رواية انتيخريستوس/ د. أحمد خالد مصطفى
علي حسين الخباز

 ما يؤخذ من القران يسمى (تناص) الأخذ دون مغايرة، بعض الأدباء يستلهمون من التراث القرآني ويجرون عليها انزياحات تتناسب مع أفكارهم
(ثانيا)
الدكتور أحمد خالد مصطفى كاتب وأديب روائي مصري خريج كلية صيدلة جامعة القاهرة

 (الحكاية الأولى)

قبل أكثر من أربعة آلاف عام كانت الأرض غير الأرض والسماء غير السماء، عثر إيشما  العجوز على طفلة في غابة تدور حولها الحمائم فسميت محبوبة الحمائم، ينطق الاسم بالبابلية (سمير اميس) احتفال العظيم في بابل بمولود جديد للملك (كوش) والملكة (أوداج) سمي المولود (زاهاك) يعني باللغة البابلية (الثعبان اللاسع) في ضواحي المدينة كبرت سميراميس فأغرم بها (لوتس) مستشار الملك، في زيارة للضواحي أغرم بها وتزوجها، اختار الشيطان لوسيفر زاهاك ابن الملك كوش وعلمه سر (الماجي) أي السحر، والتقاه عند جبل ديناوند، التقى هناك بإبليس قال له اخترتك لتملك بني الإنسان، كان أول لقاء بين الإنس والجن في تاريخ الأرض، وقد حدث في بابل في أول حضارة بشرية بعد طوفان نوح، و هو أول ساحر مشى على ظهر الأرض.
اشتهر زاهاك في التاريخ باسم (النمرود) قتل أباه كوش وصار هو الملك، والنمرود هو أول من وضع تاجا على رأسه، اقتبس فكرة التاج من ملوك الجن، شن الحرب على مملكة بكتيريا وأظهرت زوجة المستشار الأعلى فروسية وذكاء، وحدها أسقطت مملكة بكتيريا، قام لها النمرود وأعلن زواجه منها، لهذا رمي المستشار نفسه من قلعة النمرود.
غزى نمرود المماليك حتى صار ملك الأقاليم السبعة وقرر أن يغزو السماء فجمع 600,000 رجلا من كافة المماليك لبناء برج يغزو به السماء، رأى في منامه فارسا ينزل من كوكب في السماء، يهجم على النمرود نهض فزعا، تأويل الرؤية سيولد على هذه الأرض مولود يكون هلاكك على يديه، قتل كل مواليد الأقاليم السبعة، واقتحم جنوده البيوت، في هذا العهد ولد نبي الله إبراهيم "عليه السلام" وأخفته أمه من جنود النمرود حتى كبر وصار شابا، كان شعب بابل يعبدون الكواكب ويصنعون لها أصناما يتضرعون إليها، والشمس هو المعبود الأعلى، بدأ إبراهيم يدعو الناس لعبادة الله سبحانه وتعالى، وحدثت القصة الشهيرة في العيد حطم إبراهيم أصنام بابل في معبد أور وعلق فأسه على صنم مردوخ، وحين استجوبوا إبراهيم قال لهم اسألوه إن كان ينطق، سأله  النمرود من إلهك، فقال إلهي الذي يحيي ويميت، أجاب النمرود أنا أحيي وأميت، أضرب عنق سجين فأميته وأعفو عن الآخر فيعيش، قال إبراهيم إلهي يخرج الشمس من المشرق فأخرجها أنت من المغرب.
أمر نمرود حينها بقتل إبراهيم، جمعوا الحطب، أوقدوا نارا عظيمة ألقي إبراهيم فيها، وتركوها أياما، هرعوا ليجمعوا رماد الرجل الذي تجرأ على الآلهة، فوجدوه واقفا، حينها غضب النمرود على الشيطان لوسفير، ما الذي يملكه إبراهيم ولا أملكه أنا؟
أعلن النمرود تمرده على إبليس، أرسل لوسفير ثعبانين سكنا كتفيه واشترط أن يأتي كل يوم براسين بشريين غذاء الثعبانين ولا يأكلان إلا رؤوس الأطفال، كان في المملكة رجل حداد يدعى كاوي ذبحوا ولديه الصغيرين فكان كاوي على دين إبراهيم ثار الناس على النمرود بقيادة كاوي الحداد ومجموعته الغاضبة، سخر النمرود من جيش المستضعفين، فهم قلة بأسلحة متواضعة، هبت من جهة الشرق آية من آيات الله سبحانه وتعالى، جيش آت من السماء، ستر من كثرته عين الشمس، جيش من البعوض انقض على جيش النمرود، وإذا به يركض هاربا لم يبق لديه سوى جيش بسيط يحمي برج بابل، بعوضة دخلت في منخره فأهلكته وجيش المستضعفين اقتحم البرج ينادون نداء النصر "الله أكبر"
 (انطباع)
بحث تاريخي كتب بطريقة خاصة، يقول المؤلف لا أحب أن أكتب ضمن قواعد يحددها لي الآخرون، أنا أكتب بطريقتي، بقانوني أنا، فالسؤال ما حجم الخيال في هذه الرواية؟
وما حجم الحقيقة؟
لا يمكن الجزم إن الأحداث وقعت كما ذكرت، مزج الكاتب بين قصة دينية النمرود مع حكاية من أساطير فارسية (زاهاك) و هناك أخطاء تاريخية مزجها ليمضي بسبيل الحكاية إلى الدهشة، الذي بنى الجنائن المعلقة هو ليس النمرود، بل بناها الملك بختنصر لزوجته التي كانت تشتاق لوطنها، ونهاية النمرود مات من كثرة الضرب على رأسه لتستكين البعوضة، والرواية اعتمدت على التحايل الفني لجذب المتلقي، رواية أثارت ضجة كبيرة في الوسط الفني، صنع من الحقيقة والخيال ثنائي جذب الكثير من المتعة والتشويق فكان عملا رائعا.

الموضوع السابق صدور كتاب "العتبة الحسينية في عوالم الصحافة: بين الحبر والضريح"

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat