الإِصلاحُ اللازمُ اقترانًا بمطالبِ تشرين/ ٢٠١٩
د . علي عبدالفتاح الحاج فرهود
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . علي عبدالفتاح الحاج فرهود

في ظلِّ الأَحداثِ التي تَكُونُ عَنِ مواقفِ السياسيين العراقيين ذوي القرارِ المؤثرِ الفاعلِ ؛ فإِنَّ اللازمَ عليهم هم أَنفسُهم أَنْ يُثبتوا بالتنفيذِ القاطعِ الآنيِّ العملَ بالإصلاحاتِ الأولى بموجبِ القانونِ الإلهي ، واحترامُه ، ثم العملَ بالإِصلاحاتِ الأُخرى اللاحقةِ بموجبِ القانونِ الوضعي العادلِ التنظيميِّ للحياةِ. فكيف بمن يُنادي بالإصلاحِ بلسانٍ صباحيٍّ ، وهو جريءٌ على اللهِ تعالى بفِعْلٍ شيطانيٍّ مُفسِدٍ ليليٍّ ؟!
إِنَّ قِوامَ هذين الإِصلاحَِين المتعاقبَين يستدعي الإِيمانَ ، والنفسَ الطيبةَ ، وحبَّ الوطنِ ، ونُكرانَ الذاتِ ، وتغليبَ المصلحةِ العامةِ ، وأداءَ التكاليفِ الشرعيةِ ، والرسميةِ ، والاجتماعيةِ بلا أَدنى تقصيرٍ مقصودٍ.
وإذاما حققنا الإصلاحَ الذاتيَّ أَساسًا ؛ صار المجازُ يسيرًا إلى تحقيقِ الإصلاحِ السياسي والإداري. أَ لم يُثبتِ القرآنُ هذه الحقيقةَ بقولِه تعالى: ((ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللٰـهَ لمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعمَةً أَنعَمهَا علَىٰ قوْمٍ حتَّىٰ يُغَيِّرُوا ما بأَنفُسِهِمْ ۙ وأَنَّ اللٰـهَ سمِيعٌ علِيمٌ)) [الأنفال/٥٣] ؟! وهذا ما أَكده الإمامُ عليٌّ (عليه السلام) بقولِه الإِرشاديِّ: (قد أَضاءَ الصُّبحُ لذِي عينَينِ) ؛ فدونَكم بلدَكم انتصروا له ، ولا تُهلِكوه أكثرَ مما هو فيه. إِنَّ فيه من الخيراتِ ، والكفاءاتِ ما جعله محطَّ أَنظارِ الدولِ الاستعماريةِ العالميةِ الكبرى ، والدولِ الإِقليميةِ الطامعةِ. فلماذا لا يكونُ محطَّ إِخلاصِكم ، وحُبِّكم ، وتفانيكم ، وبنائِكم أَنتم ؟! أَوَليس هو بيتَكم ، وهُوِيَّـتَكم التي تعتزُّون بها انتماءً ، وتغترفون من فيضِ نميرِه سِقاءً شافيًا راويًا لكم ؟!
اللهُـمَّ صلِّ على محمدٍ وآلِ محمدٍ كما صلَّيتَ على إِبراهيمَ وآلِ إِبراهيمَ في العالَمين ، ومَكِّن للغَيارَى ، الوطنيين ، المخلِصين ، العارفين ، واقطعْ يدَ كلَّ سارقٍ وجاهلٍ متجبِّرٍ يدعي أَنه (أبو القانون) ، واخْزِ كلَّ فاسد مُتسلِّطٍ أَوصله الجاهلون ، واقمعْ كلَّ متخبِّطٍ يدَّعي الإِصلاحَ وهو مأفون
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat