قابلية التوسع لأي مؤسسة انسانية ، تعني القدرة على التعامل بكفاءة مع المهام الرئيسية لعنوان تلك الخدمات ، والاهتمام بجميع الجوانب الإنسانية القادرة على خلق التأثير الإيجابي ، والعتبة العباسية المقدسة وسعت مفهوم وجودها الخدمي الى وجود إنساني وطني يحمل المعنى الجوهري لمكانة صاحب المرتقى ، سلام الله عليه ، وأثره في توجه المسيرة الحياتية بجميع تشعباتها وتقديم الخدمات وفقا لتصورات الهوية والانتماء ، لتدعم مرتكزات البناء الإنساني وتقويم الظواهر السلبية عن طريق تقديم النموذج التنافسي الاسمى اخلاقيا وثقافيا وعدم الاكتفاء بتشخيص الظاهرة والارشاد ، لكل إنسان حق الاحتفاء بنجاحه لكن بما يقبل به الله والعرف والناس وبعض تلك الاحتفالات تجاوزت الذوق العام بما يسيء لمكانة الجامعة والخريج ، ، العتبة العباسية المقدسة قدمت الحفل المركزي لتخرج طلبة الجامعات العراقية ، بصورة مؤثرة تمثل المنهج الحضاري المؤمن والمثقف لرعاية الشباب ، والصورة الأسمى لجوهر الإنتماء ، فكانت كلمة المتولي الشرعي سماحة السيد أحمد الصافي ، عبارة عن تهنئة وترحيب مع ارشادات فكرية تخدم الواقع الجديد لحياة الطالب وانتقاله من مرحلة الدراسة الى مرحلة العمل ، نتأمل بعض المرتكزات الفكرية في كلمة الترحيب
_(المرتكز الاول ... طريقة الاحتفاء )
كانت طريقة الاحتفاء غير مألوفة في جميع حفلات التخرج على مستوى الجامعات عموما ، وغير متاحة للجميع ، تعبر عن قداسة العتبة المباركة كقوة تأثيرية معنوية ، فكانت الرؤية الاستباقية لسماحة السيد الصافي ، بسؤال افتراضي متوقع ، ما الذي تريده العتبة من هذا الاحتفال ،جندت له الكثير من منتسبيها ومسؤوليها واعدام دام شهرين ، والاجابة عن معنى الاحتفاء وروحية اللقاء العتبة المباركة تنظر لهؤلاء الشباب بانهم ذخيرة هذا البلد ، لا أحد يريد من هؤلاء الشباب اشياء شخصية ، وليس هناك اواصر معرفة مسبقة ، نريد لهذا التميز خلق ذاكرة خلاقة ، فهذا الاحتفاء سيبقى محفورا في الذاكرة ، الذي تريده العتبة ان يكون محفزا لفعل الخير ومحصنا روحيا نتقي به الشرور والنوايا المزيفة ، ان تحصن الذاكرة هذه القداسة عندما تتعرض لاغراءاتت واغواءات الانحراف الوظيفي الرشوة ـــ الاختلاس ـــ وغيرها حفل التخرج هوية مكونة من التفاؤل وخدمة البلد
&&&&
( المرتكز الثاني ... عالم المعرفة )
عالم المعرفة لا يقف عند حدود التخرج ، وهذا تنبيه حريص على ان لا تكون شهادة التخرج نهاية الطريق الى القراءة والمطالعة والثقافة ، بل هي انتقالة مرحلية الى عالم ثقافي أوسع ، له تأثير فعلي على تحقيق الطموح ، وسمو المعنى الإنساني ليديم الفعل الثقافي ، المسير الابداعي ، البلد حسب تعبير سماحة السيد الصافي يستصرخ الجميع بلا استثناء والى مميزات العقل المثقف الواع المدرك ، العقول تبني الأوطان ، العقل يحتاج الى نضج انساني ، مطلوب ان يجتهد الإنسان من أجل تحقيق الهدف ، الطالب الجامعي يمثل الشريحة المثقفة ،
&&&
( المرتكز الثالث ... الهدف )
