صفحة الكاتب : يحيى غالي ياسين

 ولنا في [ أصحاب الحسين ع ] أسوة حسنة / ٧
يحيى غالي ياسين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 قال تعالى : [ قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين ] الزمر ١١

الإخلاص : من خلص ، وهو ( تصفية الشيء وتنقيته عن الشوب والخلط ) .
وفي المصطلح : هو إفراد الحق سبحانه بالقصد في الطاعة .
من كلام لأمير المؤمنين ع : ( وأخلص لله عملك وعلمك ، وحبك وبغضك ، وأخذك وتركك ، وكلامك وصمتك ) شرح غرر الحكم ج٢ ص٢٠٩

والإخلاص في طاعة الله درجة لا ينالها كل أحد ( وَمَا يُؤۡمِنُ أَكۡثَرُهُم بِٱللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشۡرِكُونَ ) يوسف ١٠٦

وبعض الأعمال القربية يدور قبولها مدار أخلاصها ، فالرياء يبطل الصلاة مثلاً .. وبعض الأعمال يدور كمالها مدار الإخلاص ، فكانت ضربة علي عليه السلام يوم الخندق تعدل عبادة الثقلين .. لأنه سلام الله عليه جاء بها خالصة لله وحده ..

والكلام في الإخلاص متشعب وكثير ولكننا بين يدي أصحاب أبي عبدالله الحسين عليه السلام الذين نصروه بعد أن خرجوا من كل متعلقات الدنيا ، وتركوا وراءهم كل مايشوب هذه الطاعة العظيمة ، فبعضهم طلق زوجته ووهب ماله والتحق بأبي عبدالله عليه السلام كما فعل زهير بن القين ، وبعضهم ترك منصبه كما فعل الحرّ الذي كان أحد أمراء الجيش الأموي ، وبعضهم كان شريفاً في قومه وسيّداً في عشيرته كحبيب بن مظاهر الأسدي وعابس الشاكري .. وبعضهم ترك شبابه وزهرة عمره لأبي عبدالله ..

ولعلنا نجد في موقف بشير بن عمرو الحضرميّ مثالاً ناصعاً وأسوة حسنة ، فعندما بَلَغَه أنّ ولده ( عمرو ) قد أسره الديلم في ثغر الرّيّ ، فقال له الحسين عليه السلام : "رحمك الله ، أنت في حلّ من بيعتي ، فاذهب واعمل في فكاك ابنك "، فأجاب : " أكلتني السباع حيّاً إن أنا فارقتك يا أبا عبدالله " .

هؤلاء الصفوة وصل إخلاصهم لأبي عبدالله الى حدّ بذل المهجة كما ورد في سجود زيارة عاشوراء [ وثبت لي قدم صدق عندك مع الحسين وأصحاب الحسين ، الذين بذلوا مهجهم دون الحسين عليه السلام ] ، وهذا هو شرط الالتحاق بالامام عليه السلام والمعيار الذي وضعه عليه السلام للانتماء لهذا الركب [ من كان باذلاً فينا مهجته موطناً على لقاء الله نفسه فليرحل معنا ] .
والمهجة هي دم القلب ، ويقال بذلت له مهجتي أي بذلت له نفسي وخالص ما أقدر عليه . ومهجة كل شيء : خالصه .

ونحن بأمس الحاجة الى التأسي بهذه الصفوة الخالصة الذين أدركوا الفتح مع الحسين بنياتهم الصادقة وعملهم الخالص لوجه الله تعالى حتى باتوا شعلةً وضّاءة على مدى الدهور والأيام ، فنحن نحتاج الى عقد النية الخالصة في أي عمل نقوم به لله ، فحضورنا لمجالس الحسين وإطعام الطعام في ثوابه والذهاب لزيارته والمشاركة في إحياء قضيته بأي نحو من الانحاء ، وكذا الكتابة فيما يتعلق بثورته المباركة أو نظم الشعر وأي عمل أدبي أو معرفي .. وسنرى بعد ذلك اي بركة ستحلّ وأي باب سيفتح ..!!

أما آنَ عما أنت فيه متابُ
وهل لك من بَعْدِ البعاد إيابُ
تقضَّت بك الأعمار في غير طاعةٍ
سوى عمل ترضاه وهو سرابُ
إذا لم يكن للّه فعلُك خالصاً
فكلُّ بناءٍ قد بنيتَ خرابُ
فللعمل الإِخلاصُ شرطٌ إذا أتى
وقد وافقتْه سنةٌ وكتابُ


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


يحيى غالي ياسين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/08/02



كتابة تعليق لموضوع :  ولنا في [ أصحاب الحسين ع ] أسوة حسنة / ٧
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net