صفحة الكاتب : د . رعد هادي جبارة

الجدل والجدال والمجادلة: دراسة قرآنية لغوية [ق1]
د . رعد هادي جبارة

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

◇خصوصية المفردة القرآنية-42

﷽{وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ ^وَكَانَ ٱلإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً^ }[الكهف:54]

﷽﴿ هَا أَنتُمْ هَٰؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَن ^يُجَادِلُ اللَّهَ^ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَم مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا﴾

[ النساء:109]

 

🔹 تمهيد عام:

   إن الجدل من الظواهر الأصيلة في الفكر الإنساني، ومن خصائص العقل العربي قبل الإسلام وبعده.

  وقد أعاد القرآن الكريم تأهيل المفهوم و توجيهه من (المراء العقيم) إلى <الحوار البنّاء> بالحكمة و الموعظة الحسنة.

   كما أن السيرة النبوية قدّمت تطبيقًا عمليًا راقيًا لفن المجادلة بالحسنى، سواء في محاورة المشركين أو أهل الكتاب أو المنافقين.

 

🔹التحليل اللغوي للمفردة:

 -الجذر (ج د ل) في معاجم اللغة: أصلٌ يدلّ على الشدّ والفتل و الإحكام.

☆المعنى والمرادفات:

الجِدَال , الخِصَام , السِجَال , المُجَادَلَة , المُحَاوَرَة , المُسَاجَلَة , المُنَاظَرَة , المُنَاقَشَة , النِقَاش

-جَدِلَ الرَّجُلُ : اِشْتَدَّتْ خُصُومَتُهُ

-جَدَلَ مُحَدِّثَهُ: غَلَبَهُ فِي الجدل

-جَادَلَهُ فَجَدَلَهُ:اِسْتَمَرَّ الجَدَلُ بَيْنَهُمَا طَوَالَ الوَقْتِ: 

-الجَدَلُ:نِقَاشٌ، مُحَاجَّةٌ جَدَلٌ عَقِيمٌ

-جدل: جِدال، شدّة الخصومة بالباطل

-جَدَل لفظيّ: سَفْسَطة، مماحكة،

(انظر:قاموس المعاني)

-الجدَلُ : طريقة في المناقشة والاستدلال صوَّرها الفلاسفة بصور مختلفة، وهو عند مَناطقة المسلمين: قياسٌ مؤَلَّف من مشهورات أَو مُسلَّمات

-فنّ الجِدال: (الفلسفة والتصوُّف) ضربٌ خادعٌ من المناقشة أساسه استعمال الحجج السُّفسطائيّة، ويقال عن أصحابه إنَّهم يفنّدون كُلَّ شيء دون إثبات أيّ شيء

(قاموس المعاني الجامع)

-جَدَل :-

1 - جِدال، شدّة الخصومة بالباطل :- {وَكَانَ الإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً} 

[انظر:قاموس الكل]

-الجدل في سياق الفلسفة: فن الجدل هو فن المناقشة، وقد يُستخدم بمعنى السفسطة أو المماحكة في بعض الأحيان.

☆الفرق الدلالي بين:

-الجدل: قوة في الحجة والبرهان، وقد يكون محمودًا أو مذمومًا بحسب المقصد.

-الجدال: فعل متبادل بين طرفين، يُستخدم كثيرًا في مواضع النزاع أو الحوار العقلي.

-المجادلة: صيغة مفاعلة تدل على تبادل الحجج بأسلوب حواري، وقد وردت في القرآن غالبًا بصيغة الأمر بالحسنى.

🔹الجدل في ضوء القرآن:

ثمة أنماط للجدل والجدال في القرآن:

-الجدل المحمود: (وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) — حوار يراد به إظهار الحق.

-الجدل المذموم: (مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا) — مراء وجدال لردّ الحق وسنشرحه بالتفصيل.

☆☆الجدال المذموم في القرآن:

 يحرم المراء في القرآن والجدال فيه بغير حق[سورةالكهف:الآية54]

[انظر:المقدم محمد أحمد إسماعيل، سلسلة علو الهمة، مصدر الكتاب: دروس صوتية قام بتفريغها موقع الشبكة الإسلامية]

  ومن أنماط الجدل المذموم في ضوء القرآن:

1.الجدال بغير علم.

2.الجدال فيما طوي علمه واستأثر الله عز وجل بعلمه.

3.جدال التدارؤ بالنصوص القرآنية والسنه النبوية.

4.الجدال في متشابه القرآن.

5.جدال الانتصار للمذاهب.

6.جدال الأغلوطات (وهي ما يغالط به من المسائل).

7.جدال اللَّدود (شديد الخصومة)، وسوء الأدب.

8.الجدال بعد ظهور الحق ونصرة الباطل.

[انظر:محمد مريم عبد الحميد. الجدل والمجمل والمبين في القرآن الكريم]

☆☆الجدل المحمود: 

  هو كل جدل أيد الحق، ودعوة الخلق إلى سبيل الله، والذب عن دين الله، وهو منهج الدعاة إلى الله تعالى من الأنبياء وغيرهم، بأن يجادلوا المعاندين وأهل الباطل بالحجة والبرهان، لإثبات الحق والدفاع عنه وقرع حجج المبطلين، 

قال تعالى ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ١٢٥﴾.

وقوله تعالى: 

﴿وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ﴾

وسنسلط الضوء لاحقا على أقوال المفسرين من الفريقين وأهم المصادر المتعلقة بموضوع الجدل، و غيرذلك

◇يتبع◇


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . رعد هادي جبارة
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/10/21



كتابة تعليق لموضوع : الجدل والجدال والمجادلة: دراسة قرآنية لغوية [ق1]
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net