من أهم السمات الفكرية التي يبحث عنها العلماء والمفكرين هي قضية استثمار الطاقات الفاعلة في المجتمع بناء يعتمد على شريحة الشباب المثقفة ، وهناك من يعمل في الجهة الاخرى على استغلالهم لتحطيم البلد ، ولهذه الشريحة حصة أكبر من التأثير ، وهذا الأمر يتوقف على مستوى الادراك ، الوعي بالمسؤولية ، العلاقة التربوية المؤثرة ، للمعلم المربي الاستاذ واي هدف لا يمكن له ان يستقيم دون الاحترام الذي يضع مساحة من الحياء
&&&
( المرتكز الرابع ... الطموح )
لهذا المرتكز دورا هاما في حياة الإنسان ، وله ابعاد مهمة في شخصية الشاب الذي انهى مراحل الدراسة لينطلق الى الحياة ، الطموح هو القوة الدافعة ، لضمان هذا الجهد المثقف من الضياع ، الشباب يفكر بفرص التعيين ، وحث سماحة السيد احمد الصافي في كلمته الترحيبية الجهات المختصة ان تنظر نظرة ابوة ، وان تكون عاملا لمساعدة الشباب في بناء البلد والعتبة العباسية تضم الصوت وتتظافر مع هذا الطموح ، لينال الخير، وطموح الإنسان المؤمن المثقف لايقف عند حدود التعيين لكن الوظيفة والاستقرار النفسي سيجعله يمتلك فرصة التمكن لمواكبة التطور والتفاعل وخدمة البلد، الطموح يحافظ على روحية التفاؤل ، وانتم تدخلون الحياة من أوسع ابوابها ،
&&&
( المرتكز الخامس المسؤولية )
يرتبط دور الشباب المثقف على مفاهيم تساهم في تدعيم دور الاسرة في المجتمع ، الاستهداف الهدام اليوم على البلد يستهدف الأسرة ، الشاب الواع يساهم في بناء الفكر الأسري باعتباره هوية دينية مؤمنة وهوية ثقافية انسانية تحترم جهد الأسرة المبذول لوصول الشباب الى مرحلة المسؤولية ، وهؤلاء الشباب قرة عين الاهل ، من المؤكد من هؤلاء الشباب الخريجين من هم ايتام والله سبحانه تعالى لم يجعل اليتم عيبا ، وبينهم ابناء شهداء ارتقوا الى ما يمكن ان نرتقي وعليهم تقع شرف المسؤولية ، شرف الهوية الاسرية لا يقبل ان يبدل تعريف الاسرة المبني على رجل وأمرأة ، وليس من رجل ورجل ، التمسك بالاعراف الدينية مسؤولية والاسرة بهذا البناء المسلم ، تخرج لنا اولادا يكونون حماة المستقبل ،
&&
( المرتكز السادس ...الإيمان )
هو العامل الخلاق الذي يجعل سماحة السيد الصافي، يؤمن بطاقات العراقيين ، ويعلن للعالم كله ان العقول العراقية عقول مبدعة ، وقادرة على ان تسمو على المشاكل الموجودة في البلد وقد يسمو الإيمان بالإنسان ليجعل من تلك المشاكل خبرة حياتية تمنحه القدرة لأجتياز الصعاب ، ايمان العتبة المقدسة بان هذا الجمع المنوع هو اثر لبناء السلم المجتمعي ، ايمان العتبة المقدسة بوعي الشباب الذي لايخضع يوما لأي جهة تريد ان تصدر مشاكلها لحرب يكون الشباب حطبها ، الايمان بانكم اكثر تفاؤلا ، وهذا لا يكون الا بكم ، انتم العنصر الطيب لهذا البلد الذي يعتمد عليه الكثير من المشاريع التي ستحقق بعون الله
قدمت العتبة العباسية المقدسة النموذج الأرقى والافضل الاحتفاء بالفكر المعرفي والثقافي ، وحفلات التخرج هي الدليل بهذا الاهتمام الساعي لبلورة الالفة العراقية المؤمنة ،
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat