الإنسان خليفة الله في الأرض
عباس عطيه عباس أبو غنيم
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عباس عطيه عباس أبو غنيم

إن الإنسان مخلوق كريم, لما له من دور كبير, وهدف نبيل في الارض, نجدها في بعث الرسل والأنبياء, التي اقتضتها حكمة ومشيئة الله في الانسان, الذي نفخ فيه من روحه, وقد أكد القرآن الكريم قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } 1- إن الحوار عن خليفة الله في الأرض, هو محور الرسالة السماوية, وكيفية اختياره هي من مشيئة الله في خلقه ورحمته لهذا الخلق الكريم ولم يخلق عبثاً ويترك سدى بل له خيارات في الطريق الذي يسلكه الإنسان نتيجة افعاله وإعماله قال تعالى: { وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ ۖ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا }2- .
إن مراحل الحوار بين الخالق وخلقه تبدأ من شهادة الإنسان على نفسه وإرسال الرسل والأنبياء اليهم وإعداد الخليفة الذي يرشد الناس إلى ربه قال تعالى: {قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدَىً فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }3- وهي عملية متلازمة الحدوث بين الامم وهو استمرار يضع الامة للمثول لعملهم قال تعالى: {قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَى *وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى } 4-
يعيش الإنسان بين يدي رحمة الله وسعت رزقه ولن يتركه بين وسوسة الشيطان والتخبط في الشهوات قال تعالى: { أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى } 5- ما لم يسعى الإنسان لرغباته لأن المنهج الأمثل غاية الرحمن في خلقه قال تعالى: { فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } 6- وهي فطرة الله لسلك الخلق للطريق السليم الذي فيه رحمة الله ورضوانه وهي سعادة الانسان في دار الدنيا والآخرة, وإن وسوسة النفس والشيطان في حب الشهوات التي هي كفيلة بانحراف البشر ليصبحوا وقود النار.
1- سورة البقرة الاية 30
2- سورة الإسراء الاية 13
3- سورة البقرة الاية 38
4- سورة طه الاية 123
5- سورة القيامة الاية 36
6- سورة الروم الاية 30
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat