(مذكرات اقدم مدرس تاريخ في كربلاء الاستاذ عبد الرزاق الحكيم) (خان الباشا)
اسعد عبد الرزاق هاني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
اسعد عبد الرزاق هاني

كان الاستاذ عبد الرزاق الحكيم من المتابعين لإصدارات مجلة التراث الشعبي ،خاصة حين يجد فيها ما يخص كربلاء لذلك هو يحتفظ بجميع الاعداد ،سالته عن سر الاهتمام فقال هي مجلة حقيقية تنشر تراثنا بصدق مما يعزز حب التراث العراقي للناس ،واخرج من مكتبته الجزء الاول من السنة الثالثة والتي صدرت عام 1966 م، بدأ يقلب صفحاتها، وقرب لي الصفحة لإقرأ، كان عنوان المقالة السفاحون في كربلاء في عصرهم الذهبي بقلم هادي الشربتي ،وضع المجلة جانبا :ـ هل تعرف هادي الشربتي نعم شاعر وباحث وناقد كربلائي قال وهل تعرف ان السقائيين كانوا شريان الحياة في كربلاء، لهم مكانة مرموقة في المجتمع خاصة في فصل الصيف حين يجف نهر الفرات ،سالته ومن اين يجلبون الماء اذا جف الفرات؟ ابتسم لي وقال يحفرون ابار في قاع النهر يبلغ عمقها بالمترين تقريبا لذلك يبلغ ثمنها ثلاثة امثال ثمنها الاعتيادي، وكان السقاء يدرك انه يحمل سر الحياه، قال في مصر كانت عندهم حارة خاصة بالسقائيين وفي كربلاء محلات سكناهم متفرقة لكن مقر عملهم موحد هو (خان الباشا) فسالته واين يقع خان الباشا اجابني كان جوار الصحن الحسيني محل تجمع السقائيين يقضون معظم اوقات اليوم وكان هناك مقهى يقع في مدخل الخان هو مركز اجتماعاتهم ومواعيدهم مع بعضهم البعض، وكانت المقهى عبارة عن محكمة تحسم فيها قضاياهم ومشاكلهم بين ابناء الصنف او مع الاخرين وكان عندهم في مقهى خان الباشا شيخ السقائيين وان غاب فيحكم احد الشيبة الموجودين، كان الخان عبارة عن غرف صارت محلات لحفظ المواد والأمتعة والقرب والجرار ولوازم اخرى من برادع والبرادع هو ما يوضع على سرج الدابة وعند البعض البردعة سرج الحمار والجمة وسلاسل الحمير التي تنقل الماء البارد الذي يحفظ في حباب كبيرة مدفونة في الارض، السقاؤون في خان الباشا ثلاثة اصناف قلت مستغربا لديهم اصناف ومراتب وكل عملهم هو نقل الماء الى البيوت؟ اجابني هل تعلم ان لكل صنف وظيفة سالته وماهي وظيفتهم، :ـ الصنف الاول يجمع هذا الصنف اعداد كبيرة من الجراء ( التنك )الطينية الصغيرة تملأ بالليل وفي الصباح يكون الماء بارد فيوزع على المشتركين من اصحاب المحلات والحوانيت باتفاق الثمن ويكون الاشتراك شهريا ، سألته والصنف الثاني؟
:ـ حملة الجرار الكبيرة التي كانت تملأ من مستودعات خان الباشا وكل سقاء له مستودع خاص به كانوا ،يبحثون عن متبرع يوزع الماء الثواب وهذا الصنف مختص بتوزيع الماء على دواوين الدولة لقاء راتب شهري وشيخ السقائين له منزلة في خان الباشا حيث كان يسقي المتصرف والمدراء الكبار، والصنف الثالث حملة القرب يصولون الماء الى البيوت للشرب والغسل والطهي، وتطور البعض منهم فوضع براد خشب على عربة يجرها حصان وجعلوا من صفائح البنزين الفارغة وحدة كيل وكانت لهم في خان الباشا موكب عزاء السقائيين مسيرة موكبهم في العشرة الثانية يدخل صحن الحسين ويختم في صحن العباس عليه السلام ولهم رايات واعلام مزركشة ومذهبة حاملين الكشاكيل وطوس البرنج (الورشو) ولهم ردات حسينية، قلت يبدو ان هذا الخان حيوي ومهم اجابني سالت الدكتور سلمان هادي ال طعمة يوما عن الخان فقال كانت توضع فيه حبوب قاشانية ويجذب الماء لقاء اجور بسيطة يدفعونها للمسؤول عن الخان، وكان السقاؤون يملأون جرارهم من تلك الحبوب ويأتون بها الى الصحن، قلت استاذ انا عرفت الكثير عن عمل السقائيين لكني ما زلت اجهل الخان (خان الباشا) من هو الباشا فأجابني هو والي بغداد حسن باشا بقى واليا لمدة 20 عام وكان محبا لإل البيت عليهم السلام في احدى زيارته لكربلاء انشأ الخان على مساحة 2275 مترا واوقفه لمبيت الزوار، بمرور الزمن اهمل الخان اهمالا شديدا ، يروي السيد صادق آل طعمة في الخان غرف مهجورة يسكنها الفقراء ،والبائسون ويشغلون فيه جانبا كبيرا ،ومن المعلوم ان الخان يقع مقابل الحرم الحسيني المطهر من جهة باب الرجاء كان يتبع على ما يبدو للوزارة الاوقاف ،وصل الاهمال الى ان اصبح الخان غير صالح للاستخدام سألته اين موقعه قال سعى بعض تجار طهران الى اعلان الرغبة بشراء خان الباشا يشيد على ارضه حسينية وكان في مقدمة التجار الحاج غلام حسين واتصلوا بالسيد محمد حسين سيف احد علماء كربلاء كلف الحاج جاسم الكلكاوي احد ادباء كربلاء وصاحب مطبعة اللواء وبمعونة الاعيان تم شراء الارض بمبلغ 7000 دينار جمع المبلغ من تبرعات العراقيين كونه مشروع عام لخدمة زوار الحسين عليه السلام سميت بالحسينية الطهرانية وفي زمن حزب الطغاة غير الاسم الى الحسينية الحيدرية، كان يقام فيها الاحتفال المركزي لميلاد الامام علي عليه السلام قلت له بمعنى ان خان الباشا هو الحسينية الطهرانية قلتها بحرقه وكأني اكتشفت سر العالم
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat