(مذكرات أقدم مدرس تاريخ في كربلاء الأستاذ عبد الرزاق الحكيم)(خان المزراقجي)    
اسعد عبد الرزاق هاني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 أغلب الأصدقاء اقترح عليّ إعداد سجل أدون فيه جلساتي مع الأستاذ عبد الرزاق الحكيم، من حوارات ونقاشات ومواضيع، رافقتني الفكرة لعلني استذكر بها الكثير مما يفوتني عند الاستذكار الشفاهي، الكلام ليس كالكتابة، أغلب المواضيع لم تكن معدة سابقا، وإنما هو حديث عابر نستوقفه، بدت لي الفكرة صك حرية، حريتي أن اختار أي موضوع أستذكره عبر حياتي اليومية، اليوم مثلا سمعت خان بعنوان غريب خان (المزراقجي) والمعروف أن الخانات في كربلاء أنواع خانات خارج المدينة على طريق كربلاء نجف كربلاء حلة كربلاء بغداد.

 أتذكر أني سالت الأستاذ عن موقع خان المزراقجي؟
ـ كان في أوائل القرن التاسع عشر، تحولت هذه الخانات إلى قرى تجارية يسكنها العرب، ويديرون فيها أمورهم، وتحولت إلى أقضية ونواحٍ، وهي اليوم مدن عامرة، وهناك خانات داخل كربلاء، يقال أن عددها كان يبلغ 57 خانا، وتستخدم كفنادق، ولأغراض تجارية، وحظائر للحيوانات.
وذكر لي بعض الخانات المعروفة، ومنها خان المزراقجي الذي بقى في ذاكرتي لأني لم أسمع به من قبل، سألته أستاذ خان كربلائي لكنه نادر الاسم والعنوان؟
فقال لي: - هو في كربلاء خان تجاري تاريخي مهم، يقع في المدينة القديمة كما وردت المصادر، كان هذا المكان يجمع فيه تجار ومصنعو مواد مختلفة من مواد المزرقجة، سألته ما هي مواد المزراقجة؟
أجابني: - تستخدم لصناعة البرك والأسرّة، وموقعه في قلب كربلاء.
سألت عن تاريخ الخان، أجابني الأستاذ: - يعود تاريخ الخان إلى فترات قديمة مما يجعله جزء من تاريخ كربلاء وثقافتهم، حاولت أن أبحث في المكان عبر ذاكرتي، وما وصل لي عنه، ربما هو موقع سوق قريب عن المدينة، كانت تصنع فيه الأسرة والبرك، لكني وجدته يرد في بعض المصادر أنه خان يقع في منطقة اسمها الحلة، وهي جزء من مدينة كربلاء حسب هذه المصادر، من المعالم الأثرية والتراثية الآن، وفي أغلب المصادر الكربلائية يعد من خانات كربلاء الداخل مثل خان قطب وخان البير وخانات كثيرة.
ذكر لي الأستاذ في حينها أن مصدرا ذكر أن عبد العلي خان أديب الملك في العرش الملكي أيام الشاه ناصر الدين في إيران قام برحله إلى العراق، عام 1856 زار المسيب في طريقه الى كربلاء كتب تناولنا طعام الغذاء في خان المزراقجي ثم تحركنا مسافة فرسخ واحد لاحت لنا قرب المسيب مقبرة محمد وإبراهيم أولاد مسلم بن عقيل، وورد في مذكرات أبو طالب عام 1802م بعد غزوة الوهابيين سرنا 40 ميلا قضينا الليل في خان المزراقجي وهو يقصد من جهة النجف،  المصادر أخذتنا إلى ثلاثة مواقع فريق النجف، ومصدر في طريق الحلة، والثالث يؤكد وجوده بطريق بغداد، قريب خان المسيب، والمصادر ذكرت أن الخان في داخل المدينة، بما أن الخان يرتبط بمهنة وسوق التجارة ربما يكون له أكثر من موقع وأكثر من مكان، المهم علينا أن نبحث في هذه الآثار لنعرف تاريخ وحضارة مدينتنا كربلاء.

الموضوع السابق الذين أضاءوا طريق العميان...  بين خيانة الراعي وصمت السوق ونداء الأرملة

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat