.. امتاز السيد الشهيد عزالدين بحر العلوم (قدس سره) بذهنية وقادة وحنكة معروفة وتدبير وتصريف لمشكلات الأمور الاجتماعية، خصوصاً (لما امتازت به عائلة آل بحر العلوم في الوسط العشائري) إلى غير ذلك من كمالاته النفسية التي نشأ وتربى عليها.
كان (قدس سره) من مدرّسي الحوزة العلمية في النجف الأشرف لسنين طوال حتى استفاد منه جمع كبير من طلبة الحوزة العلمية لبيانه الجميل وأسلوبه المتين، كما كان إمام الجماعة في الصحن الحيدري الشريف للإمام علي (عليه السلام) ومسجد السقاية.
بعض الحزن يستنهض الهمم فأعدو إلى الذكريات النازفة وأنا أعرف تماما أن العلم والثقافة والدين هم أكثر أعداء الطغاة، فالعلم ثوره تهدد أركان الطغيان لذلك هم يخافون العلماء
كتب (قدس سره) في مختلف المجالات العلمية والثقافية والأدبية وعالج قضايا اجتماعية مهمة، وسلّط الأضواء على تراث أهل البيت (عليهم السلام).
من مؤلفاته:
ـ بحوث فقهية/ الحجر وأحكامه/ اليتيم في القرآن والسنة/ أضواء على شرح دعاء كميل/ الطلاق أبغض الحلال إلى الله/ الإنفاق في سبيل الله/ التقليد في الشريعة الإسلامية/ أنيس الداعي والزائر/ المعجزة في نظر العلم.
وعثر بعد شهادته على عدة مؤلفات لم تر النور أيام حياته (قدس سره)، وحالياً العمل جاد على إخراجها لترفد الساحة الإسلامية بفيض علمه.
علمني حزن العلماء.. إنه بلا انكسار، يحمل حلم الحرية والثورة وفي الانتفاضة الشعبانية المباركة كأن الانتماء هويه شعب وصرخة (وا حسيناه).
كان له دورا متميزا لهذا اختاره سماحة المرجع الدين الكبير المغفور له الإمام أبو القاسم الخوئي ليكون أحد أعضاء اللجنة المركزية للانتفاضة الشعبانية، ورد اسمه تحت التسلسل (4) في البيان الصادر في 20 شعبان 14 11 هجرية
يرى البعض أن قلب المودة يحمل صوت الشهداء، وأنا أرى أن صوت الشهيد يحمل قلوب الأحبة وهي تنبض بالولاء.
للشهيد قامة وطن، وطن من غير حدود، لأنه يمتد عبر الوجدان إلى المصير، بعد الانتكاسة التي حلّت بالشعب العراقي كان حصاد هذه الأسرة التشريد والسجون والتعذيب والقتل على يد قوى النظام البعثي الاستبدادي الجائر، فقد اعتقل السيد عزالدين بحر العلوم (قدس سره) مع سماحة الإمام الخوئي (قدس سره) ومجموعة كبيرة من علماء وأساتذة النجف الأشرف، وحتى سقوط النظام عام 2003م
عُرف أن السيد عزالدين قد أعدم من قبل نظام البعث المجرم ولا يوجد رفات ولا قبر له لحد الآن.
فلنتوج هامة هذه الذكرى بقراءة سورة الفاتحة على روحه وأرواح الشهداء.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat