سماحة السيد احمد الصافي والمسرح الحسيني
علي حسين الخباز
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
علي حسين الخباز

المنجز الثقافي لأية أمة هو نتاج مفكريها ومبدعيها ومثقفيها, وهو هوية أصالة تعبّر عن حضارة تلك الأمة ورقيها، وتعكس صور التقدم الفكري فيها, وإذا كان هناك حراك ثقافي في أي مكان من العالم، فهو عنوان عافية، وعلامة على قوة الصلة بين أصحاب الفكر والثقافة والإبداع وبين مجتمعاتهم, ودلالة على حرية العقول والأجسام من استبداد الجهل وصانعيه... وما مهرجان المسرح الحسيني ومسابقة النص المسرحي الحسيني الذي تقيمه العتبة العباسية المقدسة إلا أحد هذه المصاديق, حيث أقيم هذا المهرجان في عامه الرابع، ليثبت أصالة الفكر الإسلامي من جهة، وعراقة الفكر الحسيني من جهة أخرى، وفي نفس الوقت ليثبت أن أهل العراق أهل فكر وإبداع خلاّق، لتزف البشرى شذا معطراً بأريج هذه الحياض الطاهرة، ليعلن يوم (29/3/2013م) ولادة منجز آخر لعتبات الخير، ويرى سماحة المتولي الشرعي للعتبة العباسية السيد احمد الصافي،
إن المناطقة قسموا الصناعات إلى خمسة أقسام: (الجدل, والبرهان, والمغالطة, والشعر, والخطابة)، والثلاثة الأولى لهن مجالات الفكر والمسرح يدخل تحت أحد العنوانين الأخيرين؛ لكونهما يعتنيان بالأدب، والجانب المشترك بين الشعر والخطابة هو جانب استثارة الأحاسيس، للوصول الى الغاية، وقد يكون الخطيب أقرب إلى التمثيل منه إلى البرهان؛ لأن الخطيب يستعمل جملة من الأدوات أهمها الاقناع، وكذلك الشاعر حيث يستخدم رؤى ليرسم صورة تصل إلى المتلقي.
وتبرز أهمية الشعر والشعراء؛ لأن الشعر قد يخلد واقعة أو شخصية أو قد يرفع أمة، لذلك فأن الأمم تفتخر بشعرائها وخطبائها،...: لعل المسرح بصورة عامة في بلادنا العربية لم يأخذ الجانب الذي من المفترض أن يأخذه؛ لأنه قد تأثر بشكل أو بآخر بالثقافة الغربية، والمسرح في الغرب عادة ما يتعامل مع النخب, والنخب في العالم العربي إما أن تكون محسوبة على السلاطين، وإما نخب محاربة، لذلك نجد بعض الفنون قد تكون حبيسة, لا تنطلق بالشكل الذي يراد لها, وقد يكون المسرح خجولاً في عصر، ومسيَّس في عصر آخر، وهذا ما يجعلنا نفقد الكثير من أدوات التأثير، إذا حاولنا أن نخصص هذا المسرح في فن ما... لذا، كانت انطلاقة المسرح الحسيني ليدخل المسرح في أعظم واقعة عرفها التاريخ، وهي واقعة الطف الخالدة؛ لأن واقعة الطف معين لا ينضب، وإن تأثرت بالعوامل السياسية، وإن حورب الحسين (عليه السلام), لكن قضية الإمام الحسين (سلام الله عليه) لها بارقة وجذوة عصية على الانطفاء، فامتدت آثارها إلى الدنيا كلها.
قضية الإمام الحسين (صلوات الله عليه) ليس لها علاقة بالتدين فقط؛ لأن الحسين (عليه السلام) رمز من رموز الانسانية، وأي إنسان يقف أمامه بإجلال واحترام.
ومن هنا تبرزأهمية الاعتناء بالمسرح الحسيني؛ لأنه شعيرة من الشعائر الحسينية من لون آخر، وكما يوجد شاعر حسيني وخطيب حسيني، لابدّ أن يكون هناك مسرح حسيني ومسرحي حسيني, ولابد أن تتوسع مفاهيم القضية الحسينية في مختلف الوسائل التعبيرية والتوصيلة: كالسينما، والتلفزيون، وغيرهما من الوسائل...
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat