كتابات في الميزان
كتابات في الميزان

مذكرات أقدم مدرس تاريخ في كربلاء الأستاذ عبد الرزاق الحكيم  (زعفر جني)


لاحظ الأستاذ عبد الرزاق تكرار سؤالي عن الجن؟
 أريد أن أعرف حقيقة وجودهم، لهذا نظر لي في أحدى الجلسات وقال:
-  ليس هناك خلاف بين المسلمين في وجود الجن، لأن الله سبحانه وتعالى صرح بخلق الجن في آيات عديدة من القران الكريم ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ وقوله تعالى ﴿وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ﴾ سورة الحجر، الآية 27، وانزل سبحانه سوره تسمى سورة الجن، وقد تحدث الله عز وجل فيها عن الجن وآيات كثيرة تحدثت عن الجن، ﴿وَحُشِرَ لِسُلَيْمَٰنَ جُنُودُهُۥ مِنَ ٱلْجِنِّ وَٱلْإِنسِ وَٱلطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ﴾، وآيات كثيرة تبين لنا حقيقة وجود الجن
-  لماذا إذا ينظر إلى موضوع الجن وكأنه نوع من الخرافة؟
هذا الموضوع لا شأن له بالجن، وإنما باختلاط الواقع عند الناس في الوهم، لأن الخرافة حلت في أذهان الكثير من الناس.
-  أكيد هناك أحاديث الأئمة "عليهم السلام" تبين لنا وجودهم؟
عن رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" قال الإمام علي "عليه السلام" "إذا خلع أحدكم ثيابه فليسم لئلا تلبسها الجن، فإنه إن لم يسم عليها لبستها الجن حتى يصبح"، وفي بحار الأنوار عن الإمام الصادق "عليه السلام" سمي الجن جنا لهذا السبب أي بتواريه عن الأعين، وما أن انهى حديثا سألني، ما الذي تريده من موضوع الجن؟
- قلت من هو زعفر الجني؟ وأين موقع قبره في كربلاء؟
أجابني في بعض مصادرنا، إن الحسين "عليه السلام" لما كان في موقف كربلاء أتته أفواج من الجن الطيارة وقالوا له نحن أنصارك فامرنا بما تشاء، فقال "عليه السلام" جزاكم الله خيرا، إني لا أخالف قول جدي رسول الله "صلى الله عليه وآله" حيث أمرني بالقدوم إليه وأني والله سأصبر حتى يحكم الله بأمره.
قلت ممكن اطلع على المصادر، فأجاب، محمد بن الحسين النرسي في كتاب معالم الدين والجن للطريحي، من روى عن بعض كتب المقتل، عن نور الأئمة "عليهم السلام" يا ابن رسول الله! أنا زعفر الزاهد، سلطان الجن، وعسكري في هذه البادية، ولقد أعطى أبوك حين غزا الجن في بئر العلم السلطنة لأبي، وبعد وفاته قد انتقلت إلي، فائذن لنا أن نحارب أعدائك هؤلاء.
قال الحسين عليه السلام جزاك الله خيرا يا زعفر
- قلت ربما يعتبرها البعض خرافة؟
 أجابني هي مذكورة عند أهل البيت حسب ما ورد في بعض الكتب، وفي موسوعة الإمام الحسين "عليه السلام" لجنة الحديث في معهد باقر للعلوم "سلام الله عليه" فوجدت فعلا أن القضية كاملة على اليوتيوب اليوم عن زعفر الجني سلطان الجن يرويها العارف الكبير الشيخ بهجت، والرواية تشير إلى إن زعفر "رضوان الله عليه" مات حسرة على الحسين "سلام الله عليه".
الذي أعاد الموضوع إلى الذاكرة بعض المصادر ذكرت أن زعفر الجني حين مات دفن في مدينه كربلاء، وتحديدا في منطقة نهاية شارع السدرة، بالقرب من مرقد الإمام الحسين "عليه السلام" وقالت عدة مصادر خاصة في مواقع الذكاء الاصطناعي أن قبره يقع من ضمن بناية مقام الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف، يزار من قبل الزوار للتبرك والدعاء.،سعيت لمعرفة أصل الخبر واتصلت بمؤرخي كربلاء الدكتور سلمان هادي آل طعمة والمؤرخ سعيد رشيد زميزم وأجابا أن الرواية غير صحيحة، واتفقا على أن في كربلاء كان هناك قبر لداعية من العهد العثماني أي في القرن العاشر وكان هذا الداعية يهتم بالزوار الباكستانيين وجميع الأقاليم التابعة للهند قبل استقلال باكستان عام 1948م، والمصادر التي اعتمد عليها هي مصادر النقل الشفهي من رجال كربلاء الكبار، يقولون توفى ودفن في بيته واسمه الحقيقي هو جعفر جان، ولقبوه بجعفر جني.
كان قبره عند ساحة البلوش ساحة الإمام علي "عليه السلام" وبعد عام 1968م هدم البيت ضمن مساحة التطوير فنقلت رفاته عند الطاق الزعفراني، وذكره الدكتور حسين علي محفوظ حين تطرق إلى فضول البغدادي وقبر جعفر جان الداعية الباكستاني المدفون عند الطاق الزعفراني، وبانتقال الجثمان بعد 1968م ربما توهم البعض أن الطاق الزعفران يعود إليه.

زعفر جني.jpg

التعليقات

لا توجد تعليقات على هذا المقال بعد. كن أول من يعلق!