كتابات في الميزان
كتابات في الميزان

لغتنا العربية إلى أين .. (شقشقة) 

 عندما نقرأ سيرة الرجال على اختلاف ثقافاتهم، وبيئاتهم، وقومياتهم، ودياناتهم وغيرها، نقرأ فيها تاريخًا ذا معان مختلفة، فيعكس صفاتهم الشخصية تارة، والاجتماعية أخرى..
ومن لطيف ما قرأت سيرة أعلام قد اعتنوا باللغة العربية اعتناءً بالغًا، بل اشتهارهم بدراسة علوم اللغة العربية وإتقانهم لها، وتفوُّقهم بين الأقران، بما يدل على مدى الاعتناء بهذه اللغة العظيمة لغة القرآن الكريم، والتي تعدُّ أساس الشخصية العلمية لطالب العلوم الدينية، بل يحتاجها الأستاذ والمعلم، والمثقف والكاتب، والمحاضر والخطيب وغيرهم.
ولكن -للأسف- ما نراه اليوم من هذا التراجع المخجل من الاعتناء بها في أبسط مجالاتها، بل في أعم استعمالاتها، فكثير ممن تقدم من تلك الطبقات لا يعتني بها، وكأنَّها ليست جمال اللسان الذي يعبِّر به عن المعاني الباطنة.
فترى كثيرًا من الأعزاء يكتب رسالة قصيرة في جهازه النقال باللغة الشعبية التي يتحدث ونتحدث بها، ولا أدري ما السبب الرئيس في ذلك؟!
فهل👈🏻 هو لا يعرف الألفاظ الفصيحة التي تقابل الشعبية ليقوم باستخدامها في كتابته؟
أم👈🏻 أصابه الكسل فلا يتأمل لدقائق معدودات للبحث عن ما يقابلها فيكتب بها؟
أم👈🏻 هي الطريقة التي يفهمها مَنْ يخاطبه ويتعامل معه؛ فيخشى عليه صعوبة الفهم؟
أم👈🏻 هي انعكاس لشخصيته التي تجهل تعامله مع لغة القرآن والسنة والبلاغة والأدب؟!
أم👈🏻 هو مع ما تريده الناس من الفوضى في جميع المجالات التي نراها يوميًّا ونعيشها ومنها اللغة!
حقيقة تقرأ في بعض الأحايين رسالة لكلمات معدودات تحتاج إلى مترجم ناطق لتعرف ما المكتوب؟ 
وما هي هذه الرموز؟
لقد تنازلنا أو تنزَّلنا عن همزات القطع والوصل، وكسر الهمزة أو فتحها، والنون المشددة والساكنة، وحركات الضمة والفتحة والكسرة وغيرها..
ولكن أنْ يصل الحال إلى الكتابة الغريبة حيث يتحوَّل لقب الإنسان (الحصَّان) بسسب حركة الشدة إلى حيوان (الحصان)؟!
وأنْ يتحول الإنسان العظيم (الإمام) بسبب كسر الهمزة إلى جهة جامدة من الجهات الست (الأمام) الذي يقابل الخلف ..
بل يتحول السؤال عن الحال (ماذا بك أو ما بك) إلى (شبيك أو شتريد)؟!!
أو يتحول الموعد (سآتي الساعة العاشرة) إلى (عود اجي بلعشره)؟!!
وو .. 
ما هذا!! ما هذا!!
الله الله بلغة القرآن تعلُّمًا وتعليمًا .. ولفظًا وكتابةً وخصوصًا للطبقات التي تم الإشارة إليها، وأنْ نكون أمة تأخذ الدروس والعِبر ممن غبر في مجتمعاتها وتكمل مسيرة البشر التكاملية، وليس التخلُّف والتراجع!! والسلام
مع الاعتذار

اللغة العربية.jpg

التعليقات

لا توجد تعليقات على هذا المقال بعد. كن أول من يعلق!