عندما يجبر المسؤول على الاستقالة!؟
علاء كرم الله
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
علاء كرم الله

الثقافة عنوان كبير و شامل لكل مفاصل ومفردات الحياة! ، ومن الطبيعي أن الأنسان الذي يمتلك الكثير من تلك الثقافات ، لا شك أنه يحظى بالاحترام والرضا والقبول والمحبة والتقدير في المحيط الذي يعيش فيه ان كان محيط عمل او محل سكن أو أي محيط آخر. في الحياة الوظيفية أضافة الى وجوب وضرورة النزاهة والاخلاص وحسن التعامل مع المراجعين والحرص على المال العام والالتزام بسلوكيات وادبيات وأخلاقيات العمل ، هناك فقرة مهمة وهي ثقافة الاستقالة عند المسؤول! ، عندما يرى ويشعر بأنه غير مناسب للمنصب الذي هو فيه! أو عندما يرتكب خطأ كبيرا ويتجاوز على المال العام وما الى ذلك من جرائم تدخل بالتوصيف القانوني بأنها جرائم مخلة بالشرف! . ومع الأسف أن غالبية الدول العربية ان لم أقل جميعها من الممكن أن تجد وتعرف كل الثقافات عندهم ألا ثقافة استقالة المسؤول!؟ ، فهذه الثقافة من سابع المستحيلات أن تجدها لدى المسؤولين في الدول العربية! ، فالكل تربت على مقولة ( أعطني أمارة حتى على كومة من حجارة!) ، ومن الطبيعي أن العراق واحد من هذه الدول التي لا يعرف بل لا يؤمن مسؤوليها على اختلاف مناصبهم ودرجاتهم الوظيفية العسكرية منها والمدنية بشيء أسمه الاستقالة من المنصب!؟ ، بل زاد العراق عليهم بذلك! ، انه من بعد الاحتلال وصل المنصب والمسؤول ، في ظل المحاصصة ، الى مرحلة التقديس! ، فلا يجوز لرئيس الحكومة ( المكبل بقيود المحاصصة!) أن يقيل أية وزير أو مدير عام أو أي مسؤول في منصب آخر ، حتى ولو كان ( جايجي!) مهما بلغ من فساد وقصور في العمل ومهما سرق ونهب من المال العام ، وحتى لو أدين و كانت عليه مليون وثيقة أدانة!! . ومع الأسف أن ثقافة استقالة المسؤول غير موجودة في العقل العربي الجمعي! ، ان كان رئيس أو وزير أو غفير! حتى لو حرق الدنيا كلها وتسبب في كوارث وحروب رهيبة على البلاد! ولو نهب المال العام كله ، وكما قال الفيلسوف العربي الكبير ( أبن خلدون ، آفة العرب الرئاسة)! ، وفي الحقيقة أن حب الرئاسة ، هي أحد امراض العرب المزمنة والتاريخية والتي كانت سبب تخلفهم وتراجعهم عن بقية الأمم عبر التاريخ أن كانوا يعلمون بذلك أو لا يعلمون! . ندخل الى صلب الموضوع ، ونقول ، ماذا لو سارع محافظ واسط السيد (محمد المياحي) مع كل التقدير والاحترام له ، وعلى أثر فاجعة (الهايبر ماركت) الرهيبة ، الى تقديم استقالته فورا ، ويعقد مؤتمرا صحفيا يوضح فيه الأسباب ، وأين كان الخلل والقصور في الموضوع ، ويعتذر للحزب الذي رشحه ، وقبلها لذوي الضحايا ، معربا عن أسفه عما حدث وأنه هو المسؤول عن ذلك ، باعتباره هو المحافظ وهو المسؤول عن إدارة شؤون المحافظة الصغيرة والكبيرة منها . ألم يكن قد كسب احترام الجميع واولهم ذوي الضحايا؟ وعموم أهالي واسط؟ ، ثم أنه بتصرفه هذا يعطي درسا كبيرا في الوطنية ومعنى أن تكون مسؤولا!؟ ، ولكان قد دخل التاريخ السياسي الحديث في العراق! بأنه أول مسؤول عراقي من بعد الاحتلال يتصرف بهذا الشكل!؟ و لتناقلت الأجيال موقفه هذا !؟ ، أليس هو الصحيح في مثل هكذا أمور يا سيادة المحافظ المحترم؟ ، ولكن ومع الأسف يا أستاذنا الفاضل ، أنك لم تفعل ما كان بودنا أن تفعله!؟ ، بل أنك زدت من غضب الشارع الواسطي ، وعموم أهالي واسط ، وحتى البرلمان ، والمراجع الدينية بإصرارك على البقاء!! وبألقاء التهم ومسؤولية ما حدث على ( مدير البلدية ، ومسؤول الدفاع المدني وغيرهم! ، واستمريت بالمماطلة لمدة أسبوع من اجل بقائك في منصب المحافظة! ، حتى خرجت تظاهرات جماهيرية عارمة غاضبة تطالب بإقالتك!؟ ، وكاد الأمر أن يتطور الى ما لا يحمد عقباه! ، فلم ينفعك حزبك ولا توسطاتك ولا تصريحاتك بأن الموضوع حدث من أجل تسقيطك حزبيا قبل الانتخابات!! ، لم ينفعك كل ذلك ، فتم اجبارك على الاستقالة!!؟، وهناك فرق كبير ياسيادة المحافظ ، بين أن تستقيل بمحض ارادتك حافظا لماء وجهك وكرامتك ، وبين أن يطالب الجميع بإقالتك ، غير مأسوف عليك ، تلاحقك اللعنات ودعاء من فجعوا بأبنائهم بالمحرقة! ، أليس كذلك يا سيادة المحافظ المحترم؟ ، وهل من متعض؟
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